الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

متحف الشارقة للآثار يعرض أضخم جرة فخارية في المنطقة

متحف الشارقة للآثار يعرض أضخم جرة فخارية في المنطقة
22 سبتمبر 2022 01:07

الشارقة (الاتحاد)

يستعرض متحف الشارقة للآثار، التابع لهيئة الشارقة للمتاحف، أضخم جرة فخارية أثرية في دولة الإمارات وسواحل الخليج العربي، والتي تم اكتشافها في موقع مويلح الأثري، حيث يبلغ ارتفاعها 155 سم وقطرها 141 سم، كما يبلغ قطر فوهتها 94 سم.
وتمكنت البعثات الاستكشافية من العثور على الجرة الفخارية مغروسة في أرضية قاعة تم اكتشافها ضمن مستوطنة تضم عدداً من المباني، حيث يعتقد المنقبون أن الجرة تم تصنيعها داخل القاعة، نظراً لاستحالة إدخالها عبر باب القاعة الذي يعتبر صغيراً جداً، أوقد تكون جدران القاعة بنيت حولها بعد تصنيعها، ولا يعرف إن كانت هذه الجرة استخدمت لخزن الحبوب أو في طقوس لا تزال مجهولة.
وعبر هذه الجرة الفخارية، وعدد كبير من اللقى التاريخية، يفتح متحف الشارقة للآثار نافذة تطلع الزوار على تاريخ موقع مويلح الأثري، الذي كان جزءاً من طريق تجارة البخور مع جنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس، وفيه تم العثور على مجموعة كبيرة من المقتنيات والكنوز الأثرية المهمة، التي تعود إلى حقب زمنية سحيقة، وعصور مختلفة تصل إلى العصرين الحديدي والبرونزي.
واستقبل موقع مويلح الذي يعتبر أحد المواقع الأثرية المتميزة في إمارة الشارقة، أولى البعثات الاستكشافية الأثرية التي تعاقبت عليه في تسعينيات القرن الماضي، وكشفت البعثات عن أدلة مهمة حول حياة ومهارة الناس الذين سكنوا المنطقة خلال الفترة بين 900 و600 قبل الميلاد، وأبدعوا في صياغة طرق حياتهم وأنماط مبانيهم.
وقالت منال عطايا، المدير العام لهيئة الشارقة للمتاحف: «أدعو الجميع لمشاهدة هذه القطعة الأثرية الفريدة من نوعها والمعروضة في متحف الشارقة للآثار، والتي تُظهر المستوى المتميز لحجم إنجاز علماء الآثار والمتخصصين الذين قضوا سنوات عدة في تجميع أجزاء متفرقة من الفخار دون معرفة شكل الجرة النهائي في بداية الأمر».
وأضافت: «نتوجه بالشكر للفرق الأثرية العاملة في إمارة الشارقة والتي قامت بجهود جبارة، حيث قاموا بتجميع قطع الجرة عبر حملات استكشافية عدة استمرت سنوات عديدة ليكشفوا لنا ماهية هذه القطعة الأثرية الغنية بالأسرار والتي تحمل معها دلالات مهمة على تاريخ الإمارة العريق».
ولا تعتبر قاعة مويلح الوحيدة من نوعها التي تم اكتشافها، إذ تم العثور على قاعات مشابهة ذات أعمدة في مواقع أثرية أخرى في الإمارات من بينها الرميلة، وبدع بنت سعود، وفي البثنة ومسافي، وهي تعود لنفس الفترة الزمنية، وتتشابه في وظيفتها مع وظيفة المجالس التي تنتشر في الوقت الحاضر في مختلف أقطار شبه الجزيرة العربية، وتعد ملتقى للأهل والأصدقاء والضيوف.
كما تم اكتشاف كسرة فخار تحمل ثلاثة أحرف بالكتابة العربية الجنوبية (السبئية)؛ أي الكتابة الأقدم حتى الآن على مستوى الإمارات وتعود للقرن السابع قبل الميلاد، وهي ذات الفترة الزمنية التي تم خلالها تطوير نظام الأفلاج لري المحاصيل، مما يثبت رسوخ الاستيطان البشري في فترة العصر الحديدي، ويجعل من منطقة مويلح شاهداً على العديد من الحضارات التي سكنت أرضها، ودليلاً على النشاط الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته المنطقة في تلك الحقب الزمنية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©