دبي (الاتحاد)
افتتحت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» رسمياً «مركز تراث للحرف اليدوية التقليدية»، ليكون الذراع التعليمية لمتحف الشندغة، أكبر متحف تراثي بدبي، وذلك في قلب حي الشندغة التاريخي، الذي يحكي قصة ماضي دبي ويستشرف مستقبلها.
وسيكون المركز الذي يستقبل الجمهور ابتداءً من 29 سبتمبر الجاري، بمثابة منصة ثقافية مبتكرة للاحتفاء بالتراث الإماراتي الأصيل والتعريف به وصونه وتسليط الضوء على قيَمه الثمينة، كما يستضيف برنامجاً متنوعاً من الدورات الحرَفية وورش العمل التراثية التي تهدف إلى نشر ثقافة الحرف اليدوية بين جميع شرائح المجتمع. ويوفر المركز البيئة الملائمة لضمان استدامة الصناعات التراثية، كأحد مصادر تنويع الاقتصاد الوطني، ودعم السياحة الثقافية واستثمارها في الاحتفاء بثقافة وتراث الدولة على الساحة العالمية.
ويقدم المركز في هذه المرحلة عدداً من الدورات الحرفية التي تركز على نقل أسرار ثلاث حرف إماراتية تقليدية أصيلة عبر الأجيال لإكسابهم خبرات المهارات والمعارف الحرفية والمنتجات التراثية، حيث تشمل حرفة التلي وسف الخوص وقرض البراقع. وسينظم أيضاً ورشاً حرَفية دورية للزوار من جميع الفئات العمرية حول الحرف الثلاث نفسها، إضافةً إلى حرف صياغة الفضة وصناعة الدخون وحرفة خياطة الملابس.
وفي معرض تعليقها على أهمية هذا المشروع، أكدت فاطمة عوف لوتاه -مدير إدارة البرامج الثقافية والتراثية في دبي للثقافة، أن المركز يمثّل فضاءً مفتوحاً للتثقيف والتعليم للارتقاء بمستوى الوعي بين كافة شرائح المجتمع حول التراث الإماراتي المادي وغير المادي، والحفاظ عليه من خلال رعاية المهارات والمعارف الحرفية وتطويرها. وسيسهم المشروع في صون الهوية الوطنية، وتعزيز الانتماء، والاستثمار في الطاقات الشابة، وصولاً إلى التنمية المجتمعية الشاملة.
وقالت لوتاه: «يجسد المركز مفاهيم مهمتنا الثقافية الأساسية التي تعد محوراً لمختلف مشاريعنا وبرامجنا، وجانباً من جهودنا الرامية لإبراز تقاليدنا وتراثنا وثقافتنا بطريقة أكاديمية. وسيوفر المركز المناخ الملائم للكشف عن المواهب وتشجيعها وتنميتها في هذه المجالات. ونتطلع إلى المشاركة المجتمعية الفاعلة بما يعود بالنفع على الأجيال الصاعدة، والراغبين في الاطلاع من قرب على ثقافتنا، ومعرفة قصة الحضارة التي نسجتها أيدي الأجداد».
ويجسد المركز رؤية دبي للثقافة ورسالتها، لكونها تمثّل عنصراً فاعلاً وخلّاقاً في العملية التنموية الشاملة التي تشهدها الدولة، انطلاقاً من الواقع الثقافي المحلي إلى العالمية، في إطار من التكامل والتفاعل مع السياق الثقافي المحلي والعربي والدولي.