عدد اليوم
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
بفعل الشعور الدائم بالحنين إلى الماضي والرغبة في تحويله إلى مجسمات مصغرة تلخّص الحياة قديماً في ثلاث دول عربية هي مصر والسعودية واليمن، جمعت الفنانة التشكيلية المصرية وسام الحوّام تلك المجسمات في معرض تحت عنوان «نوستالجيا»، استضافه متحف طه حسين بالقاهرة.
وقالت الحوام لـ«الاتحاد»، إن الدافع وراء تنفيذ هذه المجسمات كان الحنين إلى الماضي الممزوج بالرغبة في استعادته، وسعياً لرؤية ما اعتادت أن تراه في طفولتها، سواء كان أدوات أو مشاهد أو أجواء واحتفالات قديمة؛ ولذلك قررت تجسيد التراث الذي اختفى منه الكثير ولم يبقَ سوى القليل في بعض القرى.
وأضافت الفنانة التشكيلية أنها استخدمت مواد عدة في المجسمات، مثل الخزف والفسيفساء، ووضعت خبراتها التي اكتسبتها عبر الدراسة في تلوين الأعمال، لتصبح قريبة من الشكل الواقعي، مع التركيز على التفاصيل الصغيرة في المجسمات والتماثيل لتخرج بالشكل الأمثل.
وينقسم المعرض إلى أجزاء عدة، شملت جوانب مختلفة من الحياة، حيث اختارت الفنانة تجسيد التراث القروي في الدول العربية الثلاث، منها الطراز المعماري لمنازل القرية، وأبراج تربية الطيور، وطواحين القمح، وخضّاضة الحليب القديمة، وأدوات المائدة التقليدية مثل الطبلية.
كما صنعت الحوام أيضاً عدداً من ألعاب الطفولة التي اشتهرت قديماً في البلاد العربية، مثل الطائرات الورقية، وجسدت مهنة الحكواتي الذي كان يسرد القصص والحكايات في المنازل والمحال والمقاهي والطرقات.
وكان للتراث الفني والغنائي كذلك نصيب في المعرض، حيث صنعت مجسمات خزفية لعرض «الليلة الكبيرة» الشهير وأم كلثوم، إلى جانب قسم يروي حكاية شارع محمد علي بالقاهرة، وهو جزء من التراث المصري، حيث كان الناس قديماً يذهبون إلى هذا الشارع للاتفاق مع الفرق الموسيقية قبل الأفراح والمناسبات.
وأوضحت الفنانة التشكيلية أن المعرض يشمل قسماً خاصاً بالأزياء القديمة في الدول الثلاث وأدوات صناعتها منزلياً، وكذلك مقتنيات المنازل، مثل «الجرامافون»، وإكسسوارات فترة ستينيات القرن الماضي، وفنون العمارة اليمنية والحجازية القديمة والشبابيك والطوب المستخدم فيها، والمشربيات والرواشين، التي كانت سائدة.
