محمد عبدالسميع (الشارقة)
بعد اختتام الدورة الحادية والعشرين لملتقى الشارقة الدولي للراوي، أعرب مشاركون وباحثون عن تقديرهم للقيمة العلميّة والمخرجات والمنهجيّة التي يتبعها القائمون على الملتقى، من خلال معهد الشارقة للتراث، مؤكدين حضور دولة الإمارات على خريطة الدول المتقدمة والأصيلة التي تحترم التراث العربي وتعمل على إظهاره. وقالوا إنّ الملتقى لفت أنظار العالم إلى موروثنا الشفاهي وأهميّته، معتبرين أن الملتقى علامة فارقة في المشهد الثقافي العربي.
ورأى مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية في مصر، أنّ التنويع الحاصل في دورات الملتقى على مستوى عناوينه ومحاوره، يعطي وعياً فكرياً متجدداً بتراثنا، شارحاً أنّ هذه الدورة التي تقرأ موضوع صورة الحيوان في القصص التراثيّة، مكملة لما سبقها من دورات، ضمن مشروع ذكي ومدروس. وأوضّح أنّ السرد عن الحيوان متضمّن في عاداتنا وتقاليدنا، فضلاً عن وجوده في القصص التراثيّة والمرويات الشفاهيّة. وثمّن جاد مخرجات الملتقى وطباعة ندواته ونقاشاته وجلساته الثريّة في إصدارات مهمّة، إضافةً إلى تحضير الملتقى إصدارات في التراث الشعبي المتعلق بالحيوان. وأكد أنّ ملتقى الشارقة الدولي للراوي جامع حقيقي وفاعل لقضايا تراثيّة عربيّة مهمّة ذات تفاعل حيوي ومواكب لكثير من الأفكار الثقافية والتراثيّة.
وأكد الباحث والخبير السوداني في مجال التراث الثقافي غير المادي أحمد نصر، أن الملتقى مبادرة ذات رؤية تعمق الوعي الوطني بأهمية التراث الثقافي في حضارتنا العربيّة والإسلاميّة.
وعن تكريمه في الملتقى، قال إنّه يعدّ هذا التكريم دَيناً في عنق المكرّمين لمزيد من العطاء وبذل الجهود، فتكريمه هو تكريم لكلّ شخصيّة عاملة في حقل التراث العربي على تعدد أوجه هذا التراث وتنوّع مفرداته وحقوله.
وقال الباحث الإماراتي فهد المعمري: إن الملتقى حدث عالمي يستقطب الرواة من جميع أنحاء العالم، ليسردوا تجاربهم وآراءهم. ورأى أنّ إحياء التراث وتأكيد حضوره يجعلنا على اتصال مستمر بما كان يفكّر فيه أجدادنا وكيف كانوا يصوغون الحياة بكلّ محطّاتها من خلال أمثالهم الشعبيّة.
ورأى الكاتب المصري إيهاب الملاح أنّ الملتقى من العلامات الثقافيّة المهمّة، مشيراً إلى أنه وبفضل برنامجه الثري بات قبلةً للعاملين في مجال التراث في البلاد العربيّة والعالم، ما يدفع إلى المزيد من البحث والتقصّي والدراسة لأكثر من جزئيّة في التراث، نحو استدامته وإحيائه وقراءة كلّ مفرداته. وأكد أن الملتقى مناسبة عربيّة وقوميّة وإنسانيّة كبيرة، لتبادل الآراء والكتب والأفكار.
وثمّن الكاتب والخبير التونسي محمد الجويلي التقاليد الراسخة في الملتقى بتكريم الروّاد والعاملين في مجال التراث في كلّ دورة. وقال إنّ إمارة الشارقة تسمّت عاصمةً للثقافة العربية بامتياز، وما تزال تقدّم المزيد، ولاسيما أنّ معهد الشارقة للتراث من أبرز المعاهد المهتمّة بالتراث على مستوى العالم، ما يؤكّد أنّ دولة الإمارات ماضية في مشروعها الثقافي وإنجازاتها لبناء الإنسان والأجيال بناءً واعياً، من خلال الاستثمار في الثقافة والفكر.
ورأى أحمد علواني، الأستاذ المساعد بكليّة التربية والآداب في جامعة صحار العمانية، أنّ الدورة الحادية والعشرين للملتقى تعكس رؤيةً ومنهجيةً وثراءً وثقةً بالنجاح والمخرجات. وأشاد بالحكايات الشعبيّة التي يرويها الراوي بنفسه بشكلٍ مبدع، إلى جانب الندوات والجلسات والحكايات والورش المقامة، بوجود باحثين متخصصين يقدّمون أوراقاً علميّةً مكاشفة تقرأ الواقع والماضي وتكتب المستقبل.