عدد اليوم
محمد نجيم (الرباط)
أطل علينا الناقد والباحث المغربي، عزيز العرباوي، بكتابه الجديد «الذاكرة وآليات اشتغالها في الرواية العربية» والصادر حديثاً ضمن سلسلة دراسات نقدية في الشارقة، مقارباً فيه بعض النصوص الروائية العربية التي تستند إلى الذاكرة كمنهجية للغوص في النص الروائي.
وعن اختياره والاشتغال على ثيمة الذاكرة في النص الروائي العربي، قال عزيز العرباوي لـ(الاتحاد): إن اختيار ثيمة الذاكرة في الرواية ليس سهلًا حقيقة، خاصة وأنه يتقاطع مع العديد من الأشكال المعرفية والثقافية، مثل التاريخ والحكاية والتدوين... وغيرها. فالذاكرة باعتبارها موضوعًا للرواية يهدف إلى الوقوف على العديد من الأحداث والوقائع التاريخية المرتبطة أساسًا بالإنسان ومدى قدرته على الحفاظ على ماضيه واسترجاعه بأسلوب مختلف عن أسلوب الكتابة التاريخية المحضة. وهذا ما دفعني حقيقة، بعد قراءاتي الكثيرة لنصوص روائية عربية، استدعت الأحداث التاريخية التي عرفتها الأمة العربية بشكل تخييلي تارة، وتارة أخرى بشكل توثيقي لما سجلته الكتب والمخطوطات. لنقلْ إن الولع بالتاريخ والتراث العربي هو الدافع الأقوى في هذا الاختيار.
وعن رأيه في الرواية العربية اليوم، يقول العرباوي: يصعب الفصل في هذه المسألة، بل يصعب علينا القول إن الرواية العربية في مكانة مرموقة تستطيع المنافسة عالميًا، على الرغم من وصول بعض النصوص العربية إلى العالمية وفوزها بجوائز. إن ما يجب التأكيد عليه هو أننا مازلنا نراوح اليوم بين الرواية الكلاسيكية وبين رواية التجريب التي يحاول الروائيون العرب المجتهدون أن يتجاوزوا التقليد فيها، والابتعاد ما أمكن عن الرواية الغربية أسلوبيا وشكليًا.
وعن الرواية الإماراتية يقول: تهتم الرواية الإماراتية بالتراث والتاريخ كمحاولة لإظهار صورة الشخصية الإماراتية والخليجية عبر الأبعاد التاريخية والثقافية، يتمُّ برؤى وبتصورات فكرية وإبداعية مغايرة، لما يتمُّ في باقي أجناس الأدب والإبداع الفني، بحيث إن الرواية تعتبر منطلقًا لنقد التاريخ وعناصره وأنساقه السياسية والثقافية والدينية كذلك. ومن هنا يمكننا أن نقول، إن الرواية الإماراتية تعيش اليوم أفضل أيامها، خاصة مع وجود أسماء روائية متميزة.
