الشارقة (الاتحاد)
تحت عنوان «الكاتب والكتاب» استضافت الدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، كل من الكاتبة فاطمة الهديدي، والقاص محسن سليمان، والكاتبة فاطمة المزروعي، والشاعر والصحفي حسين درويش، في جلسة حوارية أدارتها مريم الهاشمي، وتناولت العلاقة الجدلية والحتمية للإبداع بين الكاتب والكتاب، وطقوس الكتابة والإنتاج الفكري والأدبي.
واستهلت مريم الهاشمي الجلسة بمقدمة استعرضت فيها طقوس الكاتب في فترة إنتاجه الأدبي والفكري، موضحةً أنه يوجد مبدعين أدباء يتوارون عن الأنظار فترة من الزمن ليبدعوا ما يحملون في جوفهم ويحولوه إلى منتج متكامل، وهناك من يجمع المستندات والملفات وكأنه يجمعها لغرض البحث العلمي، وبعضهم من يجد في الفوضى منطلقاً للإبداع والتميّز، وغيرهم من يترقب فصلاً محدداً من فصول السنة، ولكل منهم طقوس لمزاولة الإبداع.
وأشار حسين درويش، إلى أنّ كل ما قيل، وكل ما كتب، وكل ما قرأه حول كيف تكتب القصيدة أو الرواية، والطقوس التي تسبق الفترة أو المرحلة التي يتم خلالها إعداد المنتج الأدبي، لا يمكن له أن يتذكره على صعيده الشخصي، وذلك لأنّ الزمن الذي يُعدّ خلاله المنتج الأدبي ينتمي إلى زمن آخر يختلف عن زماننا الحسّي الذي نعيشه بشكل يوميّ.
وقال: «أمضيت سنوات عديدة أنتجت خلالها 4 كتب، لم أشعر أنّها شكّلت إضافة على ما هو موجود، ولكن على الصعيد الشخصي أشعر بالراحة المطلقة بأنّي تمكّنت من التعبير عمّا يجول بداخلي، وكنت أتساءل عندما أقرأ النص الذي كتبته، هل فعلاً أنا من كتب هذه النصوص؟! ولكن في نهاية المطاف ليس الشعور بالراحة هو الوحيد الذي يشعر به الكاتب حينما يكتب الرواية أو القصيدة، بل أيضاً الشعور بالإنجاز الشخصي».
بدورها وصفت الكاتبة فاطمة المزروعي موضوع الكاتب والكتاب أنه موضوع شائك، وهناك ارتباط أزلي بينهما، ولولا الكاتب لما وصل إلينا اليوم مؤلفات حول التاريخ والحضارة والإنجازات البشرية المتنوعة، وعلى صعيدها الشخصي، أشارت إلى تنوّع كتاباتها ومنتجاتها الأدبية التي وصلت إلى 20 كتاباً، موضحةً أنه من طقوس الكتابة لديها عدم التزامها بلون معين من ألوان الأدب، بل لا بدّ من خوض التجربة في مختلف الأشكال والألوان وفق المزروعي.
وقالت: «الكتابة هي جزء من التعبير عن المشاعر بشقيها المؤلم والمفرح، ومن واجبات الكاتب أن يبقى على اطلاع على كل القضايا التي تهم المجتمع، ليتمكن من التعبير بلسان هذا المجتمع وهمومه»، وأضافت: «لا بدّ من العزلة عند الكتابة، وهذا شيء طبيعي للكاتب حتى ينجح في إخراج منتجه الأدبي بالشكل الصادق والواقعي».
بدوره، أشار محسن سليمان إلى أنّ شغفه بالكتابة بدأ عبر اهتمامه بتتبع سلاسل الإصدارات، والنسخ المنقحة، وإعداد قوائم فيها، وهذا الشغف قاده إلى عشق القراءة والمطالعة، ومن ثم إلى الكتابة.
وتحدّث سليمان عن الأسباب التي ربما تؤدي إلى عزوف المبدع عن الكتابة، مشيراً إلى أنّها تعود إلى سببين اثنين، الأول سبب عام لظروف شخصية أو نفسية، والثاني لعدم القدرة على المزج بين لونين من الكتابة، فيترك لون في سبيل التفرغ للون أدبيّ آخر.
في حين أكدت الكاتبة فاطمة الهديدي أن القراءة بحدّ ذاتها عملية إبداعية، وهي حالة من الروعة والشعور بالحرية، والإبحار في عوالم وأزمنة مختلفة، وجدواها يكمن في تهذيب النفس وتطويرها.
وقالت: «ليس كل قارئ كاتب، ولكن لا بدّ للكاتب أن يكون قارئاً، ومن هنا أركّز على ضرورة القراءة قبل أي شيء، وتحديداً في اللغة العربية، التي تعدّ ثقافة وهوية بحدّ ذاتها».