دبي (الاتحاد) وسط إقبال لافت من قبل الزوار، اختتمت هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» النسخة العاشرة من «مهرجان سكة للفنون والتصميم»، الذي أقيم برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة «دبي للثقافة» عضو مجلس دبي، في حي الفهيدي التاريخي من 15 إلى 24 مارس الجاري تحت مظلة موسم دبي الفني 2022، وكجزء من حملة «وجهات دبي- موسم الفنون» التي تم إطلاقها بتوجيهات من سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الإعلامي. وقد حققت دورة هذا العام من المهرجان نجاحات فاقت التوقّعات، كان أبرزها تسجيل حضور قياسي تجاوز 80,000 ألف زائر على مدار عشرة أيام، ليجمع محبّي الفنون من مختلف الثقافات والجنسيات تحت شعار «نحتفي بالفن، نحتفي بالازدهار» احتفالاً بالنجاحات التي تحققت على مدار النسخ التسع المتعاقبة للمهرجان. وستقام النسخة القادمة من المهرجان في الفترة من 24 فبراير حتى 5 مارس 2023.
تعزيز الصناعات الثقافية وفي معرض حديثه عن رحلة المهرجان الحافلة، قال الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في هيئة الثقافة والفنون في دبي: «إننا فخورون جداً بما حققته دورة هذا العام من مهرجان سكة للفنون والتصميم التي واصلنا فيها تحقيق مهمتنا الهادفة لتوفير منصات للمواهب المحلية والإقليمية والعالمية، من أجل مساعدتها على الازدهار والنمو، وصولاً إلى تعزيز الصناعات الثقافية في الإمارة، وترسيخ مكانتها كعاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي، تماشياً مع أهداف استراتيجية دبي للاقتصاد الإبداعي. لقد عشنا عشرة أيام من التجارب الإبداعية الاستثنائية واحتفالات الفنون بجميع صنوفها التي أطلقت لمخيلاتنا العنان، واستمتعنا بإبداعات الفنانين الرائعين الذين كان لنا شرف الترحيب بهم في مهرجاننا هذا العام».
من فعاليات مهرجان سكة للفنون
ومن جانبها، قالت نور خلفان الرومي، مدير مشروع مهرجان سكة للفنون والتصميم 2022: «إننا ممتنون لجميع من شاركنا في هذا النجاح الذي لم يكن ممكناً دون دعمهم، وخاصة شريك المهرجان، (دو)، وكذلك المؤسسات التعليمية والثقافية في الإمارات التي أتحفت المهرجان بمشاركات رائعة. كما نقدم كل الشكر والتقدير إلى متطوعينا الذين نعوّل عليهم في كل عام لنكون قادرين على إدارة مهرجان بهذه الضخامة، فشكراً لهم على عملهم الشاق». وأضافت الرومي: «نقدم جزيل الشكر أيضاً لجمهورنا العزيز الذي رافقنا في هذه التظاهرة الفنية الكبرى، فجمهور المهرجان يشكل أحد الداعمين الأساسيين له ويسهم في نجاح هذا اليوم. وأخيراً وليس آخراً، الشكر الجزيل لفريق دبي للثقافة الذي عمل على مدار العام لجعل المهرجان في أبهى حلّة وترسيخ مكانته كوجهة عالمية للفنون والتصميم. ونتطلع إلى نسخة جديدة أكثر إبهاراً في العام القادم، وإلى العمل مع مبدعينا الشباب على مدار العام كي نمضي بهم نحو آفاق أرحب من النجاح والازدهار».
57 ورشة و70 عرضاً يذكر أن «مهرجان سكة للفنون والتصميم 2022» استضاف 1269 عملاً فنياً بمشاركة أكثر من 250 فناناً شاركوا حضورياً وافتراضياً، إلى جانب 57 ورشة عمل و70 عرضاً. كما شهد المهرجان نسبة مشاركة لافتة مع تسجيل 734 شخصاً في مختلف الجلسات وورش العمل. وتميّز المهرجان في دورة هذا العام أيضاً بمشاركة 79 فناناً إماراتياً حضورياً شكّلوا 50% من إجمالي عدد المشاركين، بالإضافة إلى 34 فناناً عربياً مقيمين في دولة الإمارات والخليج العربي و45 فناناً من الفنانين الأجانب المقيمين في دولة الإمارات ودول الخليج العربي. وحظي المهرجان بدعم فريق من المتطوعين تمازجوا مع فعالياته ونفذوا مهمات تنظيمية عديدة، عاكسين من خلالها الوجه المضيء للأنشطة والفعاليات، إذ برعوا في استقبال الزوار بحفاوة، والإجابة عن استفساراتهم حول مواقع الفعاليات والأنشطة. وقدم المهرجان برنامجاً حافلاً من العروض الأدائية التي تميّزت في اليوم الختامي بمشاركة الفنان الإماراتي الصاعد أرقم العبري بعدد من أغانيه، أبرزها أغنية «تووردز ذي لايت» (الطريق إلى النور)، والفنانة الأردنية هند حامد التي صدحت بأغانيها المميزة، وأبرزها أغنيتها «دعاء للعشق»، وقد لقيت تلك المشاركات استحساناً وتفاعلاً كبيراً من الحضور. يُشار إلى أن الفنان الإماراتي أرقم العبري يشتهر باختياره لموسيقى الروح «سول ميوزيك»، وانطلقت تجربته الحقيقية في الغناء منذ منتصف عام 2019، وتوالت إنتاجاته الموسيقية الفردية لاحقاً، لتصل إلى خمس أغانٍ، أولاها أغنية «growth» التي طرحها في أكتوبر 2019. أما الفنانة هند حامد، فتتميز بصوتها الدافئ الذي مكّنها عبر مسيرتها الفنية من تقديم العديد من الأعمال الغنائية الإبداعية والمتنوعة، بدءاً بألبومين لأغنيات مخصصة للأطفال، مروراً بأول ألبوم لها لأغنيات معادة التوزيع بعنوان «جوى»، شملت قصيدة «والله ما طلعت شمس ولا غربت»، وحديثاً إصدار أول أغنية خاصة بها بعنوان «بحر» التي لمست فيها حال اللاجئين حول العالم.
«بيت سكة» ويحتضن حي الفهيدي العديد من المؤسسات الثقافية والمعارض الفنية المهمة التي تُقدّم الفعاليات والمعارض الخاصة بالتزامن مع تنظيم مهرجان سكة للفنون والتصميم في كل عام. وتشمل تلك المؤسسات مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتواصل الثقافي الحضاري، مركز الفهيدي للفنون والثقافة، مركز عكاس للفنون البصرية، مركز «تشكيل»، معرض «بيت الخنير»، معرض «فاطمة لوتاه»، معرض «XVA». وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان، شهدت نسخة هذا العام منزلها الخاص «بيت سكة» الذي شكّل فضاء افتراضياً فريداً وكان بمثابة مشروع الميتافيرس للهيئة وتم تطويره بالشراكة مع Arhead، شركة في الولايات المتحدة الأميركية وتُعَدُّ منصة رائدة في العالم الافتراضي. وتضمنت المساحة الرقمية ذات الهندسة المتطوّرة أعمالاً فنية لفنانين محليين وعالميين بما في ذلك Distressed Design ونيفين مجيد وFats patrol ورونين تانشوم وغيرهم. كما تم تخصيص ثلاثة من منازل حي الفهيدي التاريخي لعرض أعمال فنية تشكل انعكاساً حقيقياً لموضوع المهرجان لفنانين إماراتيين ناشئين وفنانين مقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة. وبرز في هذه النسخة أيضاً «البيت الخليجي» الذي قدم معرضاً بعنوان «قبل الإقلاع» من تصميم متحف خليجي للفنون، أول متحف رقمي مخصص للفن من منطقة الخليج العربي، برعاية الفنانة الإماراتية سمية السويدي. وعرض هذا البيت أعمال خمسة فنانين من دول مجلس التعاون الخليجي. وتألقت ضمن سكة هذا العام ساحة للسينما والرسوم المتحركة ضم برنامجها عروضاً ممتعة قدمتها شركة «لوكوموشن» لأفلام من الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، وثلاثة أيام مخصصة للمواهب المحلية من طلاب الجامعات وصانعي الأفلام المستقلين، إضافة إلى يومين من أفلام عربية قصيرة -النسخة الخامسة من «بيروت متحركة»، وورش عمل وأنشطة شيّقة من تقديم غرفة الأنيميشن.
بينالي.آيو 2022 وتمّيز المهرجان هذا العام أيضاً بإطلاق «بينالي.آيو 2022»، أو «بينالي الميتافيرس»، وهو معرض فني افتراضي جمع فنانين من الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي. وباستخدام أحدث تقنيات الواقع المدمج والافتراضي، عرض المشروع أعمال الفنانين المشاركين لجمهور الفن والثقافة في جميع أنحاء العالم. واستضاف المهرجان عدداً من الورش حول الإعلام الجديد، تناولت موضوعات مثل: الواقع المعزز في الفن، تصاميم افتراضية داخل الواقع الافتراضي، الأعمال الفنية غير القابلة للاستبدال NFT، إنشاء الموسيقى البصرية، برامج الوسائط التفاعلية، وغيرها. كما قدّم على مدار أيامه العشرة برنامج ورش عمل في الفنون البصرية والتصميم والوسائط الجديدة برعاية «آرت دبي». ويعد مهرجان سكة للفنون والتصميم المبادرة الفنية والثقافية الأبرز التي تنظمها «دبي للثقافة» في إطار فعاليات «موسم دبي الفني»، الذي ينظم أيضاً تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة الهيئة. وقد تم تنظيم «سكة 2022» بدعم من شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو» كشريك الجيل الخامس للاتصال، حيث وظّفت «دو» هذه التقنية لتوفير إنترنت فائق السرعة، دعماً لمشاريع الوسائط الجديدة التي ضمها برنامج هذه الدورة من المهرجان.
عدد اليوم
