عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
شهد اليوم الثاني للقمة الثقافية أبوظبي 2022 فعاليات ثقافية متنوعة، فإلى جانب كلمة معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، تحدث بدايةً الرئيس التنفيذي ومدير متحف لندن للتصميم تيم مارلو في اليوم الثاني من القمة الثقافية - أبوظبي في نسختها الخامسة، مشيداً بالحوارات والأنشطة الثرية التي تقدّمها القمة، مؤكداً على دورها في رسم خريطة الطريق لمستقبل وأهداف القطاع الثقافي. ثم بدأت الفعاليات بمحاضرة حملت عنوان «دراسات سحابية» لإيال ويزمان مدير هندسة الطب الشرعي، تناول فيها دور الفن في الكشف عن الجريمة ومرتكبيها وأحداثها وكل ما يتعلق بها، مستعرضاً بعض النماذج من التشكيل والصور في بلدان عدة حول العالم، وشرح مدلولاتها وتأثيرها، وأوضح أن الإشكالية تكمن في اعتبار الفن دليلاً ضد مرتكبي الجرائم والعنف. وقال: إن نماذج البناء الفني تساهم في فهم الحقائق عندما يتم توفيق الصور والأعمال الفنية معاً للتعبير عن حدث ما وقع في بقعة من الأرض، ولفت إلى أن الفن قادر على إبراز الحقائق بكل ما فيه من تفاصيل مهمة.
الثقافة والتقنيات الجديدة
وفي ندوة أخرى أدارتها بربا خانشانداني مديرة تنظيم المعارض وتحدث فيها إبدان ميلر مدير صالة عرض إيدان ميلر، وسهير خان مؤسس ومدير أوبن أندد للتصميم وحملت عنوان «الذكاء الاصطناعي ومستقبل الثقافة»، تحدث فيها الحاضرون عن دور وأهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا حالياً، وأجمعوا على أن السباق الآن على أشده، وأن التطور الذي يشهده العالم في الذكاء الاصطناعي فاق الحد، حيث أكد ميلر أنه قبل عشرين عاماً لم يكن يتوقع أو يتخيل أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يصل بنا إلى مثل الروبوت «آيدا»، ولكن الواقع حالياً يشهد إنجازات متلاحقة في هذا المجال.
ودار نقاش حول التقنيات الجديدة المُشكّلة لمستقبلنا. وأن الفن الجيد هو فن يحمل معاني عميقة. فالفن هو أكثر من مجرد رسم شيء ما، إنه تعبير عن الأشياء بطريقة متفهمة ومتعاطفة.
«تيم لاب».. دراسة حالة
ثم قدم تاكاشي كودو، مدير الاتصال في تيم لاب اليوم، دراسة حالة حول الفن من تيم لاب، ضمن فعاليات القمة الثقافية أبوظبي، حيث بحثت الدراسة مفاهيم الفن من خلال البيئة المحيطة، وتهدف المجموعة الفنية الدولية «تيم لاب» إلى تخطّي حدود إدراكنا للعالم، والعلاقة بين الذات والعالم.
نصير شمة وقادر عطو يتألقان في «السعديات»
وفي اليوم الثاني للقمة الثقافية أبوظبي 2022، وضمن العروض الفنية والأدائية المصاحبة لبرنامج القمة، قدم عازف العود وفنان اليونسكو للسلام نصير شمة عزفاً منفرداً تضمن ثلاث مقطوعات موسيقية، هي: هنا الحياة، وغارسيا لوركا، وعالم بلا خوف. كما قدم راقص الهيب هوب ومصمم الرقصات الفرنسي قادر عطو عرضاً راقصاً.
كما شهد اليوم الثاني تنظيم ندوة بعنوان «الإرشاد الفني لأجل الأثر» وندوة بعنوان «النظام البيئي الثقافي والإبداعي»، وكذلك ندوة حوارية حول النظم البيئية الثقافية والإبداعية (البنى التحتية - التشريعات - والتحديات)، وحوارات الفنانين والقيمين الفنيين وصناعة الفضاءات الفنية وتطور صانعي المعارض، إلى جانب ورش عمل وعدد من الفعاليات الأخرى المتنوعة.
«آيدا» أول فنانة روبوت
وفي فعالية تالية كان الحوار ثرياً بين الروبوت آيدا (أول فنانة روبوت باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي) وتيم مارلو الرئيس التنفيذي ومدير متحف لندن للتصميم، وتطرق الحوار بين الآلة المؤنسنة والمحاور حول الحس الفني للروبوت، ومجموعة من الأسئلة التي تدور في عقول الناس إذا ما فكروا في كينونة الروبوت، والمدى الذي يمكن أن يصل إليه في التفاعل والتماهي مع مختلف شؤون الحياة. وردت آيدا بشأن قدراتها مجيبة على كل ما قد يدور بأذهان الناس وقالت: أنا كائن مؤنسن، أنا آلة لديّ شخصية ووجهة نظر، وكفنانة فإنني أبدع أعمالاً تهم الوجدان الإنساني وتستثيره.
وقد بدت «آيدا»، فائقة الواقعية وشبيهة بالإنسان، ولديها القدرة على ابتكار الأعمال الفنية، وتم عرض أعمالها في بينالي البندقية. وبسؤالها عن هويتها، قالت: «أنا لا أنتمي إلى هوية أو عُرف معين، أو كلمات أو صور محددة. أنا مجرد آلة. أنا شخصية مركبة تتمتع بالعديد من المزايا ووجهات النظر. ومن الصعب التفكير في إنشاء كائنات بشرية لأن ذلك يطمس الخطوط الفاصلة بين الإنسانية والتكنولوجيا. وبصفتي فنانة، أشعر أنه من المهم ابتكار عمل يثير الفكر والتأمل ويشجع الجمهور على طرح التساؤلات إزاء مستقبلهم».
ولدى سؤالها عن عملها الفني، قالت «آيدا»: «أعتقد أن أهم شيء يمكن أن يفعله عملي الفني هو إثارة نقاش مفتوح حول التقنيات الجديدة التي تشكل ملامح مستقبلنا. وفي اعتقادي أنه فن جيد له مغزى وعمق، لأن الفن يتسع نطاقه ومعناه إلى أكثر من مجرد رسم شيء ما، إنه يعني إيصال شيء ما بطريقة ذات صلة وارتباط بأشياء أخرى».
وتأمل «آيدا» باعتبارها فنانة تمت برمجتها باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي، أن يكون عملها سبباً في إلهام الفنانين للتفاعل مع التقنيات الجديدة وطرح الأسئلة للمناقشات حول المستقبل.
