السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فارس المزروعي: الشعر من ركائز التنمية الثقافية واستدامة التراث

فارس خلف المزروعي
21 مارس 2022 00:43

أبوظبي (الاتحاد)

قال معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، القائد العام لشرطة أبوظبي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية: إن الشعر أحد أهم ركائز التنمية الثقافية واستدامة التراث. وأوضح معاليه، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، الذي يصادف 21 مارس من كل عام، أن هذا اليوم يعتبر مناسبة للاحتفاء بالتعبير اللغوي لإنسانيتنا المشتركة، إذ إن الشعر يحول الكلمات إلى حافزٍ كبيرٍ للحوار والسلام والتسامح والعطاء، وتتضح أهميته في التعبير الجميل والمظاهر الملهمة للهوية اللغوية والثقافية الخاصة بالمجتمعات ويجدد الاعتراف بدوره المحوري كواحدٍ من أهم الكنوز الإنسانية، وخلق مساحات جديدة في الحوار، ونقل الهوية الوطنية والثقافية إلى العالم.

إمارة الشعر
وثمّن معاليه الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لبرامج صون التراث العربي، وترسيخ الأصالة وقيم المعاني والإبداع والتميز في مسيرة الشعر العربي، وإعادته لمركزه الأبرز في المنطقة العربية، مؤكداً أن إمارة الشعر «أبوظبي» حققت من خلال برامجها الشعرية جماهيرية واسعة واحتضان المبدعين في سماء الشعر العربي الفصيح والنبطي لتعزيز حضوره في الوجدان واستخداماته وأساليبه بمختلف فنونه النثرية والعمودية لتعميق القيم الإنسانية، وتعزيز التفاعل والتواصل الثقافي للمساهمة في إيصال الرسالة الحضارية والإنسانية السامية لدولة الإمارات إلى مختلف شعوب العالم. كما أكد معاليه أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي تمضي قدماً من خلال رؤيتها الشاملة الرامية إلى تعزيز الثقافة وتأصيل الموروث الإماراتي، وترسيخ قيمه ونقله للأجيال المتعاقبة، والنهوض بالشعر العربي النبطي والفصيح، والارتقاء به وبشعرائه والترويج له، وإحياء دوره الإيجابي في مسيرة الثقافة العربية والإنسانية.

استطلاع 
وفي استطلاع مجلة «شاعر المليون» التي تصدرها أكاديمية الشعر في لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي بمناسبة اليوم العالمي للشعر، يقول الشاعر نبيل عماد: «يُمثّلُ موضوعُ التّرجمةِ الشّعريةِ أبرزَ القضايا المُتعلِّقةِ بالتّرجمةِ وأَكثرَها إِثارةً للنّقاش بينَ أَطرافٍ مُتعددةٍ من شعراءَ ونقّادٍ ومترجمينَ وقرّاء، وقد ناقشَها في الماضي هوراس والجاحظُ، ومُؤخّراً اهتم بها جاكبسون وميشونيك، ودارت حولها مجموعةٌ من الأَحكامِ المُسبقَةِ جعلتِ المواقفَ تجاهَ التّرجمةِ تتّسمُ بطابعِ مُزدوجٍ: فجماعةٌ يميلُ رفاقُها إِلى رفضِ ترجمةِ الشّعرِ، وأخرى يقرُّ رفاقُها بصعوبةِ ترجمةِ الشّعرِ، لكنّهم لا يرونَ استحالةَ ذلكَ». 

قصور في الترجمة
أما الشاعر حسن عامر، فقال: «أعتقد أن هناك دائماً قصوراً في ترجمة الشعر العربي بالذات إلى اللغات الأخرى، ربما لطبيعة الشعر العربي، أو ربما لطبيعة الشعر عامة التي تفرضها اللغة المكتوب بها، فجماليات أي قصيدة ترتبط دائماً بلغتها الأم وسحرها ومجازاتها واشتقاقاتها، ومعانيها المرتبطة بتراث هذه اللغة وتاريخها، لكن «المعنى الشعري» يمكن نقله إلى لغة أخرى بسهولة، وفي رأيه أن كل ترجمة هي بالتأكيد خيانة ما للنص المترجم، ولكن كل قصيدة هي شعر عالمي حتى لو لم تُتَرجمْ.

حضور طاغ
بينما، قال الشاعر ناصر الكلباني: «في اليوم العالمي للشعر يمكنني القول إن الشعر العربي الفصيح بكل أشكاله وأنواعه قد خطا خطىً واسعةً نحو العالمية، بل وأصبح له حضوره الطاغي على المنصات الثقافية والفكرية».
وتابع الكلباني «الشعر العربي حظي بالكثير من الاهتمام العالمي، لا سيما المترجم منه، حيث نجده في العديد من الجامعات الآسيوية والأوروبية والإفريقية غير الناطقة بـ«العربية» حاضراً وبقوة كبيرة، كما أن الكثير من الدارسين غير الناطقين بـ«العربية» من أول اهتماماتهم هو الشعر العربي، حيث يدرسون ما فيه من كل النواحي الكلامية والبلاغية والوزنية والأسلوبية وغيرها».

ليست كافية
وأوضح الشاعر أحمد حسن عبد الفضيل، قائلاً: «في رأيي أن حركة ترجمة الشعر العربي إلى اللغات الأخرى ليست كافية ولا تغطي الاتجاهات الشعرية كافة، ولا يعني هذا عدم وجود جهود مشكورة لإثراء حركة ترجمة الشعر العربي فهناك مؤسسات ثقافية حكومية وغير حكومية تقوم بهذا الدور، لكن ما يترجم من الشعر العربي أقل بكثير من غزارة حضوره الكبير من المحيط إلى الخليج كما أن هناك اهتماماً بالرواية على حساب الشعر.

الترجمة مقصلة القصيدة
يؤكد الشاعر وليد الصراف، أن الشعر لا يترجم، فالقصيدة نار تنطفئ في الطريق بين لغتين ومقصلة يدخلها النص حيّا ويخرج منها وهو جثة هامدة تشبه الأصل، ولكنها بلا روح. وأوضح الصراف «مع ذلك نجد العالم يعرف طاغور، راينر ماريا ريلكه، وجاك بريفير، وقبلهم شكسبير وقبله هوميروس ولا يعرف شاعراً عربياً واحدًا.. نعم تُرجم شعر عبد الوهاب البياتي وأدونيس وشعراء آخرين وأصبحت الترجمة سهلة، بحيث يتصدى لها - حقاً أو باطلاً- جهاز حاسوب ويفخر أنصاف شعراء عرب بأنهم ترجموا إلى عشرين لغة، ولكن في حقيقة الأمر ما من مثقف في العالم قرأ المتنبي نفسه، وهو حتى اللحظة أشعر شعرائنا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©