العين (الاتحاد)
يشارك عيسى الحمادي مدير المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج في الإمارات، في معرض العين للكتاب، وهو متخصص في الميول القرائية، ويسعى إلى معالجة إشكالياتها بما يدفع إلى تجويد المنتج الأدبي للأجيال القادمة.
وقال الحمادي: إن دمج مفاهيم المواطَنة في مناهج اللغة العربية يتطلَّب مراجعةَ تلك المناهج في المراحل التعليميَّة المختلفة، وتحليلَ محتواها، لتحديد الاحتياجات التعليميَّة المرتبطة بالمُواطَنة في تلك المناهج، ورصدَ واقع الاحتياجات التعليميَّة المرتبطة بها في مناهج اللُّغة العربية في مراحل التعليم العام، ووضعَ تصورٍ لما ينبغي أن تكون عليه المناهج من أجل تلبية تلك الاحتياجات، ومواكَبة الاتجاهات الحديثة في هذا المجال، من أجل الإسهام في بناء المنظومة الفكرية للمُواطِن، وزيادة وعيه بقضايا عصره، ومشكلات مجتمعه، ومشارَكته في تنمية بيئته، ونهضة وطنه، وتقدُّم مجتمَعِه.
وأوضح أن المُواطَنة انتماء إلى مكان نشأ فيه الإنسان، وجماعة لغوية ينتسب إليها، ولغة ينتمي لها، وأمة يعتز بحضارتها وتاريخها، وقِيَم وطنية يتمسَّك بها، كالاعتزاز بالوطن، والتضحية من أجله، والدفاع عنه، وهي مصدر حقوق، ومناط واجبات، ومنبع شعور حقيقي بالانتماء لوطن ما، وحبه، والولاء له، وتقديم إسهامات بنَّاءة، سواء بالفِكْر أو بالجُهْد، أو بالمال، من أجل نهضته وتقدمه.
وأكد أن المُواطَنَة الإيجابية أسمى الأهداف التي تسعى إليها المجتمعات، وتحرص عليها كلُّ الدول، من أجل إعداد مواطنين صالحين نافعين لوطنهم وأمتهم، ولن يتحقق ذلك إلا عن طريق الوعي بالحقوق والواجبات، والمشارَكة الفاعلة في خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وقال إن دراسات اهتمت بقضية المُواطَنة في الكتب الدراسيَّة، وأشارت إلى تبايُن معالَجة هذه القضية من دولة إلى أخرى، فالكتب الإنجليزية مثلاً أكثر تركيزاً على التربية المدنية، وأكثر توجهاً نحو تعزيز المهارات الاجتماعية الإيجابية، مثل: التعاون، وحل المشكلات، فضلاً عن سمات المُواطَنة الحسنة، والكتب الأسترالية ركَّزت بدرجةٍ أكبرَ على المهارات التي تمكِّن الشبابَ من فَهْم المجتمع، في حين ركَّزت الكتب الدراسيَّة الكندية على توفير معلومات حول القضايا الدستورية، أما الكتب الدراسيَّة الروسية فالمُواطَنة فيها تركِّز على الجانب الأخلاقي، مضيفاً أن أيرلندا مثلاً الأخلاق والقيم فيهما لهما أولوية في التعليم، مع تأكيد وعي الطلاب بأهمية المُواطَنة النَّشِطة والمشارَكة، وأخيراً المناهج الدراسيَّة الإسبانية يبدو فيها المُواطِن الديمقراطي مطيعاً.
وأشار إلى أن البيئة العربية اهتمت ببعض الدراسات والبحوث بتحليل مفاهيم المُواطَنة وقيمها في الكتب المدرسيَّة، سواء أكانت هذه المفاهيم والقيم في كتاب مستقل أم متضمَّنة في كتب أخرى، كالدراسات الاجتماعية، والعلوم، موضحاً أنَّ بناء مفهوم المُواطنة، وغَرْس قِيَمِها وحقوقها وواجباتها في عقل المتعلِّم، ضرورة حضارية، من أجل تنمية روح الولاء والانتماء الوطني، وتوسيع دائرة الانتماء إلى آفاق رحبة، تشمل الانتماءَ العالميَّ إلى كوكب الأرض، مروراً بالانتماء العربي والإسلامي.