فاطمة عطفة (أبوظبي)
افتتح معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، أول أمس في متحف اللوفر أبوظبي، معرضاً دولياً بعنوان «الانطباعية: على درب الحداثة»، في إطار احتفالاته بالذكرى الخامسة لتأسيسه. وسيستمر المعرض حتى 5 فبراير 2023، وهو الأول من نوعه في المنطقة، كما أنه واحد من بين ثلاثة معارض رئيسية ستقام على هامش فعاليات الموسم الثقافي للمتحف لعام 2022-2023. وقد تم تنظيم هذا المعرض بالشراكة مع متحف أورسيه ومؤسسة متاحف فرنسا، وهو يضم أكثر من 150 عملاً فنياً يسلط الضوء من خلالها على ردود فعل الفنانين تجاه التقلبات الاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها الفترة من منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر حتى نهاية ذلك القرن.
وخلال جولة الإعلاميين في أجنحة المعرض، قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: يعد معرض «الانطباعية: على درب الحداثة» حدثاً ذا أهمية بالغة، وجرى تنظيمه على مستوى غير مسبوق في منطقة الخليج العربي، استعداداً للاحتفال بالذكرى الخامسة لتأسيس المتحف قريباً، كما أنه يجسد حرص المتحف على طرح تصورات متجددة لتاريخ الفن، ودعم التواصل والحوار الثقافي.
ومن جانبه، تحدث كريستوف ليريبولت، رئيس المؤسسة العامة لمتحف أورسيه ومتحف دى لا أورانجيريه - فاليري جيسكار ديستان، قائلاً: يسر متحف أورسيه أن يتشرف بالمشاركة في هذا المعرض بمجموعة استثنائية من القطع المعارة، وأن يستجيب لتطلعات الحوار والانفتاح لدى متحف اللوفر أبوظبي. ويسعدني أن يتسنى للجمهور أن يستكشف الحداثة التي تجسدت في إبداعات الفنانين: مانيه وديغا وكايبوت ومونيه.
طبيعة صامتة
يضم المعرض أكثر من 100 لوحة، و40 عملاً فنياً بين مرسوم ومطبوع، و20 صورة فوتوغرافية، و5 فساتين يعود تاريخها إلى تلك الحقبة، إضافة إلى عمل فني تركيبي معاصر يعتمد على تقنية الفيديو، وتشمل أبرز الأعمال المعروضة مجموعة مختارة من مقتنيات اللوفر أبوظبي، بما في ذلك لوحتان لإدوارد مانيه هما: البوهيمي، 1861-1862، وطبيعة صامتة مع القفة والثوم، 1861-1862، إلى جانب لوحة درب لا فيريير للفنان ألفريد سيسلي، 1872، ولوحة لعبة الورق «البيزيغ» لغوستاف كايبوت، 1881. وتشمل أبرز الأعمال المُعارة من متحف أورسيه ما يلي: الشُرفة لإدوارد مانيه، 1868-1869، والعقعق لكلود مونيه، 1868-1869، وقاشطو الباركيه لغوستاف كايبوت، وميدان سباقات الخيل، وخيالة هواة قربَ عربة لإدغار ديغا، 1876-1887، والمرأة ذات إبريق القهوة لبول سيزان، 1890-1895. وإضافة إلى ذلك، سيكشف اللوفر أبوظبي للمرة الأولى أثناء فعاليات المعرض عن عملية استحواذ مهمة سيحصل خلالها على لوحة فنجان الشوكولا لبيير-أوغيست رينوار، 1877-1878.
برنامج ثقافي
يشار إلى أن معرض «الانطباعية: على درب الحداثة» من تنسيق كل من سيلفي باتري كبيرة أمناء المتحف، نائبة مدير المجموعات وشؤون أمانة المتاحف، وستيفان غيغان المستشار العلمي لرئيس متحف أورسيه ومتحف دي لا أورانجيريه، وبدعم من د. ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، التي قالت: «كانت لهؤلاء الفنانين نظرتهم الخاصة للممارسات الكلاسيكية، ومكنهم ذلك من أن يضعوا تصوراً جديداً وجريئاً للرسم لا يلتزم بالتفسير التقليدي للواقع كأمر مستقر ومتجانس. ويستحضر الفنانون من خلال التقاط لحظات عابرة من ذاكرة الزمان والمكان، إحدى اللحظات الفريدة في التاريخ والتي تمتد من منتصف خمسينيات القرن التاسع عشر وحتى نهاية القرن نفسه، حيث شهدت تشكل العالم والفن من جديد بشكل جوهري بفعل الثورة الصناعية».
ويرافق المعرض برنامج ثقافي حافل يتضمن جلسة حوارية حول الانطباعية، وعروض أفلام مع عرض راقص معاصر، إضافة إلى ورشة عمل تقدمها فرقة سمة للرقص المسرحي، إضافة إلى انطلاق النسخة الثانية من أحد العروض الفنية الحية التي تقدمها راقصات باليه، حيث يجسدن لوحة إدغار ديغا «تمرين رقصة باليه على المسرح» على أنغام معزوفة بيانو مستوحاة من الحركة الانطباعية، إضافة إلى مجموعة من الأنشطة التعليمية للكبار، وطلبة المدارس، والعائلات، والشباب، وورشة عمل للتدريب على رسم اللوحات الزيتية تحت إشراف الفنان الإماراتي سقاف الهاشمي.