السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

صناعة النشر ودورها في حفظ التراث الفني والثقافي

هدى الخميس
22 ابريل 2022 02:21

هدى الخميس
الكلمة.. اللّبنة الأولى للحضارة
أسهمت صناعة النشر على مدى القرون الماضية في تغييرات جذرية قادت الحضارة الإنسانية إلى ما نشهده اليوم من انفتاح وتنوير وفكر حر متجدد، حيث مهّد الكتاب الذي يفتح بكلماته أبواب المعرفة، الطريق لظهور العلوم العصرية والتكنولوجيا والصناعات، ومختلف الإنجازات التي قامت عليها الحضارات الإنسانية، ولا شك أن الإمارات منذ تأسيسها حققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال، لتصبح اليوم من أبرز مراكز النشر، في ظل ما تمتلكه من خطط وطموحات متفردة، وبيئة حاضنة للمواهب والمبدعين.
هذه الرؤية ليست وليدة اللحظة، فمنذ عقودٍ مضت، آمن الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، بأهمية الثقافة والفنون، والنشر والكتاب، ودورها معاً، في نهضة المجتمعات وحياة الشعوب، وبناء أجيالٍ متنورة، وأسّس المكتبة الوطنية التي جَمَعَتْ أُمّهات الكتب، وكانت اللَّبِنَةَ الأولى لبناء المُجَمّع الثقافي.
وما زالت هذه الروح حاضرةً حتى يومنا هذا، مُتَمَثِّلةً في نهضةٍ ثقافيةٍ غير مسبوقة، وحركة ترجمةٍ رائدةٍ، مع مشروع كلمة، وجائزة الشيخ زايد للكتاب، والجائزة العالمية للرواية العربية، وغيرها الكثير.
بهذه الروحية تابعنا النهج في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، وأصدَرْنا الآلاف من الكتب، في الشعر والرواية، والبحث الأدبيّ والفكريّ والتشكيل، وآخرها «إمارات الرؤى 1» الذي تمّت ترجمَته إلى اللّغتين الإنجليزية والألمانية، واليوم، ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لقيام الدولة، مع كتابَيْ «الفن في الإمارات 2»، و«إمارات الرؤى 2»، حيث يُوَثِّق «إمارات الرؤى 2: سردٌ ووعد» قصة خمسين عاماً من الإنجاز لمبدعي الإمارات وأصدقائهم من أرجاء العالم، مع 62 فناناً، 17 عمل تكليفٍ حصري، وأكثر من 100 عمل فني تحكي قصة احتضانٍ وتضامن، عبر منظومةٍ ثقافيةٍ حافلةٍ بالفُرص والدعم بكلِّ أشكالِه، حاضنةٍ لهذا الحراك الخلّاق، من أواخر الستينيات إلى يومنا هذا.
ولا يسعني، أن أُعدِّد مبادرات الدّعم الذي قدّمتْه قيادتنا الرشيدة، التي يعود إليها الفضل في احتضان التجربة الفنيّة في الإمارات منذ البدايات، مع تأسيس جمعيّة الإمارات للفنون التشكيلية عام 1980 بدعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلى أبوظبي عاصمة الفنون، وحاضنة الإبداع، بدعم ومُتابعة راعي الثقافة، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، شَهِدْنا حراكاً فنياً استثنائياً، مع المجمّع الثقافي، وإصداراته ومعارضه، ومتحف اللوفر، بإصداراته المعرفية التخصصية، وفن أبوظبي، ومتاحف المنطقة الثقافية، ومنارة السعديات.
وفي ريادة التوثيق والنشر، أسهمت مؤسساتٌ ثقافيةٌ وتعليميةٌ عديدة، أذكر منها، على سبيل المثال لا الحصر، مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، ومؤسسة خولة للفن والثقافة، ومؤسسة بارجيل، وجامعة نيويورك أبوظبي، واخترنا في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، أن يكون لنا بينها دورٌ محوريٌّ، نجدد التزامنا القيام به، عبر كتابين جديدين يوثقان سيرة ومُنجز التشكيل الإماراتي، تجسيداً للنهضة المتفرّدة التي تشهدها الإمارات، في إطار استراتيجيةٍ وطنيّةٍ شاملةٍ للنشر وصناعة الكتاب، عاملين على استشراف مستقبل النشر، والعصر الرقمي.
يُمثّل الكتابان مرجِعاً معرفيّاً للأجيال القادمة، فدعونا نتضامن لنشر المعرفة، بريادة إبداع، وحِرَفِيّةِ إنجاز، وبناءِ حضارة، بطُموحٍ لا حدود له. 
مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومؤسس ومدير فني مهرجان أبوظبي

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©