محمد عبدالسميع (الشارقة)
قدم مسرح دبي الوطني، مساء أمس الأول، مسرحية «بيت الدمى»، تأليف علي جمال، وإخراج عبدالله صالح، ضمن عروض مهرجان الإمارات لمسرح الطفل في دورته السادسة عشرة، وسط حضور جماهيري غفير.
وتدور حكاية العرض، حول فرقة مسرحية تتقطع بها السبل بعد وفاة مؤسس الفرقة، حيث يدب الكسل والمشاكل بين أعضاء الفرقة الواحدة، وخصوصاً بين الأخ والأخت صاحبي الفرقة، فالأخ يريد أن يبيع المسرح، والأخت تريد إعادة إحياء المسرح وتقديم العروض من جديد. ويستغل ذلك الاختلاف بين الإخوة السمسار الذي لا يهمه سوى موافقة الإخوة على بيع المسرح، والاستفادة من النقود التي سيحصلون عليها من التاجر الذي سيشتري المسرح، ولا يهتم بشؤون المسرح أصلاً أو ما سيؤول إليه المكان.
ويتفرق أعضاء الفرقة، ويباع المسرح بعد ما وقعت على الأخت ضغوط من أخيها أجبرتها على الموافقة، ويختار بعض أعضاء الفرقة الركون إلى التجارة، ولا يفلحون أيضاً في امتهانهم لها.
غير أن الإرادة القوية تصنع المستحيل، وعلى رغم حزنها وألمها تواصل الأخت عروضها في عربتها الخاصة، وتقدم مسرحيات تمثلها الدمى للجمهور، بينما يتعرض الأخ، جزاء لتفريطه في المسرح، لسرقة نقوده التي أخذها من التاجر، ليكتشف أنه بعيداً عن أخته ورفاق دربه لا قيمة له، فيندم ويعود إلى الفرقة وتعاود الفرقة عروضها من جديد.
وقد تميز العرض الذي أدى أدوار البطولة فيه كل من الفنانين: رنيم محمد، وعبدالعزيز حبيب، وجاسم يعقوب، وفؤاد القحطاني، وعبدالعزيز أنور، وميرة علي، بالأداء المسرحي الجيد، والسينوغرافيا التي سعت إلى أن تكون جزءاً متمماً لخطاب العرض، وكذلك وظف المخرج خيال الظل ومسرح الدمى في إيصال رؤيته الإخراجية. وتميزت الأغاني التي كتبها ولحنها مخرج العرض بقربها من الأطفال، في عرض مسرحي اشتمل على الكثير من الرسائل للأطفال، أهمها التأكيد على الإخوة والصداقة، ونبذ الأنانية، وعدم التفريط في الإرث الثقافي والفني من أجل المال.
صمم ديكور المسرحية الفنان علي جمال، والإضاءة لإبراهيم حيدر، والصوت لعبدالله بن لندن، والأزياء لمريم عبدالله الرميثي، وتصميم الرقصات لمحمد الحميد. يشار إلى أن مهرجان الإمارات لمسرح الطفل سيختتم دورته السادسة عشرة، بقصر الثقافة بالشارقة، بإعلان النتائج وتوزيع الجوائز على الفائزين.