الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«زايد للدراسات» ينظم ندوة عن تاريخ الإمارات والجزيرة العربية

«زايد للدراسات» ينظم ندوة عن تاريخ الإمارات والجزيرة العربية
24 يونيو 2022 23:59

أبوظبي (الاتحاد)
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات ضمن موسمه الثقافي لعام 2022، ندوة افتراضية عبر تطبيق مايكروسوفت تيمز أمس الأول بعنوان «تاريخ الإمارات والجزيرة العربية في مصادر أرشيفات عالمية مختارة»، شارك فيها الدكتور خالد حمود السعدون، الباحث في تاريخ الخليج والجزيرة العربية، والدكتور مسعود إدريس رئيس قسم التاريخ والحضارة الإسلامية في جامعة الشارقة، والدكتور علي عفيفي علي غازي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، والدكتور حمد العنقري أستاذ مساعد في قسم التاريخ- كلية الآداب- جامعة الملك سعود، والدكتور كمال أحمد خوجه أوغلو خبير الأرشيف العثماني ومترجم الوثائق العثمانية، وأدار الحوار الدكتور محمد فاتح زغل الباحث الرئيسي في مركز زايد للدراسات والبحوث.
وتناول المتحدثون في الندوة أربعة محاور رئيسة هي: أهمية الأرشيفات الأجنبية كمصدر لتاريخ الإمارات والجزيرة العربية، أهمية الأرشيف العثماني على وجه الخصوص بالنسبة لتاريخ الإمارات والجزيرة العربية، مصادر تاريخ الإمارات والجزيرة العربية في الأرشيف العثماني، التطلعات والرؤى المستقبلية حول استقراء هذا الأرشيف والاستفادة أكثر.
وقالت فاطمة المنصوري، مديرة مركز زايد للدراسات والبحوث، في كلمتها الافتتاحية، إن أرشيفات الوثائق العالمية تشكل مصدراً أصيلاً من مصادر كتابة التاريخ الحديث في المنطقة العربية عامة، والإمارات وشبه الجزيرة العربية والعراق على نحو خاص، لا سيما الأرشيف العثماني الذي يعد من أكبر الأرشيفات العالمية، وقد حظي باهتمام كبير من المركز حيث سعى إلى جلب الوثائق والاستفادة منها بجعلها متاحة للباحثين عبر إصدارها في دراسات وأبحاث وكتب، ونجح المركز في إصدار المنظومة الثلاثية وهي منظومة فهارس وثائق شبه الجزيرة العربية التي تم نشرها في ثلاثة إصدارات مهمة، ولم يكتفي المركز بذلك وإنما قام بتنظيم الندوات السنوية التي تعنى بوثائق الإمارات والخليج واستضافة الخبراء للحديث حولها واستخلاص الخبرات والنتائج.
وتحدث الدكتور خالد السعدون عن الأرشيفات الأجنبية مُرجعاً أهميتها في كتابة تاريخ الخليج العربي إلى غياب الأرشيف المحلي، وقال لا يوجد في موروثنا الحضاري ما يدل على تخصيص مؤسسة قائمة بذاتها موكلة بحفظ الأوراق والوثائق الرسمية، وأن وما وصل إلينا من وثائق نادرة تعود لقرون ماضية ليس إلا نتاج مسعى فردي لحفظ وثيقة ما بدافع ديني أو حقوق، وليس نتاج تنظيم ذي أصول محددة وقواعد مقننة بشكل رسمي. 

وعن الأرشيف العثماني قال الدكتور كمال أوغلو إن بداياته ترجع إلى عهد السلطان محمد الثاني (الفاتح) وتطور وأخذ شكل المؤسسة الرسمية في عهد السلطان سليم الأول (الياوز). ثم بدأت الدولة في حفظ كافة الاتفاقيات والدفاتر والوثائق بصورة منتظمة. فوثائق ودفاتر وسجلات الأرشيف العثماني مكتوبة باللغة العثمانية القديمة بحروف أصلها عربية مع إضافة بعض الحروف الفارسية نظراً لطبيعة اللغة التركية التي تشكل أصل اللغة العثمانية. مضيفاً أن تصنيف هذه الوثائق والدفاتر بدأ في العشرينيات من القرن الماضي ولا زال التصنيف جاريا فيها مع نقلها إلى الرقمية بحيث يمكن للباحث الوصول إليها وقراءتها عبر موقع الأرشيف العثماني التابع لرئاسة الجمهورية التركية. 
وقدم الدكتور مسعود إدريس نظرة عامة حول الأرشيف العثماني، ذكر خلالها الأنواع الرئيسة من المواد في هذا الأرشيف والتي تحتوي على 95 مليون وثيقة مختلفة أكبر هذه الوثائق مع ما يقرب من 93 مليون سجل تحتوي على جميع مراسلات الدولة، بما في ذلك سجلات ديوان هومايون، والوزارة الرئيسية، والحضانة، ومراسلات الحكومة المحلية، وخطابات الطلبات المرسلة من قبل المواطنين إلى رجال الدولة، والاجتماعات مع الدول الأجنبية ومراسيم السلطان في الوثائق. 
وعن واقع الوثائق البريطانية قال الدكتور حمد العنقري أن هذه الوثائق تتميز بكونها أكثر تنظيماً، وأكثر سهولة في الحصول عليها، لذلك توجه عدد كبير من الباحثين للأرشيفات البريطانية للاستفادة من هذه الوثائق، أما في الأرشيف العثماني فمعظم الباحثين العرب لا يعرفون اللغة العثمانية أو اللغة التركية، وفي المقابل كثير من موظفي الأرشيف العثماني لا يعرفون اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية، فهناك صعوبة كبيرة في الاستفادة من هذه الوثائق بسبب قلة المترجمين. 
من جانبه أكد الدكتور علي عفيفي أن الوثائق العثمانية تُشكِّل مادة مصدرية مهمة لتاريخ منطقة الخليج العربي، بين عامي (1550-1918)، مشيراً إلى أن اهتمام دول العالم العربي بالأرشيف العثماني محدود، وإقبال الباحثين من الدول الخليجية خاصة قليل جدًا، بسبب عدم المعرفة باللغة العثمانية. 
حضر الندوة بدر الأميري المدير الإداري في مركز زايد للدراسات والبحوث، وجمع من الباحثين والمختصين والمهتمين، وحظيت بالعديد من المداخلات والنقاشات الثرية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©