السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الموروث يزهو في أيام الشارقة التراثية

الموروث يزهو في أيام الشارقة التراثية
27 مارس 2022 19:38

الشارقة (الاتحاد)

استقبل الدكتور عبدالعزيز المسلم رئيس معهد الشارقة للتراث رئيس اللجنة العليا المنظمة لأيام الشارقة التراثية السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون القضائية والدينية في وزارة شؤون الرئاسة بالدولة، حيث قام الهاشمي برفقة المسلم بجولة تفقدية على الأجنحة والأركان المشاركة في المهرجان، ومن ضمنها جناح جمهورية أرمينيا ضيف الشرف لهذه النسخة التاسعة عشرة، وأبدى إعجابه بمستوى التنظيم وتنوع الفعاليات المقامة.
من جانب آخر شهد المسلم جلسة في مركز التراث العربي حول الملف العربي المشترك المدرج في القائمة التمثيلية لليونسكو عن الخط العربي والذي تقدمت به 16 دولة عربية وتم رفعها من قبل المملكة العربية السعودية، وشارك في الجلسة التي حملت عنوان (فنون الخط العربي.. التجارب والتحديات)، كل من د. محمد بغدادي، ود. عماد بن صوله، وزهية عبدالسلام، وويزة قلاز.
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلم في معرض تعليقه على موضوع الجلسة: إن العرب تفوقوا على أنفسهم في هذه السلسلة العديدة من عناصر التراث والموروث الثقافي العربي المدرج والمسجل في قوائم اليونسكو، لافتاً إلى حرص وعناية معهد الشارقة للتراث بدعم وتعزيز مثل هذه الإنجازات خصوصاً، انطلاقاً من دور المعهد كمركز دولي معتمد من الفئة الثانية في بناء القدرات في مجال تسجيل الملفات، حيث اختتم المعهد قبل يومين الورشة التدريبية الأولى لعدد من الأعضاء المتدربين والمرشحين من عدد من الدول العربية، ومنحهم الشهادات الخاصة بإنجازهم لمتطلبات التدريب.
علاقة تاريخية 
وشهد المقهى الثقافي جلسة ناقشت العلاقات الثقافية والحضارية بين منطقة البلقان والعالمين العربي والإسلامي قدمها كل من الدكتور مسعود إدريس والدكتور محمد علي، وتمحورت موضوعاته حول العلاقة بين هذه المنطقة والعالم العربي مع اختيار مقدونيا الشمالية نموذجاً، وتناول إدريس جغرافية البلقان وصلتها، واهتمام الشيخ سلطان بالخرائط والجغرافيا المرتبطة بالتاريخ وتمثل ذلك عبر المؤلفات العديدة في هذا الجانب.
وعقد إدريس مقارنة بين شبه الجزيرة الآيبرية (حيث الأندلس سابقاً) وشبه جزيرة البلقان، التي تعد بحسب رأيه أقرب للعالم العربي من غرب أوروبا سواء من ناحية ثقافية أو جغرافية أو من حيث الهوية، داعياً إلى إدراج الجغرافيا في توصيف المساقات الجامعية في الجامعات العربية وتدريس تاريخ البلقان في هذه الجامعات، لأن الحضارة الإسلامية العربية ما زالت قائمة في تلك المنطقة، هوية وروحاً وقيماً، بعكس الأمر في شبه الجزيرة الآيبرية الذي بات مجرد مباني ومعالم عربية وإسلامية يتم زيارتها سياحياً دون وجود رابط ثقافي مشترك، مشيراً إلى أن البلقان تضم 50 مجموعة شعبية تختلف في اللغة والدين، لكن تأثير اللغة العربية بكلماتها وحروفها على هذه الثقافات في البلقان كبير ومهم.
ملتقى
من جانب آخر، شهد الملتقى جلسة ثانية عن الحيوان في المعتقد الشعبي الإماراتي قدمها الأستاذ والباحث علي المغني، مستعرضاً ما أثير فيها من حكايات وأساطير ارتبطت بالمخيال الشعبي الإماراتي، واستهل المغني حديثه عن معنى المعتقد الشعبي والتراثي الذي يختلف من ثقافة إلى أخرى ويحمل تفسيرات متنوعة مرتبطة بالطبيعية والتربية والتعليم والأديان، ثم استعرض المغني أمثلة عن بعض المعتقدات المختلفة حول الحيوان، عند سكان الإمارات، في مناطق متنوعة منها:
 الحرف 
ويمثل مركز الحرف الإماراتية بمعهد الشارقة للتراث ملتقى نشطاً وحياً خلال أيام الشارقة التراثية من خلال مجموعة الورش والدورات التدريبية العملية التي يقدمها للزوار وبمشاركة العديد من ممثلي الدول العربية.
وقالت خلود الهاجري مدير المركز إن النسخة الحالية شهدت استقطاب مشاركات حرفية من خارج دولة الإمارات، من دول خليجية وعربية وأجنبية بالإضافة إلى المراكز والجمعيات والمؤسسات المحلية المختلفة.
أقلام الفحم
واستضاف البيت الغربي ورشة للمهندسة وفاء داغستاني حول فن الرسم بأقلام الفحم، والذي يعتبر فناً قديماً ارتبط باكتشاف الإنسان للنار واستخدام الفحم المتبقي منه في الرسم والتلوين به، وهو فن يبدو أنه يكاد يكون اندثر بعد ظهور الألوان الأخرى. واستعرضت داغستاني في بداية ورشتها مزايا الرسم بالفحم بما فيه من واقعية وتدرجات لونية عديدة، مشيرة إلى أهم تقنياته من خلال طريقة إمساك القلم، وأفضل أنواع الأقلام المستخدمة فيه، وأن الأطفال الصغار ينصحون بالبدء بالرسم بأقلام الرصاص ثم التدرج إلى الرسم بالفحم.
 لمسة وفاء 
من ضمن أهم المعارض التي تستقبل زوار أيام الشارقة التراثية معرض "الأعمدة الستة"، الذي يكرّم شخصيات أسهمت في مسيرة حفظ التراث بأنواعه، حيث يزخر التراث الإماراتي بالعديد من الباحثين الإماراتيين والأعلام العرب الذين اشتغلوا به وعكفوا على رصده وتوثيقه، بأساليب ومنهجية مختلفة، ومن بين الرموز والأعلام من نبش الذاكرة الشعبية الإماراتية وأخرج ما فيها من ذخائر العلوم وفرائد الفنون ورمموا ذاكرة المكان.
وفي لمسة وفاء من إدارة معهد الشارقة للتراث، يأتي هذا المعرض في ساحة التراث الذي يحتفي بكوكبة من الباحثين الذين رحلوا عن هذه الدنيا بعدما تركوا مآثر خالدة وبصمات بارزة في مسيرة التراث الشعبي خصوصاً والموروث الثقافي بشكل عام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©