الشارقة (الاتحاد)
أكد عدد من الناشرين والكتّاب الإماراتيين أن «معرض الكتاب الإماراتي»، يُعد فرصة مهمة لخلق حراك ثقافي محلي، ويتيح للقارئ فرصة الاطلاع على أحدث إصدارات دور النشر الإماراتية التي جمعها المعرض تحت سقف واحد، معتبرين أن المعرض يمثل خطوة كبيرة في إثراء المشهد الثقافي، من خلال التواصل بين الكُتّاب والناشرين، وعبر النقاشات والجلسات النوعية التي تسلط الضوء على النهوض بحركة النشر في الإمارات، وأهمية الترجمة في إيجاد حضور عالمي للكتاب الإماراتي.
حول الأهمية التي يمثلها «معرض الكتاب الإماراتي» بالنسبة للوسط الثقافي في الإمارات، قالت القاصة والروائية الإماراتية صالحة عبيد: «العناية بالكاتب والثقافة الإماراتية جزء مهم من مشروع الشارقة الثقافي الذي بدأ منذ أكثر من أربعين عاماً، وإن أهمية الدورة الثانية من هذا المعرض أتت بعد الجائحة التي عرفها العالم، ما يجعل من حضور الكاتب الإماراتي في الفعاليات الحية يعرّف بمشروعه على الخريطة المحلية في ثقافة دولة الإمارات التي ندرك تنوعها وثراء كُتّابها».
وأوضحت صالحة أن المعرض يضع خريطة طريق ليأخذ الكتاب الإماراتي مكانته بما يتناسب مع تأثير حضور المبدعين الإماراتيين على مستوى خريطة الثقافة العربية، وخاصة أن المرحلة الحالية تتميز بسهولة التواصل على المستوى الإنساني والثقافي، ما يجعل الكاتب يسبق كتابه أحياناً في الحضور والانتشار، مشيرةً إلى جهود هيئة الشارقة للكتاب التي تقود باتجاه تعزيز الحضور المحلي والإقليمي والعالمي للكتاب الإماراتي، سواءً من خلال معرض الكتاب الإماراتي، أو عبر جهود الترجمة والمشاركات الخارجية.
حراك ثقافي
من ناحيتها، اعتبرت الكاتبة الإماراتية نادية النجار، أن أهمية «معرض الكتاب الإماراتي» تأتي من كون الناشر والكاتب والقارئ المحلي يجدون في المعرض مساحة للتعبير عن الثقافة الإماراتية وما يعكس الهوية المحلية في الإبداع والتأليف، وذلك يجعل للمعرض خصوصية إماراتية ويكشف للقارئ والمهتم المستوى الذي وصلت إليه صناعة الكتاب في الإمارات من حيث الشكل والمضمون.
وختمت بقولها: «نحتاج إلى هذا المعرض لما له من طابع مميز وألفة مختلفة عن كل المعارض، خاصة أنه يسهم في تنشيط الحركة الثقافية ويجمع الكتاب الإماراتيين ويعزز تواصلهم، ويمنحنا المؤشر الذي نقيس من خلاله حجم الحراك الثقافي الإماراتي عبر الكتاب والإصدارات الجديدة لدور النشر، ومن خلال القضايا الثقافية التي يتم تناولها في الجلسات والنقاشات بين الناشرين والكتاب، وذلك يجعلنا نترقب دورته المقبلة».
خصوصية محلية
أما الناشرة الإماراتية عفراء محمود صاحبة دار غاف للنشر، فقالت: «نحن كناشرين إماراتيين نحظى بالكثير من الفرص لعرض إصداراتنا ونقل صورة متنوعة تعكس ما لدى المؤلفين الإماراتيين من اهتمامات في مختلف حقول الأدب والمعرفة والتاريخ والتراث وأدب الطفل، ورغم أهمية مشاركاتنا في المعارض الدولية، إلا أننا نجد لمعرض الكتاب الإماراتي أهمية خاصة، لأنه يبرز حركة النشر المحلية ويسلط عليها الضوء بشكل أوسع». وأضافت: «تكمن أهمية هذا المعرض في أنه يقدم لدور النشر فرصة تقوية الصلة بالقارئ الشغوف بالكتاب الإماراتي، ويقدم خدمة للقارئ وللناشر معاً، وخاصة أن لدينا باحثين وطلاب جامعات وشريحة من القراء معنية بالكتاب الإماراتي الذي يعبر عن الثقافة الوطنية المحلية، بتراثها وحاضرها وتطلعاتها نحو المستقبل».
لوحة ثقافية
وبدوره قال الشاعر الإماراتي حسن النجار: «قدم المعرض لوحة جميلة تضم أعمالاً ومؤلفات وأبحاثاً تعكس ما لدى المشهد الإبداعي في الإمارات من قامات أدبية ونقدية بارزة من مختلف الأجيال، وخاصةً مع ظهور جيل جديد من الكتّاب والكاتبات، الذين يمتلكون الحماس لإضافة الجديد إلى عالم الكتاب الإماراتي، وهذا ما يعزز من قيمة المعرض الذي نتعرف من خلاله على حجم ومكانة مشهدنا الثقافي الغني». وأضاف: «لفتت انتباهي محاور الجلسات الحوارية التي صاحبت المعرض ووجدت فيها أهمية من حيث تسليطها الضوء على الكاتب الإماراتي وتحديات الترجمة وكيفية الوصول إلى القارئ الآخر، وكيف ينظر العالم إلى الإمارات من خلال ما لديها من تراث وإبداع جديد يتراكم على أيدي عدد من الكتاب الإماراتيين الذين لمعت تجاربهم على المستويين المحلي والإقليمي».