«محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» تصدر العدد الثاني من نشرة «قراءات في كتب جديدة»
غلاف النشرة
28 يناير 2023 22:54
سعد عبد الراضي (أبوظبي) في حُلّة مميزة ومضامين مركّزة، أصدرت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بالتعاون مع الأرشيف والمكتبة الوطنية، العدد الثاني من نشرة «قراءات في كتب جديدة»، وتستعرض النشرة بين دفتيها في 55 صفحة، 12 كتاباً نوعياً في مختلف المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية والاستراتيجية والسياسية والأخلاقية والدينية والتاريخية والأدبية، يتصدرها موضوع مصور تحت عنوان «إرث» يحتفي فيه العدد بالثاني من ديسمبر ذلك اليوم التاريخي، الذي أعلنت فيه دولة الإمارات العربية المتحدة عن قيام الاتحاد، بالإضافة إلى افتتاحية بقلم الدكتور رضوان السيد عميد كلية الدراسات العليا بالجامعة، تحدث فيها عن التحدي الذي واكب الإعداد لصدور العدد الثاني حتى يكون مميزاً عن سابقه كاتباً: «التحدي في الإعداد لهذا العدد كان مختلفاً، فالزملاء عندما رأوا العدد الأول صاروا أكثر اهتماماً واشتياقاً للمشاركة.
وصحيح أن الكتب الجديدة في السوق العالمي للكتاب وفي العلوم الإنسانية، كثيرة جداً. لكنك لا تستطيع تضخيم المجلة إلى ما لا نهاية. وقد نجحنا في الموازنة في القراءات بين التربية وتوسيع الأفق، وبقي الحجم معقولاً». وعرج رضوان السيد في افتتاحية العدد على العناوين العشرة الجديدة، والعنوانين القديمين وما يمثلانه من أهمية؛ خاصة أنهما يتحدثان عن المواطنة التي تدرس لطلاب الجامعة، بالإضافة إلى إفادتهما في التثقيف الذاتي، ومرجعيتهما لطلبة الدراسات العليا. اثنا عشر كتاباً ثرياً. تضمن العدد الثاني من النشرة إذن عدداً من الكتب الجديدة الصادرة باللغات الأجنبية، والتي شارك في عرضها مجموعة من أعضاء هيئة التدريس بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والجامعات الأخرى.
الكتاب الأول حمل عنوان الكتاب الأول الذي قدم الدكتور سعد ربيع قراءة فيه: «إنسانية محمد، وجهة نظر مسيحية»، للعالم الأميركي كريغ كونسيداين، الحاصل على دكتوراه فلسفة في علم الاجتماع من جامعة دبلن، ويعمل محاضراً بجامعة رايس في هوستن، والذي ألف كتباً عدّة في مجال العلاقات الإسلامية المسيحية.
الكتابان الثاني والثالث أما الكتاب الثاني، فقد حمل عنوان «المواطنة: الخطاب والنظرية والآفاق عبر الوطنية»، ويغطي هذا الكتاب الذي قدم قراءته الدكتور محمد الزيودي- عضو هيئة التدريس بالجامعة- مجموعة واسعة من الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، وجاء الكتاب الثالث بعنوان «تكوين مواطنين صالحين: التعليم والمجتمع المدني»، وقدم له الدكتور استيرلنج جينسن- عضو هيئة التدريس بالجامعة- وركز في مقدمة قراءته على أن الحجة المركزية لهذه المجموعة من المقالات الأكاديمية و المحكمة، هي أن التعليم يلعب دوراً حيوياً في بناء المواطنة والمجتمع المدني، والتحدي الرئيسي كما يناقش المؤلفان، هو تحديد القيم التي تختارها الدولة لترتيبها حسب الأولويات وتعزيزها وتنميتها. والدور الذي ينيطه المجتمع بهذه العملية، بما في ذلك الجماعات الدينية، وغيرها من مجموعات مدنية أخرى في تكوين مواطنين صالحين.
الكتابان الرابع والخامس الكتاب الرابع الذي قدم قراءته الدكتور أحمد الزعبي كان عنوانه «ابستمولوجيا الجماعات»، وهيأ الزعبي في تقديمه بالنظر إلى العنوان، حيث تحول معنى الابستمولوجيا من الفاعل الفردي إلى الفاعل الجماعي، وحمل الكتاب الخامس عنوان «إعادة فتح العقول- عودة إلى قيم العقلانية والحرية والتسامح»، والكتاب للكاتب والصحفي التركي مصطفى أكيول، وقدم قراءته الدكتورة أسماء المعمري- عضو هيئة التدريس بالجامعة- التي أشارت في مقدمتها إلى أن الكاتب تناول الموضوع بتفاصيله الواقعية من واقع معايشته الميدانية، وانتقاله من مجتمع الانفتاح والحرية الغربية إلى مجتمع مسلم في كوالالمبور يعرف تقاليد وثقافة مختلفة، وبناء على التجربة دون الكاتب مشاهداته وانطباعاته في أربعة عشر فصلاً وخاتمة.
