سعد عبد الراضي
تحل دولة إسبانيا ضيف شرف، في مشاركة هي الأولى من نوعها بالمنطقة العربية، على معرض الشارقة الدولي للكتاب، في دورته الـ40، التي تقام في الفترة من 3 - 13 نوفمبر الجاري في مركز إكسبو الشارقة، حيث تشارك إسبانيا بـ25 نشاطاً، تشمل ندوات أدبية وجلسات نقاشية وقرائية، وعروضاً ثقافية وموسيقية يقدمها نخبة من الكُتّاب والمفكرين والفنانين الموهوبين الإسبان، إضافة إلى إتاحة الفرصة للعاملين في قطاع النشر للتواصل مع الناشرين الإسبان المشاركين في المعرض، وإبرام الشراكات واستكشاف فرص التعاون في مجال الترجمة وحقوق النشر والتوزيع.
وكان مسؤولون في قطاع الثقافة الإسباني، خلال اجتماع في وقت سابق ضم وفداً من هيئة الشارقة للكتاب مع وزارة الثقافة الإسبانية، ترأسه أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وبحضور ماجد السويدي سفير دولة الإمارات لدى إسبانيا، وأنطونيو ألفاريز بارثي سفير إسبانيا لدى الإمارات، وماريا خوسيه غالفيز المديرة التنفيذية للكتاب في وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية، وبيلار توري فيلافيرده عضو استشاري في وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية، قد أكدوا أن مشاركة إسبانيا ضيف شرف في الدورة الـ40 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، ستكون نوعية وكبيرة، وتليق بحجم المعرض وقيمته وتأثيره على الحراك الثقافي العالمي.
وكشفت وزارة الثقافة الإسبانية عن تخصص فريق عمل لنقل تاريخ وراهن الثقافة الإسبانية إلى المنطقة العربية من خلال بوابة المعرض، ومد جسور تواصل وتبادل ثقافي عميق بين الثقافة العربية ونظيرتها الإسبانية، من خلال الفعاليات وعدد الأنشطة والضيوف المشاركين من الأدباء والفنانين والمترجمين والمبدعين الإسبان.
استضافة استثنائية
وعن المشاركة الإسبانية بالمعرض، قال أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: «تجدد استضافة إسبانيا ضيف شرف على معرض الشارقة الدولي للكتاب، الرؤية المركزية لإمارة الشارقة التي وضع دعائمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والتي تتجسد في الإيمان بأن الكتاب أحد الركائز الأساسية في تعميق العلاقات بين البلدان والثقافات، وهو الوسيط الأكثر متانة وتجذراً في فتح مجالات عمل مشترك وتعاون نوعي طويل الأمد بين المدن والبلدان والحضارات».
وأضاف: «تشكل استضافة إسبانيا في المعرض، استضافة استثنائية، وذات ثقل كبير بالنظر إلى الزخم الثقافي والأدبي الإسباني القديم والمعاصر، وبالوقوف عند اللغة الإسبانية باعتبارها اللغة الخامسة الأكثر انتشاراً في العالم، التي تُعتمد لغةً رسمية في 20 دولة، ويتحدث بها أكثر من 6% من سكان العالم».
فرص واعدة
وقالت ماريا خوسيه غالفيز المديرة التنفيذية للكتاب في وزارة الثقافة والرياضة الإسبانية «إن وزارة الثقافة الإسبانية تسعى دوماً لدعم صناعة الكتاب الإسبانية وتوسيع نطاقها عالمياً، ومشاركتها كضيف شرف في الشارقة نعتبرها فرصة كبيرة ومميزة في هذه الفترة خاصة بعد جائحة كورونا، لما تمثله الشارقة من فرص حقيقية وواعدة من خلال معرض الكتاب ليس فقط على المستوى الإماراتي والخليجي، ولكن أيضاً على المستويين الآسيوي والعالمي، نظراً لما ستضيفه للمعرض والبرنامج المهني المرافق له من ناشرين وكتاب ومترجمين ومبدعين من مختلف أنحاء العالم».
