الشارقة (الاتحاد)
«دور الهيئة العربية للمسرح في الحراك المسرحي العربي، ما له وما عليه» هو عنوان حلقة نقاشية نُظمت ضمن فعاليات مهرجان الكويت المسرحي في دورته الثانية والعشرين، بحضور الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب المسرحي إسماعيل عبدالله، وأدار الحلقة الإعلامي مفرح الشمري رئيس المركز الإعلامي في المهرجان، وبحضور مجموعة كبيرة من الضيوف المسرحيين العرب.
وقد تداول الحاضرون وطرحوا الكثير من التطلعات والطموحات التي يأملون أن تنهض بها الهيئة العربية للمسرح، التي تلعب الدور الكبير في تحريك المشهد العربي في جوانب عدة منها عودة المهرجانات الوطنية بعد توقف عامين، مع إشارات لأهمية جانب الحرية التي تعطيه الهيئة للجهات الشريكة في تنظيم محتوى هذه المهرجانات، فيما طالب آخرون بأن تأخذ الهيئة دوراً أكبر في ضبط آليات ومخرجات عمل هذه المهرجانات، وأشادوا بدعم الهيئة لمهرجانات عربية كبيرة ورسمية، مطالبين بدعم مهرجانات تنظمها فرق بمجهودها وتنجز مستوى فنياً وتنظيمياً جيداً ليساهم هذا الدعم في تطورها.
كما تناول المجتمعون مسألة تفعيل المسرح المدرسي في الدول العربية المختلفة لما له من أهمية في التنمية العامة للمسرح، وطلب البعض من الهيئة أن تنتقل بفعلها وتأثيرها إلى المسرح الجامعي ودور الكليات والأكاديميات والعمل على ابتعاث الشباب العربي وتوفير منح لذلك، وتنظيم مهرجان للمسرح الجامعي.
كما طرح المجتمعون مسألة الإنتاج المسرحي مطالبين بأن تقوم الهيئة بإنتاج عمل مسرحي عربي مشترك سنوياً. وأشاروا إلى ضرورة الاهتمام بتدريس وتعميم ثقافة الإنتاج المسرحي وعقد الدورات الخاصة به، كي يتمكن المسرح العربي من التحول إلى صناعة.
هذا وقد نوه البعض بما تجريه الهيئة من مسابقات مطالبين بفتح سقف العمر للمشاركين في مسابقة البحث العلمي والانفتاح أكثر على الباحثين الكبار.بدوره تفاعل الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله مع الحوارات والمقترحات، وأكد أن الهيئة التي انطلقت بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عام 2008، تعمل على هدي رؤى سموه وما سطره المسرحيون العرب الذين صاغوا استراتيجيات عمل الهيئة، ولذا فإن ما تقوم به هو ما اقترحه المسرحيون العرب أنفسهم. وأعلن أن الهيئة بصدد تنظيم ملتقيات عربية لتطوير الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية والتي بلغت سنتها العاشرة، وقدمتها الهيئة للمسرحيين والمؤسسات، ويبقى أمر الاستفادة منها اختيارياً.
وأعلن الأمين العام إسماعيل عبدالله عودة المهرجانات الوطنية في عام 2023، مشيراً إلى أن الهيئة تتعاون مع الجهات المعنية بهذه المهرجانات وتترك لها حرية سيادية في برامجها.
أما المسرح المدرسي، فقد وضّح الأمين العام أهمية العمل عليه، وأن الهيئة تتواصل بفعالية مع هذه الوزارات وتدرب فرقها، ويبقى الدور عليها في تفعيل الأمر في مدارسها ومؤسساتها. وحول المسرح الجامعي أشار إسماعيل عبدالله إلى وجود عديد المهرجانات المهمة في الوطن العربي والتي تعنى بالمسرح الجامعي عربياً ودولياً.
وحول الابتعاث لطلاب المسرح أشار إلى أن الأمر تقع مسؤوليته على الوزارات، لافتاً إلى أن الشارقة تقدم عشرات المنح لطلبة أكاديميتها للفنون الأدائية من العرب.وحول دعم المهرجانات أشار إسماعيل عبدالله إلى أهمية وقوفنا أفراداً ومؤسسات مع مهرجانات هي منارات في المشهد المسرحي مثل مهرجان قرطاج والتجريبي وبغداد ودمشق، وكانت الهيئة في سنوات سابقة تدعم المهرجانات الأخرى التي تقيمها الفرق وهي لا شك مهمة، إلا أن آليات الدعم توجهت منذ عام 2018 للمهرجانات الوطنية التي تدعم الهيئة تنظيمها في عشر دول عربية.
وفي الختام شكر رئيس اللجنة الإعلامية في المهرجان الإعلامي مفرح الشمري الأمين العام للهيئة العربية للمسرح والحضور الكرام الذين أثروا الحلقة بآرائهم.