عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
رواية «بلد العميان» تأليف هربرت جورج ويلز، كانت موضوع مناقشة الجلسة الافتراضية التي نظمتها مؤسسة «بحر الثقافة» أمس الأول، وهي من ترجمة لبنى أحمد نور ومراجعة جلال الدين عز الدين علي، ومنشورات مؤسسة هنداوي، وأدارت جلسة الحوار الإعلامية مليكة أحمد، مشيرة إلى عمق الرواية رغم صفحاتها القليلة (32) لكنها تحتل أهمية في الأدب الإنجليزي، لأنها تعبر عن فلسفة عميقة، موضحة النقاط الأساسية لبداية الإنسان المتطرف بشكل عام حينما تحل به مصيبة يعزوها إلى خطايا، مشيرة إلى أن القضية التي طرحها الكاتب فلسفية فيها عوالم تثير الخيال، وتؤكد الرواية أن جوهر البصيرة هو المهم.
وجاء في مداخلة الإعلامية سعد المنهالي أنها أجرت مقارنة بين هذا العمل الإبداعي الفلسفي وبين رواية «العمى» لجوزية ساراماغو، من حيث عمق الفكرة عندما يفتقد الإنسان معارف معينة، مبينة أن البطل في هذه القصة جاء بحالة تعال على الآخرين ليفرض عليهم ما يريد، وهذا ما يشبه حالة المستعمر، كما أن الرمز في هذا العمل المبدع يعكس حالة الشخص المتدخل في حياة الآخرين بحيث تنتهي برمزية أن كل إنسان يشتغل على نفسه، وأن لا يقلد أحداً.
أما الروائية مريم الغفلي، فقد بينت أن الرواية وقفت عند عدد من الحواجز التي صنفها الكاتب، وقد أشار إلى بعد البصيرة، لأن هؤلاء العميان كانوا متصالحين مع الحياة ومع الطبيعة من حولهم، وفي النهاية كسب العميان الرهان، وهذا ما يشير إلى حسن البصيرة التي تبين كيف أن الإنسان عليه أن يتصالح مع البيئة ومع نفسه.
