سعد عبد الراضي (أبوظبي)
نظم الأرشيف والمكتبة الوطنية ضمن موسمه الثقافي 2022 ندوته الثقافية الوطنية «البيت متوحد» مستهدفاً ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الانتماء للوطن والولاء لقيادته الحكيمة، ومؤكداً أهمية أن يبقى «البيت متوحداً» متماسكاً وقوياً، يعيش فيه الإماراتيون أسرة واحدة، بعد أن استطاع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الآباء المؤسسون، طيب الله ثراهم جميعاً، أن يشيدوا صرح الاتحاد بهمة وعزيمة، وفي ظل مواصلة المسيرة المظفرة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، نحو الريادة.
وشارك في الندوة كل من الإعلامي فهد عبدالله هيكل، والدكتورة فاطمة الدهماني الأستاذ المساعد في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتورة حسنية العلي مستشار التعليم في الأرشيف والمكتبة الوطنية.
وأشاد فهد هيكل بالدور الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية وباهتمامه الدائم بقضايا الوطن والمواطن الحالية والمستقبلية، ثم بدأ مداخلته التي كانت بعنوان «قيم وسلوكيات المواطن الإماراتي» بقول حكيم للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه: «لا أريد نقل البدو إلى الحضارة، ولكني أريد نقل الحضارة إلى البدو»، وقد أراد بهذا المحافظة على القيم الإماراتية وسط التنوع المحلي والعالمي.
وركز هيكل على أهمية اللغة العربية وعلاقتها بسلوك المواطن، ودورها في ترسيخ القيم، معلناً أسفه لانحسار حضورها في بعض المجالات رغم أنها وعاء القيم والمصطلحات التي من شأنها أن تصنع وعياً أو تصححه أو تزيفه، مشيراً إلى أن حضور المحتوى العربي محدود أمام المحتوى العالمي في مجال الفكر والعلوم والمعارف، ثم تحول إلى الحديث عن أهمية القدوة والنموذج لأبنائنا مما يمكنهم من إحياء القيم الإماراتية والعربية، وتطرّق إلى واجب الحفاظ على الهوية الإماراتية أمام جميع التحديات لأهميتها في تعزيز مفهوم القيم، مؤكداً أن المرحلة القادمة تحتاج جهوداً مضاعفة من أجل رسوخ القيم الأخلاقية في نفوس الأجيال القادمة.
بصمة وطنية
وتحدثت الدكتورة فاطمة الدهماني بدورها عن جملة «البيت متوحد» مؤكدة أنها نعمة إلهية وبصمة وطنية ينبغي أن ينشأ عليها أبناء المجتمع، واستشهدت بنصوص قرآنية وببعض ما ورد في السنة النبوية على أهمية الوحدة في بناء المجتمع واستقراره وقوته، مشيرة إلى أن الوحدة والأُلفة نعمة من الله، أنعم بها على المجتمع الإماراتي، وهذه النعمة تستدعي من كل أبناء الإمارات أن يحرصوا على البصمة الوطنية في مواقع العمل وفي مسؤوليتهم الوطنية والمجتمعية بإتقان العمل واكتساب المهارات والمعارف التي تمكّن الإنسان من رد جزء من الجميل لوطنه. وأوضحت أهمية إنشاء الأجيال على حب العلم والمعرفة، وغرس قيم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومبادئه الوطنية في نفوسهم، وربط الأجيال بالقدوة الحسنة، مما يعزز لديهم الولاء للقيادة الرشيدة.
تعزيز الهوية
ثم تحدثت الدكتورة حسنية العلي -التي أدارت الندوة أيضاً- عن دور الأرشيف والمكتبة الوطنية في تعزيز الهوية الوطنية، فسلطت الضوء على الدور الوطني الذي يؤديه على صعيد التنشئة الوطنية السليمة للأجيال، إذ يمكّن في نفوسهم حب الوطن والولاء للقيادة الرشيدة التي أبهرت العالم بمنجزاتها، ويحثهم على إتقان العمل والإخلاص للوطن متخذاً من قصة الاتحاد مثالاً واقعياً، إذ لم يكن الاتحاد طفرة، فهو ثمرة جهود وكفاح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وإخوانه الآباء المؤسسين، طيب الله ثراهم، من أجل الوطن وأبنائه.
وأكدت مستشارة التعليم أن الأرشيف والمكتبة الوطنية وهو يعمل على صيانة الكنوز التاريخية، يبذل جهوداً منظمة في تقديم قصص النجاح والتمكين التي سطرها قادة الإمارات العظام وهم ينهضون بالوطن لتكون دولة الإمارات دولة عصرية لها مكانتها المرموقة على خريطة العالم.
وأكدت أن على الجميع مسؤولية تأصيل القيم الإماراتية من خلال الأسرة أو المدرسة أو المؤسسات التعليمية وفي مواقع العمل، ودعم المحتوى الرقمي العلمي العربي وإثراء الصناعة الرقمية التي ترفع من شأن اللغة العربية والمجتمعات العربية، وفي هذا ترسيخ للثقافة الوطنية التي تُعلي من شأن الهوية الإماراتية وتزيد جدران البيت المتوحّد قوة وصلابة ونحن نسير خلف قيادتنا الرشيدة نحو الصدارة.