الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كيف يستلهم التشكيليون الطبيعة؟

من أعمال الفنانة نجاة مكي (أرشيفية)
17 سبتمبر 2022 00:05

فاطمة عطفة (أبوظبي)

للفنون رونق جميل يلتقطه الفنان من منظر في الطبيعة أو محيطه الاجتماعي، يترك أثره العميق في نفسه ويضفي عليه خيال الفنان أبعاداً جمالية تجتذب نظر المتلقي وتعكس تأثيرها الجمالي في نفسه. من هنا يأتي إلهام التشكيل ويبدأ الفنان برسم اللوحة، وتتوضح هذه المعالم الجمالية خلال تحريك الفرشاة على الورق، لتستكمل بعدها بالألوان التي امتزجت بمشاعر مبدعها.
وعن العلاقة بين الطبيعة والتشكيل، تقول الفنانة التشكيلية نجاة مكي: للطبيعة أثر كبير على الرؤية البصرية، لأن الفنان يلتقط إحساسه من خلال سقوط الضوء والظل على الطبيعة، وينتقل ذلك إلى إبداع آخر، وهناك بعض الأشياء التي تحدث في الطبيعة يراها الفنان برؤية مغايرة تنتقل إلى البصر برؤية إبداعية، فينقلها الفنان إلى المتلقي على أساس إحساسه بالجمال القائم على التنوع الموجود بالطبيعة، موضحة أن الفنان ينقل هذه الأشياء الجميلة ليستمتع بها نفسياً، ولينقلها إلى الآخرين ليحسوا بهذا الجمال الموجود بالطبيعة.

وحول دور الألوان في استكمال هذا المشهد، تؤكد مكي أن للألوان دوراً كبيراً، لأن الله تعالى خلق من عناصر الطبيعة أشياء متكاملة من حيث التوازن في المسطحات، فالصحراء وما فيها من أشجار مجردة من الأوراق لها رؤية جمالية بانعكاسها على الرمال والتناغمات التي نجدها من خلال الكثبان الرملية، وهذه تخلق رؤية بصرية عميقة من خلال الألوان والأبعاد والضوء والظلال التي تلقيها الشمس.
وتلفت مكي إلى أن المياه لها أهمية كبيرة في إبداع الفنان الإماراتي والخليجي، لأن انعكاس الأشياء المحيطة بالماء يخلق جماليات لا متناهية من خلال انعكاسها، خاصة عندما يسقط ضوء الشمس، أو نور القمر على المسطحات المائية تخلق إيقاعات بصرية جمالية متحركة.

محرك أساسي
تقول الفنانة البحرينية جميلة السعدون: «البيئة المحلية هي المحرك الأساس للفنانين التشكيليين في مختلف دول ومناطق العالم. فقد كانت الطبيعة ولا تزال المعلّم الأول والمصدر الأكثر فعالية في توفير التغذية البصرية للفنان التشكيلي».

مضيفة: «في البحرين، وعلى الرغم من صغر مساحتها الجغرافية، إلا أن هناك تنوعاً بيئياً طبيعياً كان له الأثر الأكبر في تميّز الفن التشكيلي فيها، قديماً وحديثاً».  
وتؤكد السعدون أن تأثير الطبيعة والبيئة على إنتاج الفنان البحريني المعاصر استمر في الوقت الحاضر، وأن كثيراً من الفنانين لا يزالون يوظفون موضوعات الطبيعة المحلية ويتناولونها في أعمالهم، موضحة: «نلاحظ استخدامهم خامات متنوعة في لوحاتهم وأعمالهم المجسمة كخامة الخشب ومنتجات النخلة والصدف والأحجار».

 بصمة خاصة
يشير الفنان خالد الأستاد إلى تنوع طبيعة الإمارات، موضحاً: «للطبيعة أثر كبير على سكانها، خصوصاً على الفنانين، فالإنسان ابن بيئته، حيث نرى أن سلوكه وطباعه وثقافته الاجتماعية والإنسانية، امتداد لعناصر بيئته ومحيطه، وتنطبق هذه المقولة كثيراً على الفنان». ويوضح الأستاد أنه يعمل شخصياً على إبراز الهوية الإماراتية، بغرض وضع بصمة عربية خليجية إماراتية في الفن العالمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©