أبوظبي (الاتحاد) أعلن فن أبوظبي تعيين عبد القادري، الفنان التشكيلي والمؤسس الشريك والمدير العام لِدار دنقلة للنشر اللبنانية، قيماً فنياً للإشراف على برنامج «آفاق: الفنانون الناشئون» السنوي، حيث سيتولّى القادري توجيه وإرشاد ثلاثة فنانين ناشئين من دولة الإمارات وهم، مجد علوش (سوريا) وسارة المهيري (الإمارات) ومحمد خالد (سريلانكا)، ليبدعوا أعمالاً فنيةً لتقديمها في معرض «فن أبوظبي» خلال نوفمبر المقبل وحتى 22 يناير 2023.
تجربة فنية وسَيكون الفنانون الثلاثة على موعد مع تجربة فنية يستكشفون خلالَها رؤىً متنوّعة حَولَ مفاهيم الحدود الفاصلة بين الدول وفكرة الوطن والمستوطنات البشرية والخرائط الجغرافية، مع التركيز على أبرز خطوات تطوير الكتب الفنية.وسيتم عرض هذه الأعمال الفنية التكليفية، بالإضافة إلى نسخة من المشروع الفني «المدن والحجر الصحي: صندوق البريد»، الذي سبق للقادري تنفيذه وتقديمه خلال الفترة من 16 نوفمبر المقبل إلى 22 يناير 2023 في قصر المويجعي بمدينة العين في إطار برنامج «فن أبوظبي». إلى ذلك، قالت ديالا نسيبة، مديرة معرض فن أبوظبي: «يهدف برنامجنا السنوي «آفاق: الفنانون الناشئون» إلى تطوير جيل جديد من الفنانين والمبدعين وعرض أعمالهم أمام جمهور دولي، وَتمكينهم من ابتكار أعمال طموحة تحت إشراف القيم الفني، وَبدعم مالي ومعنوي من دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي»، مضيفة: «إلى جانب (آفاق: الفنانون الناشئون)، سيعرض القادري مشروعه الفني (المدن والحجر الصحي: صندوق البريد)، الذي يحتفي بأهمية العالم والفن المادي والملموس، بالتزامن مع التطورات الرقمية المتسارعة وظهور عالم الميتافيرس الذي يفرض نفسه بقوّة».
تحدٍّ إبداعي من جهتهِ، قال عبد القادري: «فرصة رائعة أطمح من خلالها إلى إقامة حوار فني مثمر يتناول أعمال الفنانين الثلاثة وطرح رؤى إبداعية جديدة عبر التركيز على ممارسات تطوير الكتب الفنية. وقد اخترت هؤلاء الفنانين الشباب للمشاركة في البرنامج، بعد أن أثبتوا قدرتهم على خوض هذا التحدي الفني والخروج بإبداعات رائعة». ويركز القادري في أعماله على فكرة ترجمة وتجسيد أشكال العنف على ضوء التجارب الشخصية والجماعية الصادمة المكبوتة التي تتجلّى فيها معاني الألم والقهر، مع التركيز على فكرة دمار التراث الثقافي والهجرة والانتماء. ويقدم القادري، بصفته مديراً لدار نشر «دنقلة»، الدعم اللازم لتطوير كتب فنية بالتعاون مع فنانين ومؤلفين ومصممين، لطرح رؤى غير تقليدية حول الفن والقضايا المعاصرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا.
اهتمامات المشاركين وقال مجد علوش: «أجد نفسي مهتماً بدراسة الحدود وطرحها كمفهوم ومحتوى ووسيلة فنية، من خلال استكشاف القضايا الجيوسياسية والاجتماعية والبيئية، ما يدفعني إلى إعادة النظر في مفهوم (الخرائط الرقمية)، والمعنى الكامن وراء علم الخرائط. وآمل أن أطرح أعمالاً تتناول فكرة الحدود بشكل أعمق وتكشف عن الفكرة والمغزى الوجوديّ الكامن وراء جغرافية الحدود الفاصلة بين مختلف المجتمعات البشرية».
وأوضح محمد خالد: «ترتكز ممارساتي الفنية إلى الهوية الفردية بالاعتماد على المكونات والأشياء اليومية في محاولة لإبراز صورها المجازية». فيما، قالت سارة المهيري: «تحظى هذه الرحلة الفنية برفقة زملائي بأهمية خاصة، كونَها تُفرد لنا مساحة لخوض تحديات فنية والمضي قدماً نحو إمكانات أوسع، سواءً فردياً أو جماعياً. وأتطلع إلى العمل على هذا المستوى المرموق وتطوير ممارساتي ومن ثمّ تضمينها في كتاب فني».
«صندوق البريد» مشروع عبد القادري «المدن والحجر الصحي: صندوق البريد» يضم أعمالاً لأكثر من 50 فناناً عربياً معروفاً، من بينهم ضياء العزاوي، منى السعودي، محمد عمر خليل، ومحمد كاظم، الذين عبروا عن تجاربهم الفريدة حول العزلة خلال فترة الإغلاق أثناء الجائحة، مستلهمين منها إبداعات ومنتجات فنية خلاقة. وقد واجهوا تحدياً كبيراً تمثّل في مباشرة إنتاجهم الفني بعيداً عن الأستوديوهات ومساحات العمل المخصصة، مستخدمين القماش أو ممارسات النحت ومعتمدين على وسائل أخرى أكثر حميميةً، هي الكتاب الفني.