محمد عبدالسميع (الشارقة)
قال فهد المعمري، رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات، إنّ اهتمام الدولة بالمكتبات وتشجيع مراكز المعلومات والوثائق والمصادر والكتب والأوعية المعلوماتيّة المطبوعة والإلكترونية، أدّى إلى إنشاء الجمعيّة، بهدف أن تكون حاضنةً كمظلّة لكلّ جهود المؤسسات الثقافية ومشاريعها ومبادراتها في هذا المجال.
وأكّد المعمري أنّه، واستكمالاً لمبادرات التنشئة المعرفية وإعلاءً لدَور الكتاب، تأسست الجمعية ومقرها الشارقة عام 2017، بموجب القانون الاتحادي رقم 2 لسنة 2008، ويشمل نشاطها دولة الإمارات، مشيداً برعاية صاحب السّمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للجمعية من خلال ميزانيّة سنوية لتقوم بدورها في توفير فرص التدريب والمعرفة، وجمع العاملين بهدف تعزيز الجهد التعاوني والتطوعي، وتقديم المبادرات والمشاريع المهمّة للمجتمع، فضلاً عمّا تنظّمه الجمعية وتتيحه من جوائز إبداعيّة ومعارض مهمّة.
وقال إنّ الرؤية وراء تأسيس الجمعية كانت لتحقيق التواصل العلمي الفاعل بين الجمعية والمهتمين بنشاطها، وتطوير المفاهيم والخدمات المرتبطة بمجال المكتبات والمعلومات، وتقديم المشورة العلمية والمهنية في موضوع التخصص للارتقاء بالأعمال والممارسات العلمية في المؤسسات الخاصة بمهنة المكتبات والمعلومات.
وأشار المعمري إلى أنّ جمعية الإمارات للمكتبات والمعلومات هي جزء من الاتحاد العربي للمكتبات(اعلم)، وجزء من منظومة الاتحاد الدولي للمكتبات (أفلا)، وتتخذ الصبغة الدولية في عضويتها وعملها النفعي العام غير الربحي، في عنايتها بشؤون المكتبات والمعلومات والتوثيق والأرشيف والمخطوطات والعاملين فيها، كما أنّ من مهام الجمعية تشجيع وتطوير ونشر الدراسات والأبحاث المتعلقة بالمكتبات والمعلومات في الدولة.
وعن آخر أعمال الجمعيّة، قال إنّه وخلال الدورة الجديدة لمجلس إدارتها، تمّ إطلاق المنصّة الإلكترونية لها، ومنصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر فئة مستفيدة من برامجها، وتسويق الخدمات الداعمة للعاملين في مجال المكتبات والمعلومات، كما تمّ إنشاء دليل مكتبات الإمارات العامة والمتخصصة ومراكز المعلومات في الدولة. ولفت المعمري إلى جائزة أمناء المكتبات العامّة، تشجيعاً لهم وتقديراً للعمل الذي يقومون به، معلناً أيضاً عن عمل الجمعية على وضع برنامج علمي يلبي احتياجات الأعضاء، إضافةً إلى مشاركة الجمعية في المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات الذي ستنعقد دورته الحالية 2022 في العاصمة الإيرلندية دبلن، وهو ما يؤكّد أهمية نقل الصورة والمستوى الذي وصلت إليه مكتبات الإمارات على المستوى العالمي.
الكتاب الورقي
يرى المعمري أنّ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والمكتبات الإلكترونيّة لا يمكن أن يلغي أو يحلّ محلّ المكتبات التقليدية أو الكتاب الورقي، معترفاً بأنّ التكنولوجيا أمر حتمي وأساسي اليوم في حياة الكتاب والقراء والمثقفين وكلّ قطاعات المجتمع، ولكن كون يد الحداثة طالت المكتبات والكتاب الورقي، فليس ذلك معناه أننا ضد التطوّر، غير أنّ هناك كتباً رقميّة وهناك قنوات التواصل الاجتماعي، وهناك أيضاً المكتبات الرقميّة. ويدلل المعمري على بقاء الكتاب الورقي والمكتبات الحاضنة له بأنّ مكتبة محمد بن راشد، كأحدث مكتبة علمية تمّ إنشاؤها وافتتحت حديثاً، تضمّ بين أرففها أكثر من مليون ونصف المليون كتاب من الكتاب الورقي المطبوع، إضافة إلى مخزن للكتاب الورقي بما يستوعب مليون كتاب ورقي، وهو ما يؤيّد بقاء الكتاب الورقي والمكتبات التقليدية.