الشارقة (الاتحاد)
قدمت منال عطايا مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف إطلالة على تطور المشهد الثقافي والغني في إمارة الشارقة على مدى العقود الأربعة الماضية، وحصولها على جوائز عالمية مرموقة وتربعها كإحدى أهم العواصم الثقافية في العالم العربي.
جاء ذلك خلال مشاركتها في فعاليات ملتقى المدراء الدولي، الذي أطلقته جامعة ييل الأميركية بهدف الحفاظ على التراث الثقافي، بحضور أكثر من 25 مؤسسة ثقافية في أفريقيا لغايات حفظ التراث العالمي، وزيادة الوعي بقيمته، وتأكيد الصلة بين الثقافة والفنون وتطور الدول ونمائها باعتبارها المرتكز الرئيسي الذي يبني مستقبلاً مزدهراً للأمم. وقالت منال عطايا خلال جلسة أدارتها وانجيرو كوينانج، الشريك المؤسس لشركة Book Bunk الكينية التي تعنى بترميم المكتبات العامة لأهميتها كمواقع تراثية ومصادر للفن: «إن استراتيجية الشارقة التي ركزت على التعليم والحفاظ على التراث وبناء الإمكانات والشراكات الدولية أسهمت في النمو السريع لقطاع الفن في الإمارة».
وأشارت سعادتها إلى أن العديد من المشاريع والمبادرات التي قادها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفزت الإنتاج الثقافي في الإمارة وأسهمت في زيادة عدد العروض الثقافية.
وأضافت: «تضمنت التطورات الثقافية الأخيرة في الشارقة افتتاح بيت الحكمة ومتحفين تابعين لهيئة الشارقة للمتاحف وهما حصن خورفكان ونصب المقاومة، في حين أن المزيد من الجامعات في الإمارة والدولة تقدم تخصصات فنية وأخرى تعنى بالتراث».
وأكدت عطايا أن العديد من المعارض التي تنظمها إمارة الشارقة، مثل بينالي الشارقة وترينالي الشارقة للعمارة ومهرجان الفنون الإسلامية وأيام الشارقة التراثية ومعرض الشارقة الدولي للكتاب، رسخت مكانة الإمارة في المنطقة والعالم. كما ناقشت مدير عام هيئة الشارقة للمتاحف مدى التشابه في عملية التطور الحثيث للمتاحف والمؤسسات الثقافية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا خلال العقد الماضي، مشيرة إلى أن الاعتماد الكبير على المنهجية والممارسات الغربية قد يؤدي إلى خلق حالة من عدم التوازن، مشددة على أهمية بقاء المؤسسات الثقافية في القارة أكثر صلة بمجتمعاتها من خلال تعزيز الوصول والاستثمار في تدريب الطواقم وتصميم محتوى ملائم لجماهيرها. واختتمت عطايا حديثها بالتأكيد على دور قادة المتاحف في عملية تطوير محتوى جديد في مؤسساتهم والبحث عن شركاء يبادلونهم قيماً مماثلة لكي يتمكنوا من تعزيز الحوار والتبادل الثقافي والاستفادة الأمثل من الموارد المتاحة.