وأكدت أن المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب ستفتح أبواباً وأسواقاً جديدة لصنّاع الكتاب في إسبانيا، وستكون نافذة نوعية يطل منها الأدب والفن الإسباني على الشعب الإماراتي والجاليات من مختلف الجنسيات التي تقيم في الشارقة ودولة الإمارات.
روابط متجذرة
كما ثمّن ماجد السويدي سفير الإمارات لدى إسبانيا، الدور الثقافي الذي تقوده إمارة الشارقة في تعزيز العلاقات الثقافية بين الإمارات ومختلف بلدان العالم، وأكد أن الروابط بين الإمارات وإسبانيا متجذرة وممتدة، وتتجلى في خطة الإمارات التي اعتمدتها مؤخراً لإدخال اللغة الإسبانية إلى المنهاج التعليمي، باعتبارها واحدة من أهم اللغات العالمية المنتجة علمياً وفنياً وأدبياً ويشكل تدريسها إضافة لأدوات التعليم للطالب الإماراتي.
أما السفير الإسباني في الإمارات أنطونيو ألفاريز بارثي، فقد عبّر عن سعادته باستضافة بلاده ضيف شرف على «الشارقة الدولي للكتاب»، باعتباره أحد أكبر ثلاثة معارض للكتاب في العالم، وانطلاقاً من الثقل الثقافي الذي تمثله الشارقة على خريطة المدن الثقافية العالمية، مشيراً إلى أن هذه الاستضافة تعبّر عن واحدة من ملامح العلاقات الوطيدة التي تربط إسبانيا بالإمارات، والتي كان آخرها الإعلان عن الافتتاح القريب لمدرسة إسبانية في العاصمة أبوظبي.
مشاركون إسبان
يتضمن البرنامج جلسات ثقافية يقدمها كل من خافيير جوميز ودييغو أفالوس، وهما كاتبا سيناريو مسلسل (Money Heist: La Casa de Papel) من إنتاج نيتفليكس، الذي شهد نجاحاً جماهيرياً وتحوّل إلى ظاهرة عالمية، حيث يناقشون سبل الكتابة الإبداعية للسيناريو المخصص للأعمال التلفزيونية والقادر على المنافسة في أرقى الجوائز العالمية.
كما تشمل قائمة الكتّاب الإسبان المشاركين في فعاليات ضيف الشرف الكاتب والصحفي غابي مارتينيز، مؤلف رواية «بحار وانغ»، والروائية والشاعرة إيرين سولا، التي تُرجمت أعمالها إلى 17 لغة منها الإنجليزية والفرنسية والهولندية والتركية والعربية، ومايتي موتوبريا مؤلفة كتاب «ملايين الخطوات: المشي والعد»، والكاتبة والرسامة المتخصصة بكتاب الطفل روسيو بونيلا، مؤلفة كتاب «ما هو لون القبلة»، و«أعلى جبل من الكتب في العالم».
عرض «لا كارامبا»
ضمن برنامج المعرض، تشارك فرقة «فورما أنتيكوا» السمفونية الكورالية، إحدى أبرز الفرق الإسبانية المتخصصة بموسيقى الباروك الكلاسيكية التي أسسها الإخوة آرون ودانيال وبابلو زابيكو، والحاصلة على عدة جوائز موسيقية، حيث تقدم عرض «لا كارامبا» المستوحى من حياة وإرث المغنية الإسبانية ماريا أنطونيا فرنانديز، المعروفة باسم «لا كارامبا»، والمتخصصة بأغاني «التوناديلا» القصيرة أو الأوبريت الموسيقي القصير الذي كان يُؤدى على المسارح الإسبانية في القرن الثامن عشر.
15 مليون كتاب
يذكر أنه على مدار 11 يوماً، تشهد الدورة الأربعون من «الشارقة للكتاب»، مشاركة 85 كاتباً وروائياً وضيفاً، و1632 دار نشر من 83 دولة عربية وأجنبية، يعرضون أكثر من 15 مليون كتاب، منها 110 آلاف عنوان جديد، إضافة إلى إقامة أكثر من 1,000 فعالية متنوعة.