الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإنتاج السينمائي في الإمارات.. الواقع والتحديات

بوستر «حلم صغير» (أرشيفية)
17 يوليو 2022 00:35

فاطمة عطفة (أبوظبي)

تنفرد السينما بمزايا عديدة عن سائر الفنون الثقافية، فالجلوس في العتمة معزولاً عن كل ما حولك واستقبال المعلومة عبر صورة كبيرة ساطعة من بقعة ضوئية أمامك تترك تأثيراً بالغاً لا مثيل له، فضلاً عن القصة الدرامية والموسيقى التي تزيد التأثير عمقاً ومتعةً. والسينما الإماراتية حققت حضوراً متميزاً منذ سنوات، وخاصة في الأفلام القصيرة، إلى جانب الوثائقية التي تشكل ذاكرة وطنية متميزة، وكذلك الأفلام الروائية الدرامية التي تترك في نفس المشاهد تأثيرات فكرية ونفسية ممتعة ومفيدة.
المخرج والممثل الإماراتي ياسر النيادي يتحدث لـ «الاتحاد» عن واقع الإنتاج السينمائي المحلي، قائلاً: واقع الإنتاج لنوع من الأفلام الموجهة للجمهور قد يكون مناسباً لهم. ومن يخض هذه التجربة ينتظر بالتأكيد عائداً مالياً من ورائها، لكني أنظر إلى سينما مختلفة في وقعها وحسها الفني وأرى أن رؤيتها الفكرية والإخراجية أهم شيء عندي في الإنتاج السينمائي، وهذه بالنهاية اختيارات لأي طريق تريد أن تسلكه هذه السينما.

ويضيف موضحاً أنه نشأ وتعلم السينما وما زال يتعلم فيها، ويود أن يخدمها ويقدم لها الكثير، مشيراً إلى أن المهرجانات السينمائية تمثل شبكة علاقات وتواصل مع السينما العالمية التي تأتي إلى بلدنا، وتتيح لصناع الأفلام أن يطلعوا على تجاربنا، كما كان يوجد للفيلم وسيلة تمويل من خلال صناديق الدعم المخصصة، سواء للفيلم الطويل أو القصير.
وتابع النيادي موضحاً: الإنتاج السينمائي يحتاج لمؤسسات قوية ترعاه في الإنتاج والتمويل، كما أنه يحتاج لعملية أكاديمية تتابع الحركة السينمائية في العالم وتطورات أدوات العاملين فيها لتكون صناعة مثل باقي الصناعات الموجودة وتكون مصدراً للدخل مستقبلاً، مؤكداً أن التعليم والتمويل ضروريان، ثم تأتي المهرجانات منصة عرض وطنية.
وفي مجال الفيلم القصير والوثائقي، أشاد النيادي بالجهود الفردية التي اشتغلت عليه، ومنهم المخرجة نجوم الغانم، مؤكداً أن هؤلاء مكافحون استطاعوا أن يصنعوا أفلاماً قصيرة في هذه الظروف التي تعاني قلة الدعم للفيلم القصير، كما أن سوقه ضعيفة، إضافة إلى أن غياب الفيلم التسجيلي يترك فراغاً كبيراً، كما يجب أن يكون عندنا خطان متوازيان: الفيلم الروائي والفيلم التسجيلي، لافتاً إلى أهمية الأعمال الجيدة التي أنتجها بعض الأفراد باجتهاد شخصي، ومنهم: عبد الرحمن المدني الذي أنتج فيلمه القصير «وحش»، سراء الشحي فيلمها «حلم صغير» وفيلم «البحر يطمي» لحمد عبدالله صغران الذي حقق نجاحات جيدة في مهرجان الأفلام الذي أقيم في السعودية. واختتم النيادي حديثه بأن السينما مشروع ثقافي مهم جداً، لكنه يحتاج لمؤسسات كبيرة تتبناه ليعطي فوائده بعد سنين.
بدوره، يشير المخرج السينمائي خالد المحمود في حديثه لـ «الاتحاد» إلى الإنتاج السينمائي الإماراتي، قائلاً: المبادرات الحالية يتم تنفيذها بجهود فردية لا تفي لأن تصنع فيلماً طويلاً، ونحن بحاجة لصناعة فيلم أو فيلمين في السنة.

ويرى المحمود أن من أسباب توقف الإنتاج السينمائي التكلفة العالية لصناعة السينما، كما أن المردود ضئيل وغير مباشر لها، وهي تحتاج إلى مؤسسات للدعم. وأكد المحمودي الأهمية الثقافية التي تتركها السينما على المدى البعيد، كما أن الجمهور يحتاج لوقت طويل ليتعرف على السينما ويكتسب ثقافتها ولو من خلال تقديم تجارب بسيطة، وأشار إلى مؤسسات الإنتاج الكبيرة في العالم، مبيناً أن هذه المؤسسات في أميركا مثلاً عمرها أكثر من مئة سنة، وأكد أننا نحتاج إلى مؤسسة أو شركة لهذه الصناعة المهمة، سواء في الفيلم الوثائقي أو الروائي؛ لأن المبادرات القائمة على مجهود شخصي لا تكفي، وإن كان وضع الأفلام القصيرة أسهل من الطويلة التي تحتاج لموارد أكبر، لأن تكاليف الإنتاج عندنا عالية. وأشار المحمودي إلى مبادرة دبي «المرموم» التي أعلنت مؤخراً، ومدى إمكانية أن تعيد إحياء حركة السينما، قائلاً: نأمل ألا تكون لاستقطاب الأفلام وعرضها فقط، بل أن يكون فيها تسهيل لصناع الأفلام، لأننا نحتاج للأرضية الخصبة التي تساعد المخرج السينمائي على أن يصنع فيلمه، وخلفه فريق عمل من الفنيين المختصين في صانعة الأفلام وإنتاجها، لافتاً إلى أن الإمارات في نهضتها الثقافية الحالية بحاجة ماسة إلى السينما الوطنية التي تواكب نهضتها.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©