محمود إسماعيل بدر (الاتحاد) تحت مظلة مشروعها الفكري «اقرأ كتب الهيئة» ضمن برنامج «عين على المسرح»، تنظم الهيئة العربية للمسرح في الشارقة في 28 مارس الجاري، حلقة نقاشية افتراضية رقم 15، لمناقشة نشأة وتطور المسرح السوداني ومحاولات التجريب التي جعلته جزءاً لا يتجزأ من المسرح العربي. تركز الحلقة على قراءة مستفيضة لكتاب «المسرح في السودان» الصادر عن منشورات الهيئة عام 2009، ضمن سلسلة المختصر المفيد في المسرح الجديد تحت رقم «6» ويعالج قضية نشأة وتطور المسرح السوداني، القديمة المتجددة وفق ما يرد في مقدمة الكتاب التي تنطلق من السؤال الذي ظل مطروحاً في إطار إشكاليات المسرح العربي، وما زال يشغل بال المشتغلين في مجالات أبي الفنون. وتختلف الآراء حول تاريخ نشأة المسرح السوداني، ما بين بداياته التي ترجع إلى أصول الأشكال والممارسات الطقوسية الدينية والشعبية والاجتماعية التي عرفتها الحضارة السودانية، كطقوس التتويج في حضارة وادي النيل الأوسط وطقوس الزّار ورقصة العروس وغيرها من الممارسات التي توصف بحسب هذا الاتجاه على أنها ممارسات درامية ومسرحية، إلى البحث في نشأة وتطور الدراما في المسرح المعاصر كنشاط جاء نتيجة لاحتكاك السودان بغيره من الثقافات الأخرى كالمصرية والشّامية والإنجليزية، وهذا التوجه يعتبر أن الاهتمام النسبي بالمسرح في السودان بدأ في عام 1880 ارتباطا بالنشاط الطلابي في المدارس. يأخذنا معدو الكتاب: شمس الدين يونس وعبد الحفيظ على الله وفضل أحمد عبد الله، في رحلة لمعاينة كيف كانت بداية المسرح في السودان واستكشاف طبيعة هذا المسرح والوقوف عند وظائفه والعلائق العضوية التي تربطه بأنساق المؤسسة الاجتماعية التي أنتجته، من خلال الفصول الأربعة للكتاب وتضم: نشأة وتطور المسرح في السودان، وبداية المسرح الشعري في السودان، والتجريب في النص الدرامي السوداني، والمسرح السوداني الحديث وتطوره، وإشارات المسرح الأرسطي، ومسرح الأندية والجمعيات الأدبية، وبروز المسرح الحديث في السودان، والمسرح والتطور التاريخي للذاتية السودانية، كما يتناول الكتاب بالتحليل والنقد تجربتي خالد أبو الروس وإبراهيم الحمادي. كما تطرح فصول الكتاب تجربة معهد بخت الرضا وتجذير المسرح في بنية الثقافة، وقصة نشأة معهد التربية بخت الرضا وعلاقته بالفنون المسرحية، وكذلك تجربة أحمد الطيب الدراماتورج في مسرح بخت الرضا، والتي تليها مقاربة نقدية عن شكسبير وأحمد الطيب والمسرح السوداني، ثم قراءة انعكاس العرض المسرحي السوداني.