هويدا الحسن (العين)
ناقش مجلس شما محمد للفكر عبر منشط ندوة الكتاب رواية للكاتب التشيكي فرانز كافكا بحضور ومناقشة الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية.
وقد تناولت الندوة رواية «تحريات كلب» لكافكا، حيث علقت د. شما مؤكدة أن هذا العمل الأدبي يعد رواية مختلفة تحمل الكثير من الرموز لكاتب قلق من الصعب على الإنسان أن يفك الشفرات الرمزية في أعماله، وتأتي كتاباته بطريقة عجائبية يسقط فيها الرموز على حيوانات أو أشياء مختلفة عن طبيعة البشر، وقد يرجع الأمر للفترة التي كتب فيها كافكا ما بين الحربين العالميتين، الأولى والثانية، فقد عاصر المآسي والقسوة التي كان يعانيها المجتمع الأوروبي خلال تلك الفترة في ظل حروب مدمرة، فكان من الصعب أن يكتب بحرّية وانطلاق، فاتجه لأسلوب الرمزية ليصل بالقارئ إلى ما يهدف إليه، وما بين السطور من خلال كتاباته.
وأضافت: في هذه الرواية نحن أمام قضايا تحولات الإنسان بين مراحل حياته من خلال بطل القصة حين بدأها جرواً صغيراً منطلقاً يبحث وراء دهشته من العالم المحيط به، وبين مرحلة شبابه التي كان فيها مجرد عضو عادي في المجتمع ثم صار متفلسفاً يتأمل الكون حين تخلص من بلادة الحياة، إنها الرتابة التي تحد العقول الباحثة عن المعرفة في إطار عادات المجتمع ما لم ينظر إليها بعين طفل يبحث عن الدهشة، فتلك الدهشة الطفولية تدفع نحو المعرفة وطرح التساؤلات والبحث وراء الإجابات كما فعل بطل الرواية حين أجرى تحرياته ليبحث عن الإجابات على ما لديه من أسئلة.
وأشارت إلى أن الرواية تؤكد على أن الدم واللحم ليسا هما ما يربطنا فحسب، وإنما المعرفة ومفتاحها والرغبة في البحث وراءها، كما طرحت على الحضور أسئلة لتكون محور النقاش، وتضمنت مفهوم الحرية، وهل يمكننا امتلاكها؟ وهل التغيير يبدأ من الروح؟
وفي تحليل متعمق بعد الاستماع لإجابات الحضور حول ما تم طرحه من أسئلة قالت: إن تغيير الروح يحتاج التكيف مع ذاتنا الداخلية، والتكيف مع كل من حولنا، وهذا ليس سهلاً، وحتى نستطيع تغيير وعي من حولنا يحتاج ذلك وعياً مجتمعياً.