محمد عبدالسميع (الشارقة)
أكّد فنانون تشكيليّون أهميّة المعرض السنوي التشكيلي في دورته 38، والذي تقيمه جعميّة الإمارات للفنون التشكيليّة، بمتحف الشارقة للفنون في الشارقة، ويستمرّ حتى 18 مارس القادم. ويشارك في المعرض أكثر من 60 فناناً من جنسيات مختلفة ومدارس فنيّة وتجارب اعتمدت الأعمال الزيتية والمائيّة وأعمال النحت والخزف والأعمال الفراغية وتجارب أخرى معاصرة.
ورأى عدد من الفنانين المشاركين في حديثهم لـ«الاتحاد»، أنّ المعرض يمثّل تظاهرة فنيّة مهمة لتبادل الأفكار واللقاء بالجمهور. كما أكّدوا أهميّة الفن، باعتباره واجهة أو مرآة تعكس إحساس الفنان بما حوله وما يشارك به في رسالته الإنسانيّة للعالم، داعين إلى مواكبة التكنولوجيا والاهتمام بها في توسيع الفرص وإثراء العمل الفني بما يوفّر للفنان مساحة أكثر سهولة من ذي قبل. وقال الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس: إنّ مشاركته في المعرض تأتي لأهميّته كتظاهرة ثقافيّة واحتفال مشهدي، متحدثاً عن المكان موضوعاً تحمله اللوحة باتجاه التلقي والتفاعل. وتحدث الريس عن تناسق الألوان والشكل، للتعبير عن فكرة العمل. وقال إنّه يشارك في المعرض بمجموعة التجريد، في الألوان المائيّة على الورق. ورأى الريس أنّ المعرض يتيح للمشاركين تبادل الأفكار مع الجمهور ومع بعضهم في مساحة واحدة.
مشاهدات يومية
من جهته، أشار الفنان السوري باسم الساير إلى أنّ مشاركته في المعرض هي من خلال مجموعة تعايش-مكس ميديا، متحدثاً عن أسلوبه الخاص في عملية النحت، واعتماده على عدد من الأفكار والمشاهد اليوميّة، مثل عمل جداريّة التعايش ودائرة المصنع.
وشرح الساير أنّ عمله الفني الذي جاء بعنوان «مشاهدات يوميّة»، وفق رؤية فنية جمالية متقنة للواقع، من خلال مجسمات أسلاك معدنية من السلك، هو تعبير عن اهتمامه بالمشاركة والحضور الفني في المعرض، باعتبار الفنّ كما يقول هو جزء من قصّة نرويها عن أنفسنا، ويعكس نظرة الفنان للعالم مثلما يساعده على فهمه وتفسيره بفلسفته الخاصة.
ورأى أنّ التكنولوجيا قد أثّرت على الفنّ، داعياً الفنانين إلى مواكبة التقدم التكنولوجي والرقمي، والذي بالتأكيد كان عاملاً ميسّراً ومساعداً لتجاوز تحديات قديمة وشاقة في ذلك. واستدرك الساير بأنّ علينا أن نفهم أنّه ليس كلّ مستخدم للتكنولوجيا هو فنان يمكن أن نلقّبه بالمبدع، إذ تبرز في هذا المجال أهميّة الموهبة للفنان، باعتبار الإبداع موهبة وشغفاً وقبولاً للتحدي والتغلب عليه، فالسهل المعتاد ربما لا يكون مقبولاً كثيراً لدى الفنان الحقيقي.
دورة الحياة
وقال الفنان الإماراتي خالد البنا إنّ مشاركته في المعرض جاءت ضمن مجموعة «دورة الحياة»، موضّحاً أنّ فكرة العمل هي عبارة عن ممارسات فنيّة اكتسبها خلال ممارسته للفن، في التقنيات والخبرات والمهارات، محاولاً تلخيص كلّ ذلك في عمل فني أسماه «دورة الحياة». واستخدم الفنان البنا لهذا العمل خامات متنوعة، كالقماش والبلاستيك، مواكباً كما يقول الحداثة، انطلاقاً من أنّ الفن بالنسبة له هو القدرة على تفكيك الواقع وإعادة صياغته بشكل وأسلوب جديدين يتماهيان مع تجليات الفكر والوجدان، وباعتبار الفنّ أيضاً هو بحث متواصل لتحويل الموجود من الخامات إلى عمل فني بأبعاد إنسانيّة واجتماعيّة وجماليّة. ورأى البنا أنّ التكنولوجيا أثّرت بالفعل على الفن التشكيلي، بظهور مدارس جديدة، كما أثّرت على توجّهات الفنانين المعاصرين، وهو ما أغنى وأكسب الفن في النهاية بالمزيد من الأفكار والمواضيع الجديدة.
قيمة الشموخ
بدوره، استلهم الفنان التونسي محرز اللوز، الذي يشارك في المعرض بمجموعته الفنية «شامخة»، فكرة الشموخ في قراءة للواقع وتأمُّل في مدى قدرتنا على تجاوز مشاق هذا الواقع وتحدياته وصعوباته التي تواجهنا، إذ تبدو المرأة في العمل أكثر شموخاً في مواضيع كثيرة تتعرض لها، مثل تربية أطفالها والعمل والقيام بواجباتها المنزلية، والكثير مما يجعل للشموخ معنى جميلاً له هدف ورسالة وفي الوقت ذاته كموع إنساني صيغ بأسلوب جمالي.