السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عبدالدائم السلامي: النقد العربي الراهن همَّش فعل القراءة

عبدالدائم السلامي: النقد العربي الراهن همَّش فعل القراءة
25 مايو 2022 01:38

فاطمة عطفة (أبوظبي)

«يحسن بنا الآن أن نعيد تدبير علاقتنا بقراءة الأدبِ، لأن النقد العربي الراهن في ركونه إلى جهاز منهجي مستورَد قد همَّش فعل القراءة، وأبعد القراء عن أدبنا، بل ونفرهم منه».. هذا ما جاء في مستهل محاضرة د.عبدالدائم السلامي، جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، الذي استضافته أول أمس مؤسسة «بحر الثقافة» في مسرح الشباب، بالنسخة الـ 31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، وأدارت جلسة الحوار الروائية آن الصافي، بحضور الشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والشيخة روضة بنت محمد آل نهيان، مؤسسة بحر الثقافة.
تابع المحاضر حديثه فبدأ بموضوع القراءة قائلاً: القراءة حكاية ومواجهة بين حكايتين: حكاية الكاتب في النص، وحكايةِ القارئ بالنص وللنص نفسه، وهنا نلاحظ أن القراءة إنما هي صراع حكايات، وكل من يقدر على الانتصارِ في حكايتِه يسهل عليه الانتصار في الواقع، مبيناً أننا لن نفهم النص إلا إذا قرأناه بشغف ورغبة، كي نجد فيه غايتنا من القراءة وهي أن يغرينا بحكايته. وأشار إلى أن القارئ له وجهة نظر، وله ذائقة خاصة، لذا فهو يبوح بحكايته وما استفاده من وراء الكتاب. 
وتابع د. السلامي حديثه موضحاً أننا لا نجد كاتباً ونصاً وقارئاً خلال حدث القراءة، وإنما الموجود هو حالة تفاعل كل تلك العناصر وامتزاجَها مع بعضِها بعضاً.. أي لا يوجد بالضبط إلا حدث القراءةِ، أي أن كل شيء يحل بكل شيء، وعليه، فلا نستطيع الفصل بين القراءة والقارئ. ويضيف المحاضر أن الإنسان، باعتقاده، لم يخلق ليكتب، لأن الكتابة ترف ثقافي تم اكتشافه في وقت متأخر من تاريخ البشرية، وسنتخلى عن الكتابة قريباً عبر تقنيات تحويل الصوت إلى نص مكتوب، ولكننا لن نقدر على التخلي عن القراءة، مؤكداً أن الإنسان خلق ليقرأ الكون بكل ما فيه.
ثم انتقل د. السلامي إلى موضوع القيم، قائلاً: نصوص الأدب لا توجد بها معرفة علمية، لكن ما يوجد بها غالباً هو المعرفة الجمالية والمعرفة القِيَمية، وهما المعرفتان اللتان لا يقدر النقد الراهن على بلوغهما. وأوضح أن أي نقد لا يبلغ القيم التي انعقدت حولها غاية النصوص، ويكتفي بتشريح بنية أجسادها وفرضِ رأي الناقد عليها دونما إظهار منه لمقترحاتها الجمالية والذوقية والقِيَمية التي تعرضها على القارئ، إنما هو نقد غير أدبي، وضرب المحاضر مثلاً بانتفاضة مايو 68 في فرنسا، التي دعت إلى التحرر من كل الضوابط الأخلاقية، فأدى ذلك إلى تفتيت العائلة، كما وجدت هذه الدعوة لها صدى في الأدب وظهور الرواية الجديدة المتمرّدة على كل نظام سردي، حيث هشمت مفهوم البطل، وخطية السرد، والحدث السردي ذاته، ما أدى إلى موت الحكاية، التي هي جوهر كل سرد، وموت البطل، وموت الكاتب، ثم موت الناقد.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©