عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
لا شك في أهمية تنظيم ورش العمل وإقامة الدورات التدريبية لملء الفراغ خلال العطلة الصيفية والعطل الأسبوعية واكتساب الخبرة العملية ورفع الذائقة الفنية والجمالية لإعداد الأجيال الناشئة على طريق الإبداع. وفي مثل هذه الدورات والورش يكتسب النشء مهارات تفيدهم في حياتهم المهنية المستقبلية، وفي المجال الفني والإبداعي خاصة تبدو أهميتها البالغة لبناء وصقل مهارات الأجيال الصاعدة، وإكسابهم الكثير من أدوات ووسائل الفن والإبداع.
مهارات وخبرات
وحول أهمية إقامة ورش عمل فنية ودورات تدريبية أدبية وفنية في الصيف والعطل الأسبوعية، قال الفنان التشكيلي محمد الأستاد: نحن في عصر التحديات والإنجازات واستغلال الوقت بشكل مجدٍ واحترافي ومسؤول، ولذلك فإن على الإنسان الذي يريد الوصول إلى أهدافه خوض العديد من التجارب والدورات التي من خلالها يتمكن من إضافة الكثير من المعارف والمهارات والخبرات والأساليب، مبيناً أن أهمية الورش والدورات في المجال الفني مثلاً تكمن في اختصار الكثير من الوقت والجهد والبحث على المشتركين فيها لمعرفة الكثير من التقنيات والأساليب المختلفة في الرسم بأنواعه وأدواته، والتصوير والخزف والنحت والديكوباج وغير ذلك من الفنون، حيث يتعلم المشترك أسرار وخبايا الألوان وأنواع الوسائط الإبداعية المستخدمة.
وأضاف الفنان الأستاد: من خلال هذه الدورات والورش يتم إطلاع المشتركين طريقة تفكير الفنان منذ بداية العمل الفني وحتى نهايته، كما أنها تسهم في طريقة تبسيط المواضيع إلى مجرد أشكال وخطوط، ويتم كسر الكثير من الحواجز النفسية والخوف من حجم العمل الفني ومن أنواع الأدوات، مؤكداً أن إتقان طريقة التفكير وتبسيط المواضيع وإجادة استخدام الأدوات تساعد المشتركين على إنتاج الأعمال الفنية بمستوى عالٍ، وتفتح أمامهم الطريق للمشاركة في المعارض الفنية.
اكتشاف المواهب
وبدورها، قالت الفنانة خلود الجابري، نائب رئيس جمعية الإمارات للفنون التشكيلية: إن دولة الإمارات قد شهدت نهضة تشكيلية في السنوات الأخيرة، وقد بادرت أغلب المراكز التعليمية والمؤسسات الفنية وبعض الجاليريهات المحلية، وجمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة، بتنظيم الورش والدورات الفنية المتخصصة في مجالات مختلفة في الفنون، حيث جرى تنظيم العديد من الورش المصاحبة للمعارض في العطل، ما يصب في صالح النشء لسد وقت فراغه في نشاط مفيد، ويكون فرصة لاكتشاف المواهب وتطوير الفنون التشكيلية التي تعمل على تنمية الذوق الفني بمختلف مجالاته واتجاهاته.
وترى الجابري أن النهضة الفنية والثقافية لها ما يساندها ويعمل على استمرارها، وفي مقدمتها ذلك المبادرات التي ترعاها القيادة الرشيدة، كما أن وزارة الثقافة والشباب، الجهات المعنية بالثقافة والفنون في كل إمارات الدولة، تعمل على تعزيز العمل الثقافي ويلقى التشكيلي، بشكل خاص، كل دعم ورعاية، لمختلف فعالياته ومجالاته بما في ذلك تطوير فنون الخط العربي، والاهتمام بالشباب من خلال تنظيم العديد من الورش الفنية المتخصصة في هذا االمجال.
وتشير الفنانة خلود الجابري إلى أهمية النشاط السنوي الذي تحتضنه جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وهو يشمل فنون الرسم والخط والتصوير وغير ذلك من النشاطات التي تؤكد على بناء الإنسان يأتي في المركز الأول لدى قيادتنا الرشيدة كما كان يؤمن بذلك الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله، وقد عمل على تأسيس قاعدة تعليمية ثقافية حضارية تليق بطموحاته وحبه للثقافة والمعرفة وسعيه لرفعة وسعادة إنسان الإمارات.
بناء الإنسان
تقول الفنانة وردة الجنيبي: مما لا شك فيه أن الورش الفنية والدورات التدريبية تتيح للأجيال الناشئة فرص التكوين وتنمية المهارات، لأنها لا تعتمد فقط على التعليم النظري، ولكن توفر أيضاً التدريب العملي، وهذا يضيف للمشاركين سنوات من الخبرة الفعلية ويزيد من رصيدهم الثقافي. كما أنه يساعد سوق العمل في توفير العديد من الكفاءات المدربة بشكل جيد.
وتضيف الفنانة الجنيبي أن قيادتنا الرشيدة تهتم جداً بتطوير وتدريب الإنسان بشكل خاص، وهي تعمل لجعله ناجحاً ومؤهلاً بأفضل الخبرات والمهارات، والأمثلة على ذلك كثيرة، ومنها تهيئة البيئة المناسبة بالكامل ورعاية كل الأفكار والمشاريع الصغيرة، ودعم كل من يريد دخول سوق الإنتاج والعمل، وجميع هذه الأشياء تعكس وضوح رؤية حكام الإمارات وصدق توجههم نحو مواطنيهم، فهم يهتمون بهم اهتمام الأب بأولاده لإدراكهم التام بإمكانية تفوق الإنسان الإماراتي حاضراً ومستقبلاً. ومن هذا الاهتمام نكتشف أهمية عقد الورش العملية والدورات التدريبية في كل الأوقات وفي مختلف المجالات، وخاصة في أوقات الفراغ كنهاية الأسبوع والعطلة الصيفية.
