فاطمة عطفة (أبوظبي)
ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، نُظمت أول أمس جلسة حوارية مع عدد من الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب، أدارها الناقد د. خليل الشيخ مرحباً بالضيوف، سواء من حضر منهم مباشرة أو من شارك في الجلسة عن بعد.
وقد تحدثت د. طاهرة قطب الدين مؤلفة كتاب «الخطابة العربية: الفن والوظيفة»، مشيدة بالمكانة العالية التي تتميز بها الجائزة، وأكدت على أنها تقدر كثيراً الجهود المكثفة التي تبذلها دولة الإمارات لبناء جسور التبادل الفكري والثقافي بين الناطقين بالعربية وبقية العالم، وهي ترى أن الخطابة من أعرق الإنجازات الأدبية في التراث العربي، وتأمل أن يهتم العلماء بدراسة هذا الفن الرائع، لأنه يشكل مصدراً حيوياً لفهم حياة المسلمين الأوائل، وعبرت عن سرورها بهذه الفرصة التي أتاحت لها عرض كتابها باللغة الإنجليزية حالياً، وتأمل أن يترجم قريباً للعربية. وبدورها تحدثت د. أسماء الأحمدي، الفائزة بجائزة الشيخ زايد للمؤلف الشاب عن كتابها «إشكاليات الذات الساردة في الرواية النسائية السعودية – دراسة نقدية (2012-1999)، مؤكدة أن الجائزة تستحق هذا الاحتفاء العالمي الكبير، وخاصة بتوجهها الإنساني. وأوضحت أن كتابها كان من ضمن المراهنات التي اشتغلت عليها عدة سنوات وأخذت منها جهداً كبيراً، مشيرة إلى أن الروايات التي تناولتها في دراستها كانت إشكالية، وهي تتناول قضايا إنسانية أساسية كالحرية والهوية وإثبات الذات، وهي حافلة بالبوح الوجداني العميق المتطلع إلى الخلاص والتمرد، لكنه لم يكن خلاصاً فردياً، ولم تكن أهميتها في كسر التابو، ولكن في التمرد، ومن هذه الزاوية تلقفتها الدراسات العربية مركزة على الأسرار والمسكوت عنه. وختمت حديثها مشيرة إلى المنجز الروائي من خلال مختلف الضمائر بين المتكلم والغائب والحوار.
وتقول السيدة رشا الأمير«عن دار الجديد»، الفائزة بجائزة النشر: إن الجائزة تشكل علامة فارقة في تاريخنا المعاصر، كما أنها تسلط الضوء على الناشر العربي، وهو كيان غير واضح للقارئ والكاتب معاً، وإن كان واسطة هامة بينهما، مؤكدة أن دار الجديد هي دار أصدقاء. وتقول: قرائي وكتابي شركاء، مشيرة إلى الألم الكبير لاغتيال شقيقها لقمان بسبب مواقفه، وأكدت أن الكتاب العربي أصبح مهماً جداً، منوهة بأن دار الجديد تهتم بنشر آثار العمالقة، ومنهم عبدالله العلايلي. وأشارت إلى أن الدار تعمل على نشر أكثر من سلسلة من الكتب المهملة والعزيزة على القلوب.
أما البروفيسور مايكل كوبرسون، الفائز عن كتابه الذي ترجم فيه«مقامات الحريري»من اللغة العربية إلى الإنجليزية، فاستهل حديثه بقول المتنبي: إذا غامرت في شرف مروم... فلا تقنع بما دون النجوم»، ثم عبر عن شكره وامتنانه للدعم والرعاية التي وفرتها أبوظبي للثقافة عامة وللترجمة أيضاً حيث تم إنجاز 70 مجلداً، ومقامات الحريري جزء من هذا المشروع، وهذه السلسلة مقرها جامعة نيويورك أبوظبي. وأوضح أن ترجمة المقامات أخذت منه سنتين، ولأن بطل المقامات أبو زيد السروجي يتلون ويغير أسلوبه من مقالة إلى أخرى حسب المقام يقول: كنت مضطراً لتغيير في أسلوب الترجمة لتناسب المقالة المقام من أسلوب تشوسر، وشكسبير حتى الوقت الحاضر، لافتاً إلى أن اللغة العربية في تلك الأيام كان يتكلم بها كثير من الأقوام مثل اللغة الإنجليزية في هذا العصر. وخلال أحاديثهم أكد جميع الفائزين تقديرهم وامتنانهم واعتزازهم لفوز كتبهم بجائزة الشيخ زايد للكتاب، التي اعتبروها منجزاً عالمياً لتحقيق التواصل والتبادل المعرفي والثقافي.