سعد عبد الراضي (العين)
على مدار ثلاثة أيام في مكتبة زايد المركزية بالعين، وضمن فعاليات مهرجان العين للكتاب 2022، قدمت الأديبة والأكاديمية الدكتورة فاطمة المزروعي ورشة مخصصة لكتابة القصة الموجهة للطفل، وأكدت المزروعي، أهمية تنويع مصادر المعرفة أمام الأطفال، لتشمل القصص التي تتمتع بمصداقية في الطرح ولا تُستخف بذكائهم. ونوهت الدكتورة فاطمة المزروعي إلى ضرورة تعامل الكتاب بشفافية مع الطفل، كونه يملك الحداثة الإلكترونية بين يديه ومن السهل أن يقوم بالبحث في محرك الإنترنت للوصول إلى مصداقية المعلومات المذكورة في القصة، حيث ينبغي أن تستثمر الأعمال الأدبية الناجحة والمؤثرة في تقديم محتوى جديد للأجيال الحديثة.
وأشارت إلى ضرورة ابتعاد الكاتب عن أسلوب التلقين المباشر والتعليم التقليدي، والتوجه إلى طرق تجذب الأطفال لإكمال القراءة من خلال الاستعانة بشخصيات تروي الحكاية وتتناسب مع القدرات الذهنية للطفل ولا ضرر من جعل الحيوانات، الأشجار، الكواكب هي الراوي لحثه على البحث شخصياً في المعلومات المتعلقة بالتاريخ، والطبيعة، وهي فرصة لتقديم المعرفة بشكل يتناسب مع أعمارهم وتحديداً لمن هم في مرحلة التأسيس.
عناصر القصة
ونوهت المزروعي خلال الورشة إلى ضرورة مخاطبة الكتاب لحواس الأطفال والاستعانة ببعض أركان الطبيعة، مع إيصال النصائح التوعوية لتكون هذه الحكايات داعمة ومساعدة في تكوين شخصية الطفل، وسلطت الضوء على عناصر الكتابة في هذا المجال ومنها الفكرة التي تدور حولها الحكاية الأساسية مثل أهمية تقديم رسائل إنسانية لصقل شخصية الطفل مثل مساعدة الآخرين، وعقوبة الكذب، مع الابتعاد عن ترهيب المتلقي من خلال الاستعانة بشخصيات يحبها الطفل وتصبح سيئة في الرواية.
وأضافت أن اختيار بطل القصة محرك أحداثها، والشخصية المقابلة لها يجب أن تكون دقيقاً جداً بحيث لا تخدش مشاعر الطفل القارئ، وحتى لا يأخذ موقفاً من إحدى الشخصيات المستمدة من البيئة مثل الحيوانات والطبيعة. كما يجب تحديد الهدف والقيمة من الحكاية المراد إيصالها للطفل وما الحكمة منها، والابتعاد عن النصائح المتكررة، مع أهمية استخدام طرق حديثة تتناسب مع التطور التكنولوجي لمستوى إدراك الطفل.
وتقول المشاركة فاطمة كرم، وهي من دبي وقادها شغفها إلى حضور الورشات لرغبتها في التمكن لنشر قصص خاصة بها: أشعر بسعادة كبيرة لأنني تعلمت أشياء ستساعدني حتماً في تجويد كتابتي، وأثني على الدكتورة فاطمة، حيث كانت الورش حميمية وفيها تفاعل بنّاء من خلال القراءة والاستماع بين المشاركات، وما يترتب على ذلك من توجيه وتحفيز من جانب الدكتورة المحاضرة.