الشارقة (الاتحاد)
أطلقت «منشورات القاسمي» الترجمة الإنجليزية للأعمال المسرحية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتنضم للموسوعة التي بدأتها «المنشورات» بترجمة أول أعمال سموه المسرحية (عودة هولاكو)، والتي تكتنز بالمعرفة والدراما الراقية، والتي تستل من التاريخ العربي والإسلامي قيم الرشاد والحكم الصالح.
وتبنت «منشورات القاسمي»، وهي الدار المتخصصة بنشر وتوزيع كافة مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ترجمة النصوص المسرحية تحديداً من خلال المترجمين المتخصصين الذين يتمتعون بخبرة كبيرة في المجالات الأدبية بشكل عام، والمسرح بشكل خاص.
ومن خلال المراجعات اتضح أن ترجمة الأعمال المسرحية العربية بقيت على هامش دراسات واقع الترجمة في الملتقيات والمهرجانات المسرحية العربية، دون النظر إلى زيادة الاهتمام بالترجمة التي تعتبر عملية أكثر تقنية وتعقيداً، لأن المسرح ممارسة فنية تحكمها عناصر متداخلة وليس مجرد «نوع أدبي»، ثم إن التأكيد على دور المسرح وتقديم النص التاريخي تحديداً، وضمن رؤية ناضجة للتفاعل مع الآخر، الذي يجب علينا استيعابه وفهم منطلقاته، وفي موازاة ذلك الاستفادة من المنجز الغربي على مستويي النص والعرض.
وتبني «منشورات القاسمي» نهجاً ثابتاً في ترجمة مؤلفات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي المسرحية كشف عن قيم فنية وجمالية في البناء الدرامي العربي وفي القصة والصراع والشخصيات والأمكنة، فأثرت أدبياً ومعرفياً في تصويب بعض المصطلحات التي ما تزال حتى اليوم متداولة في مسرحنا العربي، خاصة أن نصوص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي هي نصوص تعالج الحاضر من منظور عظة وعبر التاريخ العربي الإسلامي.
وبهذا الصدد، قال البروفيسور بيتر بارلو، والذي سيقوم بإخراج «نمرود»، إحدى أوائل مسرحيات سموه، باللغتين الإنجليزية والعربية، وسيتم العرض في فبراير من العام المقبل في أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، فور اطلاعه على النسخة الإنجليزية لأعمال صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي: مهم جداً ترجمة مسرحيات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إلى عدة لغات وستضمن إضافة الترجمة إلى اللغة الإنجليزية إمكانية تقديم المزيد من العروض المسرحية في جميع أنحاء العالم. سموه ذائع الصيت في عالم المسرح العربي بمساهماته المعروفة بدلالتها على علمه الواسع بالشكل والبنيان المسرحيين، كما يثبت تنوع المواضيع معرفته الواسعة بتاريخ البلاد العربية والعالم. حيث يتدفق أسلوب سموه في الوصف ورواية القصص دون عناء، مما يسمح للجمهور بالاستفادة من المغزى الضمني الأعمق لأعماله. ومن خلال إضافة الموسيقى والتعبير الأدائيين، يتم تسليط الضوء بإشارات محسوسة لتعزيز الرسائل القوية التي يتم توجيهها من خلال الحوار.
من جانبه، قال المخرج العراقي الدكتور جواد الأسدي: على مدار العالم كله لم أسمع أو أقرأ عن رجل استطاع أن يكتب الحياة الإنسانية بمثل فرادة ومهنية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي رسخ وركب نسيجاً مسرحياً نادراً في عمقه الجمالي والإنساني، وترجمة نصوص سموه إلى لغات عديدة هو إبحار عالي الجمال، نحو تواشج ثقافات عالمية إنسانية، ومقاسمة الجمهور هنا وهناك بذائقتهم الثقافية الإنسانية سيعطي للنصوص معنى جديداً.