السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد أشواق.. يستلهم عوالم الفروسية والبيوت القديمة

محمد أشواق يستحضر تشكيلياً روائح بيئته وملامح مدينته
5 مايو 2022 00:52

محمد نجيم (الرباط)

منذ سنوات التأسيس، كانت الخيول و«التبوريدة» أو الفروسية الشعبية المعروفة في التراث المغربي، موضوع أعمالٍ تشكيلية لكثير من الفنانين المغاربة والأجانب الذين أقاموا وعاشوا في عدد من المدن المغربية مثل مراكش وطنجة وتطوان وانبهروا بسطوع شمسها وقوة ألوانها وبساطة بيوتها وعمرانها المغربي الأندلسي العريق.

  • من الأعمال الفنية للفنان محمد أشواق (من المصدر)
    من الأعمال الفنية للفنان محمد أشواق (من المصدر)

تقنيات تلوينية
ومن بين الأسماء التي اشتغلت على ثيمة الخيول بتقنيات تلوينية دقيقة تجمع بين الألوان الحارّة وظلال الضوء والعتمة بتنوعات وتدرجات لونية تعكس مدى مهارة الفنان في تطويع الألوان والريشة، نجد من بين تلك الأسماء الفنان المغربي محمد أشواق، الذي أبدع في لوحاته وأعطاها بصمة خاصة تنهل من معين مشاهد البيوت القديمة والمشاهد المغربية المألوفة، ومن محيط بيئته ومدينته آسفي، المدينة الغنية بإرثها المعماري وقصباتها وأسوارها وحصونها التاريخية وحاراتها ودروبها الضيقة التي تنبعث منها نسائم وروائح زمن سحيق وتراث شعبي يتمسك بخيط البقاء.

صون التراث
وتكمن خصوصية اللوحة وطابعها الفني المتميز لدى الفنان محمد أشواق في كونها تقترب بشكل يثير الكثير من الدهشة من تربة البيئة المغربية وثقافتها الشعبية، ولوحاته تنهل من هذا التراث البيئي والمحلي بغناه وكنوزه، رغبة منه في صون التراث وحفظه من النسيان والتلاشي أمام زحف التحول الذي يعرفه المغرب وكثير من المجتمعات الأخرى في مختلف أنحاء العالم. فكبار الفنانين المغاربة أمثال حسن الكلاوي، محمد التومي، عبداللطيف الزين، عفيف بناني، وغير هؤلاء ارتبطت أعمالهم بالخيل والفروسية كعلامة وأيقونة بارزة تعبر عن المغرب وطبيعته وناسه البسطاء. ولوحات محمد أشواق تسير أيضاً في هذا المسار فقد نهل من تراث وعوالم مدينته وأسواقها الشعبية التي نشأ وترعرع فيها قبل انتقاله إلى الدار البيضاء للاستقرار فيها والعمل.

قوة الألوان
ويحاول الفنان محمد أشواق أن يعطي للوحته طابعها الذي يتجاوز ما كرسه الفن الاستشراقي حول المغرب، ولوحته مليئة والرموز والضوء والحركة وقوة الألوان حيث تسرد نصها البصري والجمالي بسيولة وثراء فنّي مبهج تعكسه ضربات الفرشات وتعدد الألوان لتعطي للوحة البعد الجمالي الدال على جوهر فني وجمالي مثقل بالتعابير، وخاصة أن الفنان برع إلى حد ما في إبراز نوافذ منازل قديمة من بيوت مدينته بألوان قوية وساطعة وبتعبير فني غني بالدلالات والتراكيب والتفاصيل الدقيقة التي تعطي للعمل الفني أبعاده الواقعية، حيث التوظيف الكامل للألوان والعلامات في تمازج أسلوبي وتوظيف جميل ومتناسق للمساحات والأشكال الهندسية، وهذا ما أهّله ليكون من الأسماء اللامعة في المشهد التشكيلي المغربي والعربي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©