عدد اليوم
سعد عبد الراضي (أبوظبي)
أكدت معالي نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، أن «حصول الجناح الوطني لدولة الإمارات في المعرض العالمي للعمارة في بينالي البندقية 2021، على جائزة الأسد الذهبي، جاء نتيجة رؤية القيادية الحكيمة ودعمها، وصولاً إلى رفع اسم الإمارات في جميع المحافل».
وقالت لـ«الاتحاد»: «العمل الجاد والمبتكر أتاح لنا فرصة الفوز بهذه الجائزة العريقة، ويجب أن نسلط الأضواء على ما يمكننا أن ننجزه على جميع الصعد»، مضيفة: «كلي فخر واعتزاز بهذا الإنجاز الإماراتي المميز، وأحيي كل من ساهم في نجاح العمل في الجناح الوطني لدولة الإمارات، وأشكر سمو الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان وسمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، على دعمهما المتواصل من خلال مؤسسة «سلامة بنت حمدان آل نهيان».
وحقق الجناح الوطني لدولة الإمارات، الذي يحمل عنوان «أرض لدنة»، انتصاراً كبيراً لخص الجهود المبذولة خلال الدورات العشر التي شاركت فيها الإمارات، حيث فاز بجائزة الأسد الذهبي، الأرفع، للمرة الأولى في المعرض الدولي للعمارة في بينالي البندقية 2021، لتكون هذه المشاركة الوطنية هي الأفضل في تاريخ مشاركاته.
وقالت ليلى بن بريك، مديرة التنسيق في الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية، في بيان صحفي: «شارك الجناح الوطني لدولة الإمارات خلال عشر دورات في بينالي البندقية بمعارض استثنائية مدعومة برؤية ثاقبة وحلول إبداعية، ونحن فخورون بتكريم الجناح الوطني بجائزة الأسد الذهبي التي تُمنح لأفضل مشاركة من بين 60 جناحاً وطنياً هذا العام، تكليلاً لجهود الجناح ومساهمته الكبيرة في دعم المشهد الفني والمعماري المتطوّر في دولة الإمارات، وتقديراً للمساعي المبذولة في سرد قصص الإمارات الملهمة عبر منصّة تتمتع بحظوة عالمية»، مضيفة: «يتزامن فوزنا بهذه الجائزة مع مشاركتنا العاشرة في البينالي، كما تصادف الذكرى الخمسين على تأسيس دولة الاتحاد التي ستحل في ديسمبر المقبل، ما يجعلها لحظة استثنائية».
وعن أثر الإنجاز على الفنانين المواطنين الذين مثلوا الدولة في الدورات السابقة، عبر الفنان الإماراتي عبد الرحيم سالم، أحد الرواد في مشاركات البينالي عن سعادته بجائزة الأسد الذهبي، مؤكداً أنها شرف كبير للفن والثقافة الإماراتية، وأن تجربة الإمارات تسير بخطى متميزة على المستويين المحلي والعالمي تزامناً مع احتفال الوطن بعام الخمسين. وقال: «لدينا فنانون على مستوى عالٍ يمثلون اتجاهات فنية متميزة، ويرفعون راية الوطن في المحافل الدولية».
وقالت الفنانة التشكيلية خلود الجابري: «أبارك لدولة الإمارات فوز جناحها بجائزة الأسد الذهبي، في النسخة السابعة عشرة من المعرض الدولي للعمارة»، مؤكدة أنه فوز مستحق للدولة، جاء معبراً عن جدارتها، بعد كثيرٍ من الجهود المخلصة، أثبتت فيها الإمارات أنها دولة تستطيع أن تعرض فكرها بأسلوب مختلف، ما يضعها في المقدمة، مضيفة: «فخورون بهذا الإنجاز الذي سيفرز اهتمامات جديدة ويفتح آفاقاً جديدة لمفهوم الهندسة المعمارية، ويساهم في تشجيع الفنانين والمصممين والمهندسين الشباب».
من جانبه، أكد الفنان التشكيلي محمد يوسف أن المشاركة في المحافل العالمية بحد ذاتها تُعد نجاحاً لأنها تثبت للعالم أن دولة الإمارات حاضنة للثقافة والإبداع، وتضم كوادر من أبنائها متميزين في مختلف المجالات. وأكد أن الفن الإماراتي بخير بفضل دعم القيادة الرشيدة؛ إذ إن الدولة تسعى للتميز، ما يجعل الفنانين جاهزين على الدوم لتحقيق أهدافها وغاياتها.
وأشار الفنان عبد القادر الريس إلى أن الخبرة التراكمية من المشاركات في البينالي أعطت دفعة قوية لتحقيق الإنجاز، وأن الصبر والعمل يقودان حتماً إلى النجاح، وأن تمثيل الدولة شرف لأي مواطن ومواطنة، لافتاً إلى أن المشاركات سواء كانت فنية للفنانين التشكيليين أو للمهندسين المعماريين مردودها واحد، فالكل مبدع في الفن الذي انتهجه وأخلص له في الحياة، ويجب على الجميع مواكبة توجهات الدولة في التميز والارتقاء.
وقالت الفنانة التشكيلية نجاة المكي: إن جهوداً كبيرة تبذل منذ سنوات عدة من أجل الوصول إلى العالمية، فمن دورة إلى دورة يحدث شيء مميز يرفع سقف الأمل وصولاً إلى هذا الإنجاز العالمي، الذي يواكب التطورات التي تشهدها الدولة في كل مناحي الحياة، مثمنة دور وزارة الثقافة؛ لأن العمل في المهرجانات العالمية يحتاج إلى آليات خاصة تحقق الإنجاز.
ويُقام الجناح الوطني لدولة الإمارات تحت رعاية مؤسسة سلامة بنت حمدان آل نهيان، التي تتولّى مهام المفوّض الرسمي للجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية، وبدعم من وزارة الثقافة والشباب. ويُقام معرض الجناح الوطني الحالي بعنوان «أرض لدنة» تحت إشراف القيمين الفنيين وائل الأعور وكينيتشي تيراموتو، ويحتضن نموذجاً أولياً ضخماً مصنوعاً من مادة مبتكرة بديلة للإسمنت وصديقة للبيئة تم تطويرها من نفايات المحلول الملحي المُعاد تدويره، للحد من تأثيرات صناعة البناء والتشييد وتداعياتها السلبية على البيئة.
أفكار جريئة
قالت رئيسة لجنة التحكيم كازيو سيجيما، خلال حفل توزيع الجوائز الذي أُقيم مؤخراً، إن تفوق الجناح الوطني لدولة الإمارات في بينالي البندقية، يعكس تطوير تجربة مفعمة بالأفكار الجريئة تتناول العلاقة بين النفايات الصناعية، وعمليات الإنتاج على المستويين المحلي والدولي، وتفتح آفاقاً أوسع للإمكانات الهندسية المعمارية، تجمع بين استخدام أحدث التكنولوجيات والخبرات الإنشائية المعمارية.
مصدر الإلهام
شاركت الفنانة الإماراتية فرح القاسمي، المقيمة في مدينة نيويورك، في معرض الجناح الوطني، الذي يختتم فعالياته في 21 نوفمبر 2021، بتشكيلة من الصور الفوتوغرافية التي ترصد الجمال الساحر في منطقة السبخة التي تم ترشيحها للانضمام إلى قائمة المواقع التراثية الدولية التابعة لمنظّمة «اليونسكو»، والتي كانت مصدر الإلهام للعمل البحثي وراء المادة البديلة للإسمنت.