الكتابان السادس والسابع وجاء الكتاب السادس بعنوان «الفقه الإسلامي والأخلاق»، وقدم قراءته الدكتور عبد الحميد الراقي عضو هيئة التدريس بالجامعة الذي لفت في بداية قراءته إلى أن اهتمام الأكاديميين الغربيين بالدراسات الإسلامية الذي جاء منذ فترة ليست باليسيرة كان اهتماماً بارزاً، حيث طرقوا من خلاله مختلف المناحي والجوانب على نحو لافت للنظر. ولم يكن ذلك الاهتمام وليد ثراء معرفي أو سعياً في تحقيق تراكم يحسب للجامعات الغربية ومراكز البحث العلمي، وإنما هو اهتمام وراءه أسئلة قائمة تختلف طبيعتها عن الأسئلة المثارة عند المسلمين تروم الكشف عن بعض الجوانب التي لا يزال مجال البحث فيها واسعاً، بل لعلّه يجيب عن بعض ما يرشح به الواقع من إشكالات. وقدم الكاتب اللبناني محمد السماك قراءة الكتاب السابع الذي حمل عنوان «هنري كيسنجر القيادة» والذي كتبه كيسنجر وهو في عامه التاسع والتسعين، حيث يقدم فيه عروضاً لممارسات القيادات السياسية لدى نخبة من رؤساء دول العالم الذين عاصرهم وتعامل معهم منهم من كان صديقاً له ومنهم من لم يكن، وحاول الكاتب أن يقدم كل واحد منهم كقائد ساهم بشكل أو بآخر في إعادة كتابة التاريخ.
الكتابان الثامن والتاسع ثم قدم الدكتور نور الدين الموادن عضو هيئة التدريس بالجامعة قراءة عن الكتاب الثامن الذي ألفه أستاذ التاريخ الوسيط بجامعة كمبريدج ديفيد أبو عافية وحمل عنوان «البحر الكبير: تاريخ البحر المتوسط والمتوسطيات»، وتناول هذا الكتاب دور البحر المتوسط الذي حمل أكثر من اسم، من بينها البحر الأخضر عند المصريين القدامى، وأسد القارة المائية، وبحرنا عند الرومانيين، والبحر الكبير عند اليهود، وبحر الروم عند المسلمين، والبحر الأبيض المتوسط عند الأتراك، أما الكتاب التاسع الذي قدم قراءته الدكتور عبد الدائم السلامي وحمل عنوان «فرنسا: قوة محبطة قراءة في عهود القوة الفرنسية» وكتبه الباحثان الفرنسيان: برتران بادي ودومينيك فيدال.
الكتابان العاشر والحادي عشر أما الكتاب العاشر والذي حمل عنوان «النجاح والإخفاء: الفلسفة والعلوم العربية خلال النهضة الأوروبية»، والذي راجعه الأكاديمي والمؤرخ اللبناني الدكتور محمود حداد يتمحور حولها الكتاب تكمن في السؤال عما إذا كانت العلوم والفلسفة الغربية خلال النهضة الأوروبية قد تأثرت بالفلسفة والعلوم العربية - الإسلامية كما اللاتينية، أم أنها انفصلت عن هذه الفلسفات والعلوم، ونزعت التفسيرات العربية واللاتينية عن هذه الأصول، أي أنها رفضت التفسيرات العربية واللاتينية، واعتمدت فقط على أصولها الإغريقية، وحمل الكتاب الحادي عشر عنوان «رأس المال الوهمي: الحرير والقطن وصعود الرواية العربية في لبنان ومصر»، لإيزابيث هولت، ويشير الدكتور نزار قبيلات- عضو هيئة التدريس بالجامعة- في قراءته، إلى أن مؤلفة هذا الكتاب تتبعت بالطرح المميز، مراكز الاهتمام الثقافي في المنطقة العربية في القاهرة وبيروت، وربطتهما بصعود سوق التجارة والعقار في هاتين الحاضرتين العربيتين في نهايات القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، فقد تتبعت «اليزابيث هولت» الازدهار التجاري والعقاري قبل انهياره في مصر ولبنان، بعد أن لاحظت حجم التبادل التجاري بين مرافئ تجارة الحرير في لبنان والقطن في مصر إلى الإمبراطوريتين الفرنسية والإنجليزية، اللتين لم ترغبا في أن تحقق هذه الحواضر العربية النماء والازدهار جراء تبعيتها للإمبراطورية العثمانية.
الكتاب الثاني عشر وحمل الكتاب الثاني عشر والأخير عنوان: «تعليم المهاجرين البالغين ذوي التعليم الرسمي المحدود، النظرية والبحث والممارسة». وقد قدم قراءته الدكتور محمد السيد عضو هيئة التدريس بالجامعة وأشار إلى أن الكتاب يعتبر خلاصة وافية عن الوحدات التعليمية الست وهي: اللغة ومحو الأمية في السياق الاجتماعي، القراءة من منظور علم النفس اللغوي، المفردات، اكتساب وتقويم المورفوسينتاكس، أو الطريقة التي يتم بها تجميع الكلمات لتشكيل عبارات وجمل، ثنائية اللغة وتعدد اللغات، وتعليم المتعلمين البالغين ذوي التعليم المحدود، ومحو الأمية التي كانت ثمرة المرحلة الثالثة من مشروع (EU-Speak)، المتحدثون الأوروبيون بلغات أخرى: تعليم المهاجرين البالغين، وتدريب معلميهم.
فعاليات مهمة كما ضم العدد الثاني رصدا توثيقيا سريعا، لأهم الفعاليات التي قدمتها الجامعة في الربع الأخير من العام الماضي، من بينها مؤتمر اللسانيات الحاسوبية واللغة العربية، والمؤتمر الدولي الفلسفي الأول، بالإضافة إلى إشارة النشرة للعدد الأول منها.
أهمية النشرة تأتي هذه النشرة ضمن جهود الجامعة لتعزيز مجالات النشر والتوثيق، وإثراء الساحة الثقافية والأدبية، من خلال عرض الجديد من الكتب والإصدارات الأجنبية في المجالات الاجتماعية والأخلاقية والدينية والتاريخية.