الشارقة (الاتحاد)
تقيم مؤسسة الشارقة للفنون ضمن برنامجها لصيف 2021، معرضي «المطر سيكون رصاصاً إلى الأبد»، و«عندما أحصي لا أحد إلا أنت»، واللذين تقيمهما الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس المؤسسة، في المباني الفنية في ساحة المريجة لغاية الأول من أكتوبر المقبل.
ويعاين «عندما أحصي لا أحد إلا أنت» الدور الذي يؤديه الفنانون في المجتمع، من خلال إزاحة الستار عن تفاصيل شخصية تعكس أفكارهم الداخلية، كما يقدم نظرة معمّقة في الأفكار والرؤى المتصلة بالنزعة الإنسانية التي تنقلها الأعمال المعروضة لثمانية فنانين هم: فرهاد مشيري، وفريدة لاشاي، وإيمان عيسى، وماندي الصايغ، وناري وارد، وبراجكتا بوتنيس، وربيع مروة، ورشيد أرائين.
ويستمد المعرض عنوانه من عمل الفنانة لاشاي «عندما أحصي، لا أحد إلا أنت... لكن متى ما أنظر، ليس هناك إلا ظل»، والذي يُعد إعادة صياغة لسلسلة «كوارث الحرب» للفنان غويا، حيث تسلط لاشاي الضوء من خلاله على القواسم المشتركة بين القمع والوحشية في العالم.
فيما يُعرض للفنانة بوتنيس، عملها التركيبي «نِقاشُ المطبخ»، والذي يتكون من أشياء منزلية مستخرجة من مكانها الاعتيادي، فخلال بحثها في الحرب الباردة، عثرت بوتنيس على مناظرة إيديولوجية بين نائب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون والزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف في الافتتاح الكبير للمعرض الوطني الأميركي في موسكو (1959)، الذي نُظّم بهدف الترويج للآلات التي تقلل عدد العمال، وأيضاً لتعزيز العلاقات بين البلدين، وجرى خلال المناظرة نقاش ساخن حول الرأسمالية والشيوعية وسط مطبخ نموذجي أعدّ خصيصاً للمعرض، أصبح يعرف فيما بعد باسم «نِقاشُ المطبخ».
وتقدم الأعمال المعروضة أيضاً مقاربات الفنانين لواقعهم السياسي والاجتماعي والشخصي، كما في عمل «لأجل أولويل» للفنان أرائين والذي أنجزه إحياءً لذكرى ديفيد أولويل، وهو مواطن بريطاني-نيجيري مات غرقاً في نهر إير في عام 1969 بعد تعرضه لمضايقات ممنهجة من أفراد في شرطة مدينة ليدز.
أما معرض «المطر سيكون رصاصاً إلى الأبد»، فيقدم أعمالاً سبق وعرضتها المؤسسة لإيتيل عدنان وسيمون فتال ولالا روخ، إلى جانب منحوتات وأعمال ورقية تم اقتناؤها حديثاً للفنان شوقي شوكيني. ويأخذ هذا المعرض عنوانه من عمل للفنانة سيمون فتال أنجزته عام 2006، وهو عبارة عن قطع حجرية من الحمم البركانية تحمل نقوشاً عربية. كما يتضمن المعرض عملين نحتيين لفتال هما «ذات الهمة» و«عبد الوهاب»، استندت في إنجازهما إلى قصة بطلين أسطوريين من ملحمة تحمل الاسم نفسه. فيما تكشف أعمال إيتيل عدنان عن إمكاناتها الاستثنائية في التلوين تارة، وممارستها الفنية العاطفية تارة أخرى.
أما لالا روخ، فتتداخل ممارستها الفنية مع التزاماتها على امتداد خمسين عاماً بالتعليم والنشاط الحقوقي والموسيقى الكلاسيكية لجنوب آسيا، ويتوضح من خلال عملها المعروض بعنوان «رسومات رملية: 1-4»، تفاعلها مع البحر والآفاق. ويتضمن المعرض أيضاً أعمالاً للفنان شوقي شوكيني، منها منحوتاته الخشبية ولوحاته المستوحاة من إقامته الطويلة في اليابان، مستحضرة الأماكن والأحداث والشخصيات.