فاطمة عطفة (أبوظبي)
كانت رواية «ربيع الغابة» للكاتب المسرحي جمال مطر موضوع جلسة افتراضية نظمها، أمس الأول، صالون «الملتقى الأدبي» لمناقشة الرواية، بحضور الكاتب ناجي الحاي، وعضوات الملتقى، إضافة إلى أصدقاء الملتقى ومتابعي فعالياته. وقالت مديرة الجلسة الكاتبة أسماء المطوع: «طرح كثير من القضايا الإنسانية المهمة كالسلطة والنفوذ والولاء والدهاء بشكل جديد ومختلف، فيه من الحس المسرحي والنفس الشعري الكثير، حيث الأبطال كلهم من حيوانات الغابة، قدمها الكاتب مطر عبر حبكة درامية متميزة في قصة فأر ذكي تم اختياره لينوب عن الأسد في حكم الغابة خلال غيابه، وقد حاول بدهائه الماكر قلب نظام الغابة ليحقق مصالحه الشخصية»، مشيرة إلى أن الكاتب استخدم لغة شعرية راقية، وكل سطر من الرواية يحفل بالحكم والعبر البليغة.
وأشار مطر إلى الأجواء الذي كتب فيها الرواية، موضحاً أن الفكرة كانت موجودة قبل سنين، إضافة إلى فكرة رواية عن الماجدي بن ظاهر، وخلال فترة الحظر جراء تفشي جائحة «كورونا» والاضطرار للجلوس في البيت بدأ العمل على «ربيع الغابة» وتم إنجازها وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، على أمل أن تكون فيلماً كرتونياً.
ومن جهتها، أشارت الناقدة المصرية أماني فؤاد في مداخلة مستفيضة إلى الملامح الفنية والفكرية في هذا العمل الذي وصفته بالشفيف، كما يتناول الأدب الكوري الأشياء برموز شفافة، وأشارت إلى رواية «مصير صرصار» لتوفيق الحكيم، قائلة: «نجح جمال مطر في عمله، حيث يشعر الفأر بضعفه، لكن يتحايل على ملك الغابة وتصل به طموحاته أن يصبح هو الملك»، مشيرة إلى التهميش الذي أصاب الفهد من الأسد، كما أنه حجم طبائع الحيوانات بحيث أفقدها خصائصها الفردية. وأكدت أهمية التطوير الفردي ليصبح بعد ذلك جماعياً لأن الكاتب شاعر ومسرحي استطاع أن يظهر الصراع في الغابة بصورة جلية وممتعة، كما تركه مفتوحاً إلى ما لا نهاية.
وحظيت الرواية بإعجاب الجميع وأشادوا بلغتها الشعرية، واتفق النقاش على أهمية هذا العمل الدرامي وسرعة وتيرة الأحداث فيه وما يحمله من أبعاد وإسقاطات، كما أنها حملت أيضاً بعداً فنياً جميلاً بأسلوبها ولغتها الشاعرية التي تترك تأثيراً كبيراً على القارئ من خلال الحوار الذي يدور بين الشخصيات في سرد سلس وجميل.