أبوظبي (الاتحاد)
اختتمت القمة الثقافية أبوظبي 2022 بنجاح فعاليات دورتها الخامسة التي نظمتها دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي في الفترة من 23-25 أكتوبر في منارة السعديات، بمشاركة نخبة من القادة الثقافيين والفنانين والباحثين والمفكرين والمبدعين وصنّاع السياسات الذين اجتمعوا مما يزيد على 90 دولة لمناقشة ودراسة القضايا المعاصرة الملحة التي تواجه عالم الثقافة، فضلاً عن الدور الذي يلعبه القطاع في معالجة القضايا الأوسع في العالم اليوم. وكان الحضور شخصياً في دورة القمة هذا العام، وذلك للمرة الأولى منذ تفشي جائحة «كوفيد-19».
وناقشت القمة الثقافية هذا العام تحت شعار «الثقافة أسلوب حياة»، التحديات المعاصرة التي تقود وتدفع إلى التغيير في مجال الصناعات الإبداعية والثقافية، والقطاعات الثقافية الأوسع في عالم اليوم. وتناول جدول أعمال القمة مفهوم تبني الثقافة بوصفها تجربة حية في عالم شهد تحولات جذرية فرضتها جائحة «كوفيد-19»، بالإضافة إلى مناقشات حول التنوع الثقافي في هوليوود، ودور مقتني الأعمال الفنية، وتأثيرات الوسائط الرقمية والذكاء الاصطناعي، والثقافة والمناخ، والدروس المهمة المستفادة من الجائحة، وغيرها الكثير من الموضوعات الأخرى. وضم جدول أعمال القمة أيضاً مجموعة متميزة من الكلمات الرئيسية والجلسات الحوارية ومحادثات الفنانين وورش العمل وعروض الأفلام والحوارات الإبداعية والعروض الثقافية.
وخاض المتحدثون الرئيسيون في القمة نقاشات مهمة مع مختلف القادة والخبراء من قطاع الثقافة، ضمن الجلسات الحوارية والنقاشات الجانبية، لتواصل القمة تعزيز مكانتها منصةً عالميةً غنيةً للتبادل الثقافي، وتنويع الفرص والحوار بين الأفراد.
السياسات الثقافية
وتعليقاً على الحدث، قال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: «شارك في الدورة الخامسة من القمة الثقافية أبوظبي ممثلون عن المجتمع الثقافي العالمي للتعاون والتعلم والتحاور وتبادل الأفكار بما يجسد شعار القمة (الثقافة أسلوب حياة). ركزت القمة في هذه الدورة على تبني الحلول العملية القابلة للتنفيذ على أرض الواقع، وكانت بمثابة منصة لسماع جميع الأصوات والآراء من مختلف التخصصات للعمل من أجل إحراز تقدم حقيقي ومرئي في قطاع الثقافة، مع تحديد السياسات الثقافية اللازمة في الوقت ذاته لتحقيق هذا التقدم على مستوى العالم، إيماناً منا بأن الثقافة تمثل ركيزة أساسية في تنمية الشباب والمجتمع والعالم بأسره».
لقد كانت قوة التعليم باعتبارها محفزاً للتنمية الثقافية، وكذلك مساهمة الثقافة في تعزيز تنوع الفرص لنمو التعليم، أحد الموضوعات المشتركة التي ناقشتها القمة عبر جلساتها، ومن هذا المنطلق، أعلن معالي محمد خليفة المبارك أن دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي ستنضم إلى الجهود التي تبذلها وزارة الثقافة واليونسكو لعقد مؤتمر عالمي حول تعليم الثقافة والفنون في أبوظبي في ديسمبر 2023، بهدف تقديم إطار عمل جديد لتعليم الثقافة والفنون مستنداً إلى استشارات المتخصصين في المنطقة.
حوارات ثرية
ومن جانبه، قال إرنستو أتون راميريز، مساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونسكو: «بحث هذا المؤتمر العلاقة بين التعليم والثقافة، وسيكون تتويجاً وأهم إنجاز لجهودنا التي نبذلها على مدار العشرين عاماً الماضية. إذ كيف لنا أن نضمن أن كل ما نتحدث عنه ونوصي به تتم الاستفادة منه والعمل به على المستوى المحلي، وأن يحقق تأثيره الإيجابي على الأفراد والمجتمعات والعلاقات».
ورحبت القمة هذا العام بكوكبة من المتحدثين البارزين من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الممثل الكوميدي الشهير ومذيع البرنامج التلفزيوني «ذا ديلي شو» تريفور نوح، والمهندس المعماري العالمي الحائز الجوائز فرانك جيري، والمهندس المعماري الشهير السير ديفيد أدجايوغيرهم كثير.
عرض مبهر
كما هو الحال مع القمة السابقة، أكدت القمة هذا العام أهمية صنع السياسات لدفع عملية التغيير في قطاع الثقافة. وكانت هنالك أيضاً دعوة لتعاون الحكومات في وضع سياسات ثقافية مشتركة، بما يسهم في تحسين ربط الثقافة باحتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال جلسات حوارية حول التصدي للتغير المناخي، وتأثير الهندسة المعمارية على المساحات المشتركة في المجتمعات، وذلك على النحو الذي سلط عليه الضوء المهندسون المعماريون العالميون السير ديفيد أدجاي وسمية فالي وفرانك جيري. وقال جيري خلال جلسته الحوارية مع معالي محمد خليفة المبارك: «ليس لديّ أدنى فكرة بأنني أعرف ما سيكون عليه المستقبل، ولكنني أعرف أن أي مبنى يمكن أن يخلق ويولّد المشاعر والأحاسيس، ويمكن أن يخلق نشاطاً مشتركاً، وباعتقادي أن هذا أهم ما في الأمر».
واختتمت القمة فعالياتها بعرض مبهر لمشروع الجاز العالمي «جلوبال جاز بروجكت» لعازف البيانو الحائز الجوائز دانيلو بيريز، بمشاركة عازف العود الموسيقار شربل روحانا.
ونظمت دائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، القمة الثقافية بالتعاون مع شركاء عالميين في مجالات تتنوع بين الثقافة والفنون إلى الإعلام والتكنولوجيا. وتتضمن هذه الشراكات مؤسسات مثل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، و«إيكونومست إمباكت»، و«جوجل»، ومتحف التصميم في لندن، ومتحف ومؤسسة سولومون آر جوجنهايم، وأكاديمية التسجيل، وغيرهم.