سعد عبد الراضي ووام (أبوظبي)
أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، أن المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي يعقد في دبي للمرة الأولى في المنطقة بالشراكة مع القطاع الإبداعي الإندونيسي، وذلك بعد نسخته الأولى التي عقدت في إندونيسيا، والذي يستهدف وضع أطر توظيف الإبداع المتكامل لصناعة مستقبل مستدام قائم على الابتكار والتنوع والشمولية والتركيز على الإنسان.
وقالت معاليها - في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات «وام»، على هامش فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي الذي يعقد في إكسبو 2020 دبي - إن المؤتمر يضم أكثر من 100 متحدث من قادة الفكر والمبدعين والمبتكرين وصناع السياسات العالميين من مختلف الجنسيات وجهات ومنظمات حكومية وخاصة لرسم مستقبل الاقتصاد الإبداعي العالمي.
وأضافت معاليها، أن المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي يأتي تزامناً مع إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، والتي تسهم في رسم خريطة طريق لمستقبل الاقتصاد الإبداعي والمجالات التي يحتضنها هذا القطاع الحيوي، وذلك بالتعاون مع الشركاء من الجهات الاتحادية والمحلية والدولية.
وأشارت معاليها إلى أنه تم إطلاق مبادرات لحماية المبدعين والتي ستسهم في دعم ومساندة هذا القطاع الحيوي والعاملين فيه، مؤكدة أن الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية تستهدف دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز مساهمة هذا القطاع الاستراتيجي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 5% خلال السنوات العشر المقبلة، بما يعزز مكانة الإمارات الرائدة في مؤشرات التنافسية العالمية.
وذكرت معاليها أن الاستراتيجية تأتي في إطار رؤية وتوجهات دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة للخمسين عاماً المقبلة بجعل الاقتصاد الإماراتي ضمن أقوى 10 اقتصادات عالمياً وأن يكون من الاقتصادات التي لها مسار عالمي، فيما تساعد الاستراتيجية على النظر في المنتجات الإبداعية الإماراتية العابرة للحدود.
وأكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي في تصريح خاص لـ «الاتحاد»، أن مؤتمر الاقتصاد الإبداعي العالمي الذي يضم الكثير من المبدعين والشركاء سيكون له مردود إيجابي كبير خلال المرحلة القادمة. وأضافت: منذ أسبوع أطلقنا الاستراتيجية الوطنية للصناعات الإبداعية ومن المنتظر والمخطط له أنه بعد عشر سنوات سيكون ضمن عشرة قطاعات تسهم في الاقتصاد المحلي.وعن فهم وإدراك ووعي الجيل الجديد والأجيال القادمة للاستراتيجية الوطنية بكل ما تتضمنه من مبادرات وجوانب مرتبطة بالثقافة والاقتصاد ومتداخلة مع مؤسسات الدولة المختلفة، قالت معالي نورة بنت محمد الكعبي: ندرك تماماً مسؤولية أن نوصل للجيل الجديد مفاهيم تلك الاستراتيجية التي ربما تكون معقدة جداً في الوقت الراهن، لأنها مرتبطة بالاقتصاد والثقافة وجوانب عدة، لكن وظيفتنا كشركاء في هذه الاستراتيجية مع وزارتي الاقتصاد والتعليم سنسعى بآليات محددة بأن يفهم الطفل في عمر مبكر أهمية الفن وأهمية الإعلام وأهمية التصوير وأهمية الموسيقى.. إلخ. وسنعمل معاً في أن تكون ممارسة الطفل عندما يكبر واعية ومدركة لمفهوم الاقتصاد الإبداعي، وأضافت: أعتقد أن النتيجة ستكون متميزة في الحاضر من السنوات، وستكون المفاهيم واضحة لاستراتيجيتنا الوطنية في الاقتصاد الإبداعي.
وقالت: من المفترض ألا يعيق الاقتصاد وتطلعاته الجانب الإبداعي لأنه هو الهدف الجوهري، وستكون نوعية المنتج هي الأساس وستكون النقطة المهمة هي الاستدامة، وأن يتطور المنتج حتى يكون في المحك الاقتصادي دائماً، مشيرة إلى أن المبدع على اختلاف توجهاته الإبداعية يجب أن يفكر بطريقة مختلفة تواكب التطورات في كل مناحي الحياة ثقافياً واقتصادياً وتكنولوجياً، كما يجب أن يكون متنوعاً ولا يقتصر إبداعه على إطار محدد، لكي يصبح كل مبدع مؤسسة قائمة بذاتها وكأنه صاحب علامة وماركة معروفة.
وأضافت: إن المبدع والإبداع وما يقدم من محتوى له أثر في استراتيجية الاقتصاد الإبداعي، ستظهر في شكل من الأشكال حتماً لأن المنظومة واحدة والثمار متعددة.
جدير بالذكر أن الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية حددت 40 مبادرة توزع على ثلاثة محاور رئيسة هي: محور الموهوبين والمبدعين ومحور المهنيين وبيئة الأعمال، وممكنات بيئة الأعمال وبواقع 16 مبادرة في محور الموهوبين والمبدعين و10 مبادرات في محور المهنيين وبيئة الأعمال و14 مبادرة في محور تمكين بيئة الأعمال.