أبوظبي (الاتحاد)
هو الصحابي الجليل سَعْدُ بْنُ مُعَاذِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ امْرِئِ الْقَيْسِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ، أبو عمرو، أسلم بالمدينة عَلَى يد مصعب بْن عمير، رضي الله عنه، ولـمّا أسلم هو أسلم معه قومه بنو عبد الأشهل.
شهد بدراً وأُحداً والخندق. وعندما استشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصحابة يوم بدرٍ، قال سعد بن معاذ رضي الله عنه: قد آمَنَّا بك وصدّقناك، وشهدنا أَنّ ما جِئْتَ به حَقٌّ، وأعطيناك على ذلك عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا على السمع والطاعة، فامضِ يا رسول الله لِـما أردْتَ، فنحن معك، فوالَّذِي بعثك بالحق لو اسْتَعْرَضْتَ بنا هذا البحر لَخُضْنَاهُ معك، ما تخلَّفَ منّا وَاحِدٌ، وما نكره أن نَلْقَى عَدُوَّنَا غداً، إنَّا لَصُبُرٌ عند الْحَرْبِ، صُدُقٌ عند اللِّقاءِ، ولعلَّ اللهَ يُرِيكَ منَّا ما تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ، فَسِرْ بِنَا على بَرَكَةِ اللهِ». فَسُرَّ بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ولـمّا نزل بنو قريظة على حكمه، أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء على حمار، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ». ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ هَؤُلَاءِ نَزَلُوا عَلَى حُكْمِك» فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه: تُقْتَلُ مُقَاتِلَتُهُمْ وتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «لَقَدْ قَضَيْتَ بِحُكْمِ اللهِ».
وعن البَرَاء رضي اللهُ عنه قال: أُهْدِيَتْ للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حُلَّةُ حَرِيرٍ، فجعل أصحابه يَمَسُّونَهَا وَيَعْجَبُونَ من لِينِهَا، فقال: «أَتَعْجَبُونَ مِنْ لِينِ هَذِهِ؟ لَمَنَادِيلُ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْهَا، أَوْ أَلْيَنُ».
رُمِي سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهمٍ يوم الخندق، عاش بعدها شهراً ثمّ انتفض جرحُه فتُوفّي بذلك، دفنه النبي صلى الله عليه وسلم وبكى عليه حتى جعلت دموعه تحادر على لحيته. رضي الله عنه.