السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

منصورة عز الدين: «فانوس رمضان».. فرحة الطفولة

منصورة عز الدين: «فانوس رمضان».. فرحة الطفولة
25 ابريل 2022 02:48

إيهاب الملاح (القاهرة)

«كانت مسلسلات الراديو رفيق الإفطار الرمضاني في طفولتي، كنا نتناول الطعام برفقة أصوات نجومها ونضيف للأصوات تفاصيل المكان والمشاهد وتعبيرات الوجوه.. في تلك الفترة الممثَّلة في الثمانينيات وبدابة التسعينيات، في حالتي، اجتذبت الإذاعة المصرية أشهر وأهم نجوم السينما، وتحول كثير من هذه المسلسلات إلى أفلام سينمائية أو مسلسلات تلفزيونية ناجحة لاحقًا، بسبب نجاحها الكاسح إذاعيًا.. أتذكر منها مثلاً «دنيا على جناح يمامة» و«الصبر في الملاحات».. تمثل هذه الاستدعاءات بعضاً من ذاكرة رمضان الحية لدى الكاتبة والروائية منصورة عز الدين، التي تحتل أعمالها الروائية والقصصية مكانتها المميزة في مدونة الإبداع العربي المعاصر.

فوازير رمضان
تقول صاحبة «بساتين البصرة»: «في تلك الفترة ارتبط رمضان بالنسبة لي بالفوازير، بدأت متابعتها مع آخر فوازير «فطوطة» لسمير غانم، ثم تعلقت بها مع شريهان التي أصبحت نجمتي المفضلة بسبب استعراضاتها المميزة وأزيائها المبهرجة في الفوازير، فاعتدت تقليدها، خاصة أنني كنت من المغرمين بالأفلام الاستعراضية الأميركية القديمة، ورأيت في شيريهان امتداداً لنجمات ونجوم هذه الأفلام.
بعد الفوازير ارتبط رمضان لدي بمجموعة من المسلسلات التلفزيونية المتميزة، كانت أقل كماً من الوقت الحالي لكنها أفضل كيفاً، وأغلبها اتسم ببعده عن المط والتطويل، إذ كان بعضها يمتد لخمس عشرة حلقة، ليبدأ مسلسل آخر في النصف الثاني من الشهر دون فواصل إعلانية طويلة تجعلنا ننسى ما الذي كنا نشاهده».

تكاد تتفق منصورة مع أبناء جيلها في حضور تلك العلامات الثقافية البارزة لرمضان خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات، لكنها تعود بالذاكرة إلى أبعد من ذلك بقليل حيث «بدأتُ الصيام في سن مبكرة، واعتدت تزجية الوقت نهاراً في القراءة واللعب وأتذكر أنني كنت أشارك أخي الأكبر لعبة دائمة مخصصة لآخر ساعتين قبل المغرب، نُحضِر فيها كتاب الأطلس (كان من ضمن الكتب الدراسية) ونفتحه على خريطة العالم التفصيلية، ويختار كل منّا مدينة أو موقعاً غير معروف، ويطلب من الآخر إخراجها من الخريطة، وأتذكر أننا كنّا نتفنن في تعقيد اللعبة التي خصصناها لرمضان حصراً، وتعلمنا بفضلها الكثير عن جغرافيا العالم وبقاعه البعيدة المجهولة لنا، وفي ذاك الوقت لم يكن هناك إنترنت، فاعتدنا اختراع معظم ألعابنا».

أجمل فانوس
 ويمثل الفانوس أيضًا باعتباره علامة أيقونية ظاهرة من علامات رمضان، حضوره في طفولة منصورة، وعن ذلك تقول: «مثَّل فانوس رمضان قمة فرحة الطفولة بالشهر الكريم، لم يقتصر الأمر على مجرد امتلاكه واللعب به في المنزل، لكن في سنواتي الأولى، كان الطقس الأساسي بعد الإفطار مباشرة هو الانضمام إلى موكب الأطفال الأكبر مني، كل منا يحمل فانوسه المضاء، ونغني معاً أغنيات وأناشيد خاصة بالشهر في الشوارع والطرقات.
من بين الفوانيس العديدة التي أُهديت لي في طفولتي لا يفارق ذاكرتي فانوس بعينه، اعتدت وصفه بأجمل فانوس في العالم، ربما لأنه انكسر مني قبل رمضان بيومين.. كان فانوساً على النمط القديم، بزجاج تركوازي ساحر، ويضاء بشمعة، اشتراه لي أبي ووقعت في غرامه على الفور، فبدأت اللعب به قبل بدء رمضان وبكيت بلوعة حين انكسر.. أحضر لي أبي فانوسًا آخر بدلًا منه، لكنني لم أحبه كسابقه.. اللافت أن هذا الفانوس مصحوباً بطقس موكب الأطفال حاملي الفوانيس وهم يغنون أغاني رمضانية، كان محور قصة «لقطة»، وهي من قصصي الأولى، وفزت بها بجائزة يحيى حقي على مستوى الجامعات المصرية وأنا طالبة في جامعة القاهرة، ونُشِرت وقتها في أكثر من صحيفة ومجلة لكنها لم تُنشَر في مجموعتي القصصية الأولى».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©