السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مجلس الفكر» يناقش رواية «الحمامة»

«مجلس الفكر» يناقش رواية «الحمامة»
7 يوليو 2021 00:57

هويدا الحسن (العين)

ناقشت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسات الشيخ محمد بن خالد آل نهيان الثقافية والتعليمية، رواية «الحمامة» للكاتب الألماني باتريك زوسكيند، ضمن منشط ندوة الكتاب بمجلس شما محمد للفكر والمعرفة، وبحضور الروائي الكويتي عبدالله البصيص.
وبدأت الشيخة الدكتورة شما الندوة مهنئة الكاتب عبدالله البصيص بفوزه بجائزة دولة الكويت عن روايته «طعم الذئب»، مشيرة إلى أن وجوده ومشاركته لمناقشة الرواية إضافة وإثراء للحوار.
وقالت عن الرواية، موضوع الحديث، إنها رواية قصيرة إلا أنها تخبئ بين سطورها حكاية نملأ بها مئات الصفحات.. حكاية تختلف وتتباين بين قارئ وآخر، فكل إنسان سيقرأ رواية «الحمامة» لزوسكيند سيقف حائراً أمام فك شفرة رمزية الحمامة، حيث أصابنا الكاتب باتريك بصدمة في استخدامه تلك الرمزية، التي وضعها في إطار مختلف، كاسراً تلك الصور اللاواعية للحمامة التي تستقر في الوجدان الجمعي للبشرية كلها وليس لمجتمع بعينه، وتلك الحالة هي التي توقفت عندها كثيراً في الرواية، لماذا جعل باتريك بطله جوناثان يخاف الحمامة إلى هذه الدرجة من الجنون والرهبة؟
وأضافت أن جوناثان القابع بغرفته الصغيرة 30 عاماً مر بفترة صاخبة من الحرب والخيانة وفقد الأحبة وصراعات الحياة المربكة للروح، فكان هروبه للعاصمة الفرنسية باريس وبقاؤه بتلك الحجرة التي وصفها جوناثان نفسه وكأنها حبيبته وحلمه التي احتضنته في ليالي الشتاء، وحمته من صخب الحياة الخارجية، قابعاً وسط حياة رتيبة بين عمله وحجرته برحله يومية مسلماً حريته للعمل والروتين، مقرراً العيش بسلام، مضحياً بحريته الراغبة في التغيير والتحرر من قيود الحياة التي مارسها المتشرد بالحديقة الذي كان لا يهمه العالم من حوله، وكيف يراه، فكان مجنوناً يعيش صخباً حياتياً متغيراً كل يوم، وأما جوناثان فوجود باب ينسحب خلفه ويبتعد به عن الآخرين هو الأمان المطلق بالنسبة له. وهنا نبدأ إدراك تلك الرمزية الغرائبية للحمامة التي وضعها باتريك في روايته، إنها ترتكز على كسر إيمانه بحريته الخاصة في الانعزال عن الناس، حتى لو هددها الحب والجمال تتحول إلى مصدر للرعب والخوف ليس خوفاً من الحمامة، ولكن خوفاً من فقد حريته وحدودها التي رسمها لذاته ومن الانخراط داخل مجتمع غادره يوماً ما منسحباً إلى غرفته التي احتوته وكانت عالمه الخاص، وكونه الضيق مترامي الأطراف.
وأشارت إلى أن الحدث السردي رواية بعمر يوم واحد من حياة جوناثان، ولكن بصخب حياة إنسان منذ الميلاد وبداية علاقته بالعالم وحتى انتظار الموت والخلاص.
وأشار الكاتب عبدالله البصيص إلى أن الرواية ترمز للانعزالية، وهي من الروايات التي لم تأخذ حقها من الاهتمام نقدياً، ولم يتم طرحها ومناقشتها على شكل واسع، رغم أنها واحدة من أروع الروايات العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©