الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

متحف المستقبل.. مرحباً بالغد

متحف المستقبل
24 فبراير 2022 00:55

سعد عبد الراضي

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وعدد من كبار الشخصيات الوطنية، أمس الأول، افتتاح «متحف المستقبل» في دبي، الذي يُعد إيقونة معمارية هي الأجمل على وجه الأرض ومحطة جديدة لتحقيق مستقبل أفضل للبشرية. 
ويستقبل المتحف بمبناه الإيقوني الأجمل في العالم، بارتفاع 77 متراً، الزوار من مختلف أنحاء الدولة والعالم، للتعرف على اتجاهات المستقبل وأفكار الغد، والإسهام في استشراف الغد الآتي الذي تتطلع إليه البشرية. 
وكان معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس متحف المستقبل، قد أكد أن متحف المستقبل سيولّد الأفكار الجديدة لمستقبل الدولة، ويثري شغف أجيال الحاضر والمستقبل بفضول العلم والمعرفة، حيث يمثل معرضاً دائماً لتجارب متنوعة ومتجددة حول مستقبل البشرية وأهم التقنيات التي تنتظر المجتمعات الإنسانية في العقود المقبلة. كما يمثل المتحف مركزاً فكرياً عالمياً من نوعٍ جديد، ويجسّد الخيال البشري الحيوي الذي لا يتوقف عن الإبداع والابتكار. 

عقول مبدعة وأفكار مبتكرة 
وأضاف أن المتحف سيشكل حاضنة للمستشرفين العالميين والنخبة العلمية والمعرفية على مستوى المنطقة والعالم، كما سيكون ميداناً لتبادل الأفكار والرؤى، وخلق حراك فكري عالمي يقوم على رؤى إنسانية مبدعة وحلول مستقبلية واعدة تحوّل التحديات إلى فرص، وتجمع العقول المبدعة والأفكار المبتكرة، وتشارك في تسريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة والمستدامة للعالم بأسره. وأعلن أن متحف المستقبل سيطلق سلسلة من الحوارات العالمية مباشرةً بعد افتتاحه. 
ويُعد متحف المستقبل الإيقونة الأجمل والأحدث التي تضاف لإيقونات العالم الحضارية، باعتباره منارة يطل منها على الغد ويشرف من تجاربها ومبادراتها وفعالياتها على المستقبل، وهو إلى ذلك المبنى الأكثر انسيابية والأكثر إبداعاً والأجمل على مستوى العالم من الناحية المعمارية، بعد أن دفع بالتفكير التصميمي وعمليات بنائه حدود الهندسة المعمارية والمدنية إلى آفاق جديدة غير مسبوقة عبر استخدام تقنيات هندسية جديدة تماماً، جعلته أعجوبة في المعمار والابتكار، تضاف إلى الأفق العمراني المميز لدبي ودولة الإمارات.

«الاتحاد» استطلعت آراء مثقفين وأدباء وفنانين للتعرف إلى انطباعاتهم عن هذا الإنجاز الحضاري الكبير، وتأثيره على الثقافة المحلية والعربية، ودعمه لتوجه الدولة نحو تعزيز قطاع الاقتصاد الإبداعي، فضلاً عما يحمله هذا المتحف من رؤية فريدة لصناعة المتاحف والعلوم المتقدمة على مستوى العالم.

أعاد تعريف المتاحف
وفي هذا السياق، أكد  محمد الحبسي، مدير إدارة الآداب بالإنابة في هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، أن المتحف قلب موازين التعاريف المتحفية، مشيراً إلى أن المعروف عادة في تأصيل تعريف المتحف أنه مكان يجمع الإرث الثقافي الماضي أو الحالي، ولكن المبهر والاستثنائي في حالة متحف المستقبل أنه سيعرض ما سيكون في المستقبل، مؤكداً أن المهتمين بالقطاع في العالم سيفكرون بعد افتتاح متحف المستقبل في تعريف جديد للمتاحف.

وقال الحبسي، إن القيادة الحكيمة في الإمارات تثبت للعالم دائماً أن الإبداع ليست له حدود، ولا تحصره قيود، وأن قيادتنا لا تفكر من منظور واحد ولكنها عودتنا دائماً أنها عندما تعلن عن منجز يكون شاملاً وجامعاً لمختلف الرؤى والآفاق التي تخص العمل المنجز، بحيث يكون متفرداً في كل شيء ويحتوي أيضاً على الجديد الذي يبهر ويدهش العالم، ومن ثم يقود إلى فكر ومنجز جديدين، وبأبدع وأروع صورة. 

أيقونة فريدة 
من جانبها، قالت الفنانة التشكيلية  الدكتورة نجاة مكي، إن متحف المستقبل يُعد أيقونة فريدة،  واستمراراً لإنجازات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسيكون له تأثير مهم وفاعل في رفد تميز الثقافة الإماراتية بمختلف أشكالها، وسيساهم في التبادل الثقافي على المستويين العربي والعالمي.

كما أنه يدعم توجهات الدولة الرامية إلى تعزيز الاقتصاد الإبداعي. وأكدت مكي أن المردود ليس فقط على المستوى الاقتصادي، الذي يمثل عصب فكرة الاقتصاد الإبداعي، ولكنه سيكون منارة للأجيال القادمة، حيث ينقلهم إلى استكشاف واستشراف المعارف الحديثة، ويدفعهم إلى التفاعل مع الثقافات المختلفة، ومواكبة آخر تطورات واختراعات العلوم المتقدمة. 

ينافس المتاحف العالمية 
أما الفنان التشكيلي عبدالقادر الريس، فيؤكد أن المتحف إنجاز متميز وسيكون له أثر كبير في المستقبل ويبرهن على أن الإمارات رائدة، وفي المقدمة دائماً.

وأشار إلى أن هذا التميز ليس بجديد على قيادتنا الرشيدة، حيث يُعد هذا المتحف نقلة نوعية، وسيكون منافساً قوياً لأبرز المتاحف العالمية الموجودة في فرنسا وروسيا وأميركا وغيرها. 

ماء الروح 
وقال الشاعر أحمد العسم: إن القيادة الحكيمة تقدم لنا كل يوم ما يسعد ويسرّ المثقف الإماراتي، وتدفعه دائماً ليرتقي ويتطلع إلى العالمية.

وأشار العسم إلى أن فكرة المتاحف من الأفكار التي تدلل على سعي الدولة لتخليد التراث الثقافي، ورفده الدائم بالتطور، ودفعه لمواكبة والتفاعل مع الثقافات الأخرى، مؤكداً أنه كشاعر إماراتي سعيد جداً بهذه الفكرة التي يعبر عنها متحف المستقبل، واصفاً إياها بماء الروح. 

دبي عودتنا على التفرد
وقالت الشاعرة شيخة المطيري، رئيس قسم الثقافة الوطنية في مركز جمعة الماجد، إن دبي عودتنا دائماً على الأحدث والمتفرد، وأنها لا تحب التنميط ولا الأفكار العادية، فهي دائماً متطلعة إلى الإنجازات الأفضل والأجمل. وأكدت المطيري أن فكرة متحف المستقبل بحد ذاتها فكرة مدهشة، حيث تجعلك تقف متأملاً، وتقول: كيف أتت هذه الأفكار الفريدة والنوعية.

كما نوهت المطيري بأن الإنجاز زاد جمالاً وبهاء بفكرة المكان، حيث يقع المتحف في شارع الشيخ زايد، ولهذه الفكرة دلالات واضحة على ربط المستقبل بالمؤسس الذي بنى مع حكام الإمارات دولة رائدة تنهض من هويتها وثقافتها إلى العالمية برسوخ وثبات. 

أعجوبة معمارية
قالت القاصة فاطمة المزروعي، إن متحف المستقبل يُعد أعجوبة معمارية استطاعت أن تخطف أنظار العالم منذ لحظة الافتتاح المبهر؛ فهذا المبنى يُعتبر تحفة إبداعية وحاضنة للمبدعين والمبتكرين في الإمارات والعالم؛ وفرصة لاستلهام المستقبل، ومد جسور الحوار والتواصل مع الأمم والثقافات الأخرى، ومساحة للتعبير عن الآراء ووجهات النظر على اختلافها ثقافياً واجتماعياً وفلسفياً وروحياً. وقد استطاعت دبي أن ترسم المستقبل؛ وتكفي مقولات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي تزين هذا المبنى الإيقوني، وتلهم الشباب عبر العصور.

لقد آمن سموه بصنع المستقبل فكانت عباراته منهجاً وفخراً ونموذجاً للشباب المواطن والعربي لحياة أفضل حتماً. وهذا الصرح سيكون مصدر إلهام لجميع المبدعين والمفكرين في العالم الذين يحفزهم على الإنتاج والإبداع والابتكار أنه أمل للأمة العربية كلها لاستعادة مآثر حضارتها التاريخية والفخر بها؛ واليوم دبي منارة للعلم والثقافة، وحاضنة للإبداع الفكري؛ لقد صنع هذا الصرح من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي ليلائم المستقبل؛ إنه يركز على تنمية موارد الفضاء الخارجي والنظم الإلكترونية والهندسة الحيوية والطاقة والغذاء والنقل، ومحوره الأول الإنسان. 
وقالت الفنانة التشكيلية خلود الجابري، إن المتحف صار  محط أنظار العالم، وإن الجميع كان منبهراً به قبل افتتاحه، حيث إنه يعد إيقونة فريدة في التصميم المعماري. وأشارت إلى أن الإماراتيين كانوا يسافرون حول العالم ليروا العجائب الهندسية والحضارية، ولكن الدولة أصبحت الآن وجهة لكل العالم لرؤية العجائب والروائع الهندسية والحضارية، مؤكدة أن الفضل في هذا يعود للقيادة الحكيمة التي لا تدخر جهداً لدعم كل ما يجعل الدولة  وجهة رائدة في مختلف المجالات.

وأشارت إلى أن هذا الإنجاز وجميع الإنجازات الحضارية الأخرى، السابقة والحالية والقادمة، ستعود بالفائدة على الوطن في المجالات والصعد كافة اقتصادياً وثقافياً وسياحياً، وأن متحف المستقبل يعكس الحالة الفنية بالدولة وليس أدل على ذلك من أن جميع الخطوط الموجودة في التصميم جاءت بيد الفنان الإماراتي مطر بن لاحج، وهذا يُعد فخراً لكل الفنانين الإماراتيين وخاصة أن المتحف أبهر العالم بأسره.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©