السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

كريمة الشوملي تروي قصصاً نسائية من خلف البرقع

جانب من العمل الفني «قليل من قصصهم» (الصور من المصدر)
31 يوليو 2021 00:30

نوف الموسى (دبي)

كانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على الفنانة د. كريمة الشوملي، في مكتب الفنان د. محمد يوسف، حيث كانا يعملان سوياً كأستاذين مساعدين في كلية الفنون الجميلة والتصميم بجامعة الشارقة، كان وقتها يشرح لي د. محمد يوسف الإيقاع الصوتي الذي يقوم عليه عمله الفني «الانسيابية بالمجاديف تحت الماء»، وهو جزءٌ من معرض «حجرة، ورقة، مقص» الذي شارك به الجناح الوطني للإمارات في بينالي البندقية، وبينما كان يتغنى بصوت المفاتيح الموسيقية لأهازيج البحارة في الإمارات، تنبهت لصوت د. كريمة الشوملي كونها موجودة في مكتبها القريب منا، ومنه تعارفنا، وبدأ الحديث بشكل عابر عن مسيرة دراستها للفنون، وبالأخص توظيف الموروث فنياً، من مثل عنصر «البرقع»، الذي ترتديه المرأة في الإمارات، مشكلاً الموضوع الرئيسي في منحوتتها «قليل من قصصهم» المشارك في معرض «صنع في تشكيل»، المنظم من قبل مركز تشكيل بدبي. 

  • د. كريمة الشوملي
    د. كريمة الشوملي

تفاصيل
في الحقيقة، «البرقع» هو أول ما يلفت المشاهد لتلك السيدتين، في العرض النحتي القائم على أسئلة عديدة منها: لماذا أُجبرت مريم على ارتداء البرقع ليلة زفافها، رغم كل الاحتجاج من قبلها، والبكاء المستمر؟.
في المنحوتتين، سيدتان، الأولى كأنها الأم بثباتها، تنظر إلى الأمام، جهة واحدة فقط، حتى في تفاصيلها نرى الجدائل منثنية بشكل رسمي، وراكدة، لا تبحث عن حركة تغير أو اندفاع نحو شيء جديد، وإحدى العناصر اللافتة، هو شكل (البرقع) الذي عادةً ما ترتديه النساء الكبيرات، معدل السمك فيه أكبر، ومستوى تغطية الملامح أكثر، وبالرجوع إلى تاريخ دولة الإمارات، فإن لـ«البرقع» تفاصيل شكلية مختلفة من إمارة إلى أخرى، وكذلك فإن هناك تباين بين ما ترتديه الفتيات عن النساء الأكبر سناً، ويُلاحظ ذلك في المنحوتة الثانية، فإن «البرقع» فيها أقل سمكاً، وفتحة العين فيه أوسع، وقد يتوصل المشاهد على أنها المرأة الأصغر سناً (الفتاة)، والأقرب لشخصية مريم، ففي المنحوتة تفاصيل لملابس مريم المزركشة، كونها العروس، وأكثر ما يستوقف المتأمل للعمل الفني، تلك الرقبة الطويلة المنحنية، نحو الرغبة الدفينة لتحرر، للاكتشاف ورؤية العالم. 
وفي موقعها المكاني، فإن مريم، تنظر إلى الجهة المقابلة، إلى ذلك البعيد المجهول، في حاجة ماسة لخوض التجربة المعرفية، ليؤصل المشهد تفاصيل ميل الرقبة، استعداداً للنظر في أكثر من اتجاه، وبأكثر من مستوى دونما توقف، بل مرونة عالية للمواجهة والتغير.

صراع
في السرد القصصي للمنحوتتين، المصنوعتين من الطين، وضعت الفنانة كريمة الشوملي، سيرة لنساء المكان، وهم يصارعن «البرقع»، إلا أنهن في العمق يحاولن رؤية أنفسهم بوضوح تام، وحول ذلك تسرد: حاولت طريفة «تقليد والدتها بارتداء البرقع، في سن 15 دون معرفة كيفية ربطه بشكل صحيح»، إلا أن والدتها علّمتها كيفية ارتدائه، وفي هذه السلسلة تقول الفنانة كريمة الشوملي: «أسعى إلى نقل مشاعر النساء وخبراتهن من خلال إعطاء صوت للمحادثات غير المنطوقة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©