الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

باحثون وشعراء يستعيدون سيرة وتجربة «فتاة العرب»

جانب من الأمسية (من المصدر)
20 نوفمبر 2022 02:16

سعد عبد الراضي (العين)

شهد برنامج «الكلمة المغناة» في قصر المويجعي، الذي يحتفي برموز الشعر النبطي وإرثهم من القصائد المغناة الخالدة، أمسية مميزة تناولت قصائد «فتاة العرب»، الشاعرة الراحلة عوشة السويدي، لتحمل الجلسة عنواناً من أهم قصائدها المغناة «برقا روس الشرايف». وشارك في الأمسية الشاعرة الإعلامية والباحثة التاريخية شيخة الجابري، والكاتب والباحث الإماراتي الحظ مصبح الكويتي، والشاعر والإعلامي بطي المظلوم، والشاعرة والكاتبة كلثم عبدالله، وشما القبيسي، والمطرب الإماراتي خالد محمد.
وشهدت الأمسية حضوراً جماهيرياً لم يسبق له مثيل، إذ اصطف الحضور لسماع حكايات «فتاة العرب» أيقونة الشعر النبطي في الإمارات والخليج، ولم يقتصر الحضور على المهتمين بالشأن الأدبي من المتخصصين، بل شمل أيضاً متذوقي الشعر النبطي من مختلف الفئات العمرية.

عوشة والقمر 
وبدأت الكاتبة والشاعرة الإماراتية شيخة الجابري، التي أدارت الجلسة، بكلمات معبرة عن «فتاة العرب»، التي اعتبرتها معجزة لن تتكرر، واستذكرت مشاركتها في كتابة قصة الراحلة لتُعرض في قبة الوصل في إكسبو2020 دبي، فقالت إن الكلمات لم تسعفها، ولكنها اختارت أن تكتب حكاية من حياتها وذكرياتها في الطفولة بعد أن شاهدت حلماً للقمر ينزل إليها وتبتلعه ويملأ داخلها، وعندما استيقظت من نومها راحت تنظم الشعر، وهكذا بدأت حكاية عوشة بنت خليفة السويدي مع القصائد التي قدمتها. 
 
مجلس عاشقة الشعر 
وتحدث الشاعر والإعلامي بطي المظلوم عن ذكرياته التي جمعته مع الشاعرة «فتاة العرب»، عندما قام بزيارتها في منزلها مع الشاعر محمد بن سعيد بن هيلي في العام 1990، في مجلسها الذي علقت فيه جميع قصائدها إلى جانب أشعار لشعراء القصيدة النبطية ما يدل على عشقها للكتابة وقراءة القصائد. وبيّن أنها تمتعت بمسيرة شعرية حافلة بالتكريم والتقدير، وحضور ثقافي قوي بين المنابر الشعرية على امتداد أرض الإمارات ومحيطها الخليجي والعربي، وقدمت ديواناً بقي متفرداً بمعانيه على امتداد سنوات القرن العشرين، حيث الريادة وقوة المعنى في الحياة والحكمة والإيمان. 

ظاهرة فريدة 
وأكد الكاتب والباحث الإماراتي الحظ مصبح الكويتي، أن «فتاة العرب» كانت ظاهرة استثنائية في المشهد الأدبي في الإمارات، وقد ولدت عام 1920، وهي تذكر بأنها بدأت نظم الشعر في الثانية عشرة من عمرها، وهكذا تكون قد بدأت نظم الشعر في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي. وقالت إنها في البدايات نظمت 100 قصيدة في 32 يوماً، لكثرة ما كانت مولعة بالشعر، وهو قول ورد على لسانها في إحدى المقابلات. 
وأضاف أنه عندما تخرج فتاة صغيرة موهوبة بمجال الشعر في مجتمع ذكوري بالدرجة الأولى، وخصوصاً أنه لم يكن هنالك نساء شاعرات في تلك المرحلة على الأقل، وتُظهر هذه الجرأة لقول الشعر ونظمه في موضوعات متعددة منها الغزل على سبيل المثال، فلاشك أنها ستعتبر ظاهرة فريدة ومتميزة. ولهذا هي رمز شعري يعتز به الإماراتيون.

 مدرسة شعرية 
وبينت الشاعرة والكاتبة كلثم عبدالله، أن الخط الذي انتهجته «فتاة العرب» عوشة بنت خليفة السويدي له أبعاد كثيرة، وفي ضوء هذه الأبعاد تشكلت المدرسة الشعرية. فهي شاعرة استطاعت أن تصنع اسمها بنفسها، كما أن تجربتها لم تعتمد فقط على الموهبة الشعرية، ولكن نصوصها المبكرة التي وصلت للجميع توضح أن هنالك شعلة إبداع متقدة في ذات الشاعرة، التي كان لديها شغف لاكتشاف الشعر وقد اتخذت مسارها الخاص بعد بحثها واهتمامها لتصنع لذاتها طريقاً إبداعياً في الشعر النبطي متميزاً ومتخلفاً عن غيرها من الشعراء.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©