السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جلسة حوارية تناقش «أغاني الأطفال الشعبية في الإمارات»

خلال الجلسة (من المصدر)
26 يناير 2023 00:58

فاطمة عطفة (أبوظبي)

كان الغناء جزءاً من حياة أهلنا اليومية، وكانوا ينسجمون مع الطبيعة، والانسجام مع الطبيعة يعني أن تعرف كل الأصوات وتنجح بتقليدها، كما أن الشاعر لما يقدم قصيدة تكون محلية، والملحنون مثل إبراهيم جمعة أو عيد الفرج اليوم كانوا يقولون إن الشعر يعطيك اللحن الأول، ولم يكونوا يبذلون جهداً في عمل التلحين. كانوا يسيرون في الأماكن ويبتدئون بالغناء، يستلهمون اللحن مما وصلهم قديماً من الآباء والأجداد». 
هذا ما جاء في مستهل جلسة الحوار التي نظمها «اتحاد الكتاب- فرع أبوظبي» أول أمس بعنوان: «أغاني الأطفال الشعبية في الإمارات»، وقد استضافت د. عائشة بالخير مستشارة البحوث في الأرشيف والمكتبة الوطنية، وأدارت الحوار الكاتبة فاطمة الهديدي. قالت د. بالخير: بذلنا جهوداً كبيرة لنقرأ ما بين السطور من ثقافتنا، ونعود إلى الوراء لنحصل على معرفة أوسع للأغاني الشعبية التي كانت ترددها أمهاتنا عندما يهدهدن الطفل. وأوضحت بالخير أن أغلب هذه الأغاني الشعبية كانت مأخوذة عن الطبيعة، من حيث تقليد أصوات الطيور والعوامل الطبيعية مثل الثقافة البحرية وأصوات الموج، وكان الشاعر لما يلقي قصيدته يعطي اللحن مما يتخيله من أصوات وعوامل الطبيعة. وعادت د. بالخير بالذاكرة إلى الماضي، مبينة كيف كانت الأم لما تحمل بالطفل تبدأ تغني وتدندن، واليوم أصبح معروفاً عند الأطباء بأن الأم الحامل يجب أن تستمع إلى الموسيقى لصالح الطفل وسلامته. وفي فترة الحمل يغنين (بسم الله عليك) وذلك ليتعود الطفل ثراء الغناء بعد سنين ويفهم معنى الكلمات ويستمتع بالموسيقى التي تندمج مع الصوت. وعندما يمشي الطفل أول خطوة تكون أغاني المهد: «يوه يوه يا الله»، وعندما يقوى بالمشي يأتون بأطفال من أعماره ويقولون له: «من البادي؟» ويبدأ الطفل في الركض. وكانوا يغنون له وهو على «الريحانة»، عندما ينام الأطفال كانت الأم أو الأب أو الجدة يغنون لهم. وحول إن كان من الضروري أن نحافظ على الأغاني للأطفال في ظل هذه الأجهزة الإلكترونية الذكية، قالت د. بالخير: نعم ضروري أن نحافظ على موروثنا الغنائي والموسيقي، وعلينا أن نحفظ الشعر ونتقنه أيضاً، والأنشطة التراثية في المدارس يجب أن يتعلمها أطفالنا. وأشارت بالخير إلى أن بعدنا عن تلك الأيام عمل فجوة بالحياة، وضربت مثلاً بالأغاني التي كانت تقدم في نصف شعبان، أو عندما كان يعود الحاج من الحج كان يقام له حفل شعبي من موسيقى وغناء وإلقاء شعر وضيافة، وكان الأطفال يغنون وهم يسيرون من بيت إلى بيت مرددين: «أعطونا حق الليلة». كان في الحياة إبداع، والناس تبتكر الأشياء للفرح وتقديم المأكولات المصنوعة في البيت. اليوم كل شيء أصبح يأتي جاهزاً ومعلباً. 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©