العين (الاتحاد)
استضاف قصر المويجعي بالعين الأمسية الرابعة من برنامج «الكلمة المغناة»، الذي يحتفي برموز الشعر النبطي وإرثهم من القصائد المغناة الخالدة، وتناولت الأمسية قصائد الشاعر الإماراتي الراحل سلطان بن وقيش لتحمل الجلسة عنواناً من أهم قصائده المغناة «جفيت الأهل واللي يعذلوني».
وشارك في الأمسية كل من الشاعر خلفان بن نعمان الكعبي، وماجد سلطان بن وقيش ابن الشاعر الراحل، والشاعر عبدالله علي الشامسي، والإعلامي حسين العامري الذي أدار الأمسية، التي بدأت بغناء الفنان الإماراتي معضد الكعبي، بمرافقة العزف على آلة العود لمجموعة من قصائد الشاعر الراحل سلطان بن وقيش، وحظيت الأمسية بحضور جماهيري كبير من جميع الفئات العمرية. واستهل الشاعر خلفان بن نعمان الكعبي الأمسية بإلقاء قصيدة ابن وقيش «أنا لولاك ما سهرت عيوني ولا هلت دموعي فوق خدي». فيما تحدث ماجد سلطان بن وقيش ابن الشاعر الراحل عن سيرة والده الذي ولد في عام 1942 -وتوفي عام 1996، في منطقة الجيمي وتحديداً في حي «الخماسين»، حيث عاش اليتم منذ طفولته وتكفل برعايته عمه سالم بن وقيش وشب على حفظ القرآن الكريم وكتابة وتهجية الحروف، كما عمل مع عمه في نقل البضائع من العين إلى أبوظبي ودبي. وأضاف أن والده كان مولعاً بالكتابة منذ صغره ليكتب الشعر في عمر العشرة أعوام. وفي نهاية الخمسينيات من القرن الماضي انضم للعمل في شرطة أبوظبي، ومن ثم انتقل للعمل في شركات النفط بمناطق مختلفة.
ميزان الشعر
برع سلطان بن وقيش في بداياته في كتابة قصائد الغزل التي عبر فيها عن مشاعر حنينه لأهله وأحبابه في العين، لتلقى قصائده قبولاً بين الناس آنذاك. وتأثر في بداياته بشعراء أمثال: الماجدي بن ظاهر، سالم الجمري، «فتاة العرب»، سالم الكاس وغيرهم. وتميزت قصائده بالتسامح والأسلوب السهيل السلس، مبتكراً الحوار الافتراضي مع مكونات البيئة والطبيعة، وكان من رواد تطوير القصيدة الشعبية، إذ وثق مظاهر الطفرة العمرانية والتحولات الاقتصادية، كما ساهم في إحياء الشعر الشعبي وتجديده. وتابع ماجد سلطان أن والده كان أول رئيس لمجلس الشعراء الذي أمر بإنشائه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. واشتهر بشعر الشكاوى والمجاريات مع شعراء جيله وتغنى بقصائده العديد من المطربين منهم: حارب حسن، وجابر جاسم. وعمل ابن وقيش على خلق التوازن النوعي في مقارناته الشعرية بين مكونات الماضي ومظاهر الحاضر، وصدر له ديوان «أزهار الواحة» في عام 1984، من جمع وإعداد الباحث فالح حنظل، وكتاب «ديوان بن وقيش» في عام 2012 الذي أعده الدكتور راشد أحمد المزروعي. وتحدث الشاعر عبدالله علي الشامسي عن قصائد الراحل ابن وقيش الذي عرف عنه التسامح والطيبة والهدوء منقطع النظير. وأضاف أنه لقب بـ«ميزان الشعر» وذلك لقدرته على صياغة قصائده بقوافٍ دقيقة يراعي فيها تأثير الحدث الخارجي على كلماته المعبرة التي استمدها من الروح وانعكاسها على الذات.