محمد عبدالسميع (الشارقة) ناقش مسرحيّون أمس أهميّة المسرح، باعتباره نافذة أمل للشعوب العربية، في محطات مفصليّة من حياتهم، وعادوا إلى تجارب مهمة لعب فيها المسرح دوره القويّ في أوّل وسائل المواجهة للقضاء على حالة اليأس العربي التي استشرت في أعقاب هزيمة عام 67 وما تلاها من ظروف. جاء ذلك في جلسة «المسرح.. نافذة أمل»، التي عقدت في سياق البرنامج الفكري لأيام الشارقة المسرحية 31، بمشاركة د. راشد بخيت «سعد الله ونوس: الجوع للحوار والأمل كنظرية للثورة»، ود. سامي سليمان «المسرح العربي والأزمة: جدل التحدي والاستجابة السيوسيوجمالية». وفي الجلسة التي أدارها عبدالله راشد، عاد د. بخيت إلى فترة مارون النقاش عام 1847م، وتجارب في سياق تلك الفترة، لأبي خليل الفناني وهجرته من دمشق إلى مصر، وانبعاث أمل جديد للمسرح، حيث برز بعد ذلك المسرح كحاضنة أمل في الحركة الفنية المقاومة للواقع المرّ أمام حركة الزمن، مستشهداً بتجارب مسرحية عربية عديدة. وتطرق بخيت إلى تجارب المسرح العربي وقيامه على أسس فلسفية وأسلوبية وجماليّة، كمناورة للمستقبل، متحدثاً عن حركات الوعي الجديدة ومناهضة اليأس، كما أشار إلى عدد من البيانات الجماليّة التي بحثت في ظلام ذلك الواقع، في ابتكارات تنوعت ما بين الشكل والمضمون، مثل: بيان مسرحي رقم واحد لعصام محفوظ 1969، بيانات مسرح عربي جديد لسعد الله ونوس 1970، وبيانات أخرى، لافتاً إلى أنّما دعا إليه كل من محفوظ وونوس يبقى هو الأكثر تمثيلاً للوعي الجديد الذي تشكل في المشهد المسرحي العربي أعقاب نكسة 1967، أما البيانات الأخرى فكانت في أغلبها استجابة لسؤال الهوية الذي فرضته الممارسة المسرحية العربية، متحدثاً عن تحرير النص المسرحي من معوقات الأدب عند عصام محفوظ، وما نادى به صلاح القصب في مسرح الصورة بعد ذلك، والبيانات المنهجية لسعد الله ونوس. من جهته، تحدث د. سامي سليمان عن دور المسرح في بث الأمل للجماهير العربية أمام التحديات، مؤكداً أهميته في حالة النهوض والأمل، انطلاقاً من شعبيّته، متوقفاً عند نكسة 67 وما تلاها من تأثير على الوجدان العربي والمصري، فكانت معالجات المسرحيين هي لماذا وقعت النكسة وما سبيل تفاديها، وبثّ ثقافة الفرح الذي سيأتي، باعتبار المسرح كان أسرع الفنون في حمل ذلك وقيادته أمام انكسار الحلم. كما تناول د. سليمان مسرحية «يا سلام الحيطة بتتكلم» للراحل سعد الدين وهبة كمسرحية استندت إلى الحكاية الشعبية، من خلال صوت الراوي المؤرخ وصناعة الشخصيات الرئيسة، المراوحة بين مستويين لغويين، التقديم الساخر للشخصيات وسيلة لمناهضة وفعالية الثقافة الرسمية: الكوميديا وبناء خطاب الاستعلاء، وفعالية الحائط، وفعالية عناصر الفرجة المسرحية، وتقنية التخفي بين البنية والدلالات، وتأثير التمثيل الثقافي بين عالم النص وسياق التلقي.