فاطمة عطفة (أبوظبي)
«بناء الكاتب في الأسرة»، كان عنوان جلسة افتراضية نظمتها أمس الأول مكتبة زايد الإنسانية، استضافت فيها الكاتب سالم الحوسني رئيس قسم التدريب والتطوير في بلدية أبوظبي، وأدارت الجلسة فاطمة المنصوري نائب الرئيس لفريق مكتبة زايد الإنسانية، وقد تضمن اللقاء ثلاثة محاور: دور القراءة في بناء الكاتب وحرص حكومة الإمارات على القراءة (أسرة تقرأ عام 2021)، التجربة اليابانية في تعزيز مفهوم القراءة، وأهم الخطوات لبناء الكاتب.
أشار الحوسني إلى أهمية دعم الأسرة للكاتب، إضافة إلى الدعم الحكومي المتوفر لأبناء الإمارت في المؤسسات التربوية والثقافية ومعارض الكتاب والمكتبات المتوفرة في جميع المدن، وهذا يأتي ضمن حرص الحكومة على توفير مكتبات يمكن الحصول على الكتب منها في جميع المرافق، متناولاً تجربة اليابان في نشر مفهوم القراءة وتحفيز أبناء الجيل في مراحل عمرية مختلفة، على القراءة المستمرة، مبيناً أن هذه التجربة جاءت من تسلسل تاريخي طويل من خلال دعم الحكومة اليابانية للأجيال، بحيث استطاعت أن تزرع مفهوم القراءة والتعلم الذاتي من الفئة العمرية الكبيرة إلى مرحلة الأطفال.
وأضاف الحوسني أن ركيزة التقدم ونهضة أي دولة تبدأ من الجيل الناشئ، فقد ركزت الحكومة اليابانية على ثقافة هذا الجيل بعد الحرب العالمية الثانية باعتماد إلزامية التعليم في المدارس، حيث كان أسبوع القراءة الأول بالعالم سنة 1947، وبعد 3 سنوات أسست الحكومة اليابانية أول جمعية مكتبات مدرسية، وبعد 9 سنوات قامت بنقلة نوعية وهي التركيز بالقراءة، ليس على الكبار فقط، بل على الأطفال لتعزيز القراءة عندهم، باعتبارهم عماد المستقبل ليقودوا نهضة البلاد، وهذا يأتي من خلال تعزيز ثقافة الطفل الياباني على أن يكون ملماً بكل الثقافات الأخرى، لتنمية مداركه العقلية.
ولفت الحوسني إلى دعم دولة الإمارات لكل ما يؤدي للنهوض والاستقرار والتعلم والثقافة، وبهذا الاهتمام يحصل جيل الإمارات على مستوى متقدم من العلم أوصله إلى الفضاء، وفي المكتبة الوطنية يوجد ركن يحتوي على كتب تبين كيفية التعامل مع كبار السن، وإذا كانت تقاليدنا تقضي بأن نهتم بالكبار، فلا بد من استمرار هذا النهج، ويجب على كل واحد منّا أن يكون حريصاً على تعليم أبنائه وتمسكهم بهذه التقاليد.
وتساءل الحوسني فبل أن تكون كاتباً، هل أنت تقرأ؟ مؤكداً أن القراءة تسهم في تراكم القراءات والأفكار، وعلينا أن نعطي الطفل الثقة ونتركه يعبر عن نفسه، وأن نستمع له، مؤكداً أن ليس مهماً أن يكون الطفل كاتباً أو عالماً، لكن المهم أن يقرأ ويطلع، لافتاً إلى أهمية مناقشة الطفل مع الوالدين لتكوين جيل واع ومثقف